اطبع هذه الصفحة


الفوائدُ المنتخبةُ من ( المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ) لابن بدران!!

أبو الهُمام البرقاوي


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

يا ربِّ يسِّر = أنت المعين، هذا الكتاب الـ 25 ، انتخبتُ فيه كتاب ابنِ بدران الدمشقي، وذلك فيما يتعلق في مذهب الإمام أحمد، وتركت المباحث الأصولية إلى وقت آخر - إن شاء الله - .
اللهم تقبل عملي، ولا تُذهبه هباءً منثورًا، وأجزني ووالديَّ جزاءً لا ينفد، وحسناتٍ لا تنقطع.

دعواتكم لي -يا أفاضل- بالعلم النافع، والعمل المقبول، والزوجة الصالحة.

المدخل إلى مذهب أحمد بن حنبل

كان ابنُ بدرانَ قد أخذَ بنفْسِهِ وطوَّحهََا لمِـا سَلَكَه ابنُ سيـنا ، ثم مسلكُ الفارابي في المنطق ، ثم إلى مسلك ابنِ رشد في الإلهيات، وفي تشريح الأفلاك ، ثم ألـمَّ إلى الشرفِ والكمالِ لما كان عليه السلف والتابعون.

43- (44) * انشغل بكتاب الله تدريسًا وتفسيرًا ، وسنة نبيه ، ثم زجَ نفسـه في بحار الأصول والفروع ، حتى لايكون منقادًا لكل قائد ، فسبر المذاهب المتبوعة فذهب إلى أوسعهم معرفةً بحديث رسول الله ، وأكثرهم تتبعًا لمذاهب الصحابة والتابعين ولمنْ كان ينهى تلاميذه عن الكتابة ليبقى باب الاجتهاد مفتوحاً لمن هو له أهل .

45- أكبَّ الناس على الدنيا ، وهجروا مذهبه ، رجاء طلب قضاءٍ أو وظيفة ، فمن ثم تقلص ظله من بلادنا السورية إلا قليلا ، وأشرق نوره في جزيرة العرب ، فهب أقوامٌ كرامٌ لطبع كتبه ، وأنفقوا الأموال الطائلة لإحياء هذا المذهب لم يطلبوا إلا وجه الله .

 

عقيدة الإمام أحمد

46- أنت إذا طرحت التعصب ، ونظرت في كتب علماء الكلام ، وسبرت أقوالهم بإنصاف تجدها راجعة إلى عقيدة السلف بالاضطرار أو التصريح أو التلويح ، كما جرى لأبي الحسن الأشعري في كتابه الإبانة .
وبدأ ينقل ابنُ بدران في -60- صفحة ذكر أقوال أصحاب أحمد في قولهم عن عقيدة هذا الإمام في القرآن ، والكلام ورؤية الله ، وإثبات الصفات ونفيها .

 

سبب اختيار مذهب أحمد على غيره من كبار العلماء
 

103- كل إنسان يختار لمطعمه وملبسه وحوائجه الضرورية ، فلأن يحتاط لدينه أولى .
ولما كان المقلّدُ لا رأيَ له ولا ترجيحَ، إنما نصيبه من العلم أنْ يقولَ = قالوا فقلنا = أثبتنا له العقد ليتزين به، والسلّم ليرتقي به أملاً بأنه إن ترك التعصب الذميم، والجهل المركب، ارتقى قليلًا إلى درجاتِ أوائلِ العلمِ ، ولاح له لمعانٌ من نور الهدى فيكون حينئذٍ من المفلحين.

104- واعلم أنّـنا نظرنا في أدلة الفقه ، وأصول الفقه ، وسبرنا أحوالَ العلماءِ المجتهدين فرأينا الإمام أحمد أوفرهم حظاً من تلك العلوم = قالهُ ابنُ الجوزي .
كان يحفظ ألف ألف حديث ، يذكر الجرح والتعديل من حفظه كما الفاتحة ، وانفراده بفتاوى الصحابة ، وقضاياهم ، وإجماعهم ، واختلافهم ، وكتب في العربية أكثر مما كتب أبو عمرو الشيباني ، وعلم الدنيا بين عينيه .
كتب الرأي وحفظه ، ثم لم يلتفت إليه، وغاية الجهل أن يقول أحدٌ ( إنه محدث وليس فقيهًا )حتى إنّ أكثر العلماء يقولون ( أصلي أصل أحمد وفرعي فرع فلان )

109- إن قال أصحاب أبي حنيفة ، إن أبا حنيفة لقي الصحابة فالجواب أن الدارقطني قال : لم يلقَ أحدًا ، وسعيدُ بن المسيب وغيرُه لقوا الصحابة ، ولم يقدَّم عليهم .
110- تنبيه = من اختار مذهب أحمد في الفروع = إنما هو السلوك على طريقة أصوله في استنباط الأحكام ، وأما التقليد في الفروع فيرتفع عنه كل من له ذكاء وفطنة ، وما التقليد إلا للضعفاء الجامدين ، فكيف يكون أبو حامد ، والآجري، وابن المنادي، وأبو بكرٍ النجّاد، والقاضي ، وابن عقيل ، والموفق ، والمجد ، وشيخ الإسلام وتلميذه من المقلدين .

أصول مذهب أحمد
 

113- الأول : النص، ولم يقدّم على الحديثِ الصحيح عملًا ولا رأيًا، ولا قياسا ولا عدمَ علمه بالمخالف الذي يسميه بعضهم ( إجماعًا ) وهذا الذي أنكر أحمدُ والشافعيّ من دعوى الإجماع.
الثاني : فتوى الصحابة إن لم يعلمْ لها مخالفٌ ، ويقدّمها على الحديث المرسل.
الثالث : التخيّر من فتاوى الصحابة، ولم يَخرج عن أقوالهم .
الرابع : الأخذ بالمرسل، والحديث الضعيف إن لم يكنْ في البابِ شيءٌ يدفعُه.
الخامس : القياس، للضرورة .
كان رحمه الله يتوقف أحياناً في الفتوى، لتعارض الأدلة عنده، أو لعدمِ اطلاعه .

120 – كان يقولُ : لا تتكلم في مسألةٍ ليس لك فيها إمام، ويقول: ما كان أهون على ابن عييـنة من أن يقول لا أدري! وقال لرجل : أبلغْ من وراءَكَ أنّي لا أدري .


مسلكُ أصحابه في ترتيبِ مذهبه

123- كان يكرهُ الكتبَ التي تشتمل على التفريعِ في الرأي، ليزرع في القلب الأثر ، وكان يكرهُ أن يُكتب شيءٌ من رأيه وفتاويه، وكان يقول ( طوبى لمن أخملَ اللهُ ذكرَه ) .

124 – كتب عنه أصحابُه من كلامه وفتواه أكثر من ثلاثين سِفرًا، وقد طافَ الخلالُ البلادَ حتى كتاب كتابه المسمى بـ " الجامع " وهو في نحو مائتي جزء.
ولا معارضةَ = فالمتقدّمون يطلقون على الكرّاس أو الكرّاسين جزءًا، والسّفرُ جمعُ أجزاءٍ، وكذا عمرُ بن الحسين الخِرقي صنّف – مختصره – وشرحه القاضي، وشيخه ابن حامد، والموفق، وأبو بكرٍ غلام الخلل.


شذرةٌ في فهمِ كلامِ الإمام أحمد

126- إن وجدوا قولين جمعوا بحمل العام على الخاص ( طريقة الأصوليين ) وإنْ جُهل التاريخ فالأقربُ لأصوله! ويحمل بعض الأصحاب قول الإمام ( لا يصلح، أستقبحه، لا ينبغي، لا أراه ) على التحريم، وليس ذلك دائما، فاختار شيخ الإسلام ( الكراهية ) والصواب : حمله على القرائن.

132- وقول أحمد ( ينبغي، أحب كذا ) فالأكثر أنّه على الندبِ.

136- التخريجُ أعمّ من النقل = لأن التخريجَ يكونُ من القواعدِ الكليّة للإمام، أو الشرع، أو العقل = بناء فرعٍ على أصلٍ بجامعٍ مشترك= والنقل = أن ينقلَ النصّ عن الإمامِ، ثم يخرّج فروعًا عليه، وذلك الأصل مختصّ بنص الإمام
138- الروايات = نصوص أحمد ، والتنـبيهات = ما دلّ عليه كلامه، أو أومأ وأشار إليه .
الأوجه = أقوال الأصحاب وتخريجهم ، والقولان = نص عليهما،أو على أحدهما أو أومأ إلى الآخر!
الاحتمال = يكون الدليل مرجوحا بالنسبة إلى ما خالفه، أو لدليل مساوٍ له.
التخريج = نقل حكم مسألة إلى ما يشبهها، والتسوية بينهما فيه .
التوقّف = ترك العمل بالأول والثاني، والنفي والإثبات ، ولتعارض الأدلة، أو لتعادلهما.

كره القاضي اللقب بـ زكي الدين، وقال النحاس = كل هذا بدعة ومنكر، ويحرم التسمي بسيّد الناس، وتوسّط الحجاوي فجوّز إن كان فيه معنى هذا اللقب .
 

- أبرز رجال المذهب الحنبلي –

 

(1) أحمدُ بن محمد بن هانئ الطائي ، حافظٌ متقنٌ ، روى عنه النسائي، وناقلٌُ لروايات الإمام أحمد (260هـ).

 

(2) صالحُ بن أحمد بن حنبل ، أكبر أولاده، وكان يحبّه أبوه ويكرمه كثيرًا، ونقل عن أبيه مسائل كثيرة (266هـ).

 

(3) حنبلُ بن إسـحاق بن حنبل الشيـباني، ابنُ عـم الإمام أحمد، ثقةٌ ثبـتٌ ، قال حنبل = جمعَنَا عميّ مع أولادِه،وقرأ علينا المسند، وما سمعه – تاما – غيرُنا، قد جمعه أكثر من (سبع مائة ألف وخمسين ألفا)(273).

 

(4) إبراهيم بن إسحاق الحربي، صاحب ( غريب الحديث * دلائل النبوة * ) وأحد الناقلين المذهب (285هـ).

 

(5) أحمدُ بن محمد بن هارون الخلال صاحب – الجامع – العلل– الأدب – وكاتب الروايات عن أحمد (311).

 

(6) عمرُ بن الحسين الخِرقي، صاحب ( مختصر الخرقي ) نسبةً إلى بيعِ الخِرق، وقد توفي ( 334 هـ ).

 

(7) أحمدُ بنُ جعفرَ بن محمد بن عبد الله المشهور بـ ابن المنادي ( 336 هـ) .

 

(8) أحمدُ بن الحسين بن يونس المحدّث المشهور بـ أبي بكرٍ النّجاد ( 348 هـ ).

 

(9) محمد بن الحسين بن عبد اللهِ الآجرّي، له ( النصيحة ) وعادته : أنه لا يذكر إلا اختيارات الأصحاب(360 ).

 

(10) عبد العزيز بن جعفر المحدث الفقيه له ( المقنع * الشافي * التنبيه * زاد المسافر ) ( غلام الخلال )(363) .

 

(11) الحسن بن حامد بن علي ، إمام الحنابلة ، وأستاذ القاضي، له ( الجامع في المذهب* شرح الخرقي)(403).

 

(12) محمد بن الحسين بن محمد بن خلف القاضي أبو يعلى، له ( الأحكام السلطانية*الخلاف الكبير)(457هـ).

 

(13) محفوظُ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني، مجتهد له ( الهداية ) في الفقه وله ( الانتـصار ) في الخلاف الكبير، وله كتاب ( رؤوس المسائل ) في الخلاف الصغير، و ( التمهيد في أصول الفقه ) ( 510 ) .

 

(14) عليُّ بن محمد ابنُ عقيل البغدادي ، الفقيه الأصولي المقرئ له( الفصول * التذكرة* رؤوس المسائل )(513)

 

(15) محمد بن محمد بن الحسين ابنُ الفراء – ابن أبي يعلى المتقدم – ( 560 هـ ).

 

(16) يحيى بن محمد بن هبيرة الدوري، شرح الصحيحين، فذكر المسائل المتفق عليها عند الأئمة الأربعة، والمسائل التي فيها إجماع، وأنفق عليه نحو مئة دينار وثلاثة عشر ألفًا ( 560 هـ ) .

 

(17) عبد الله بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي ، ثم الدمشقي قال ابن غنيمة = ما أعرفُ أحدًا في زمانـنا أدركَ درجة الاجتهاد، إلا الموفق له ( المغني * الكافي * المقنع * العمدة * مختصر الهداية ) (620هـ).

 

(18) عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم ، الفقية المقرئ، الملقب بـ " مجد الدين " جدّ شيخ الإسلام، صاحب كتاب ( المنتـقى * المحرر في الفقه * مسوّدَة الأصول منتهى الغاية في شرح الهداية ) ( 652 هـ ).

 

(19) عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة ، شرح ( المقنع ) وصاحب ( الشرح الكبير ) ( 682هـ ).

 

(20) أحمد بن حمدان بن شبيب النميري الحراني، له ( الرعاية الصغرى والكبرى ) فقيهٌ أصولي ( 695 هـ ).

 

(21) سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي البغدادي، فقيهٌ أصوليٌّ شرح ( الروضة ) شرحا متقنا (716).

 

(22) محمد بن مفلح بن محمد الصالحي ، شيخ الحنابلة، وأحد المجتهدين في المذهب ( 763هـ ) .

 

(23) أحمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي من بني قدامة، تلميذ شيخ الإسلام له ( الفائق ) ( 771هـ).

 

(24) محمد بن عبد الله الزركشي المصري، شرح الخرقي شرحا لم يسبق لمثله ( 774 هـ ) .

 

(25) عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي الدمشقي ، شيخ الحنابلة في وقته ( 759 هـ ) .


(26)
إبراهيم بن محمد الأكمل، بن مفلح المقدسي، له ( المبدع ) حذا فيه حذو ( المحلي الشافعي) في شرح المنهاج، وصنف في الأصول – مرقاة الوصول إلى علم الأصول – وفي المذهب – المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد – ( 884 )

(27) علي بن سليمان بن أحمد المرداوي ثم الدمشقي: فقيه حنبلي، من العلماء من كتبه " الانصاف في معرفة الراجح من الخلاف " " التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع "( 885 هـ)

(28) محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفتوحي، تقي الدين أبو البقاء، الشهير بابن النجار: فقيه حنبلي مصري. قال الشعراني: صحبته أربعين سنة فما رأيت عليه شيئا يشينه، وما رأيت أحدا أحلى منطقا منه ولا أكثر أدبا مع جليسه (منتهى الارادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات ) ( 972 هـ )

 

(29) الحجاوي موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى بن سالم الحجاوى المقدسي، ثم الصالحي، شرف الدين، أبوالنجا: فقيه حنبلي، من أهل دمشق.
كان مفتي الحنابلة وشيخ الاسلام فيها نسبته إلى (حجة) من قرى نابلس له كتب، منها (زاد المستقنع في اختصار المقنع ) و (شرح منظومة الاداب الشرعية للمرداوى ) و (الاقناع لطالب الانتفاع ) أربعة أجزاء، في مجلدين، وهو من أجل كتب الفقه عند الحنابلة، قال ابن العماد: لم يؤلف أحد مؤلفا مثله في تحرير النقول وكثرة المسائل ( 968 هـ )

 

(30) البهوتي منصور بن يونس بن صلاح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى: شيخ الحنابلة بمصر في عصره. له كتب، منها (الروض المربع شرح زاد المستقنع المختصر من المقنع ) فقه، و (كشاف القناع عن متن الاقناع للحجاوى ) أربعة أجزاء، و (عمدة الطالب ) فقه، شرحه عثمان بن أحمد النجدي بكتابه (هداية الراغب لشرح عمدة الطالب ) ( 1051 هـ )

(31) ابن تيمِيَّة تقي الدين أبو العَباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي. شيخ الإسلام في زمانه وأبرز علمائه، فقيه أصولي ومفتي الدين الحصيف وصاحب الآثار الكبرى في علوم الدين والفكر الإسلامي. ولد بحرَّان بتركيا، ورحل إلى دمشق مع أسرته هربًا من غزو التتار. وقد صنف كتاباً ضخماً سماه درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول رد فيه على شطحات

كان ابن تيمية صالحاً مصلحاً، داعيا إلى الإصلاح والعودة إلى القرآن والسنة، وكان ذا باع طويل في اللغة العربية وعلومها، وفي مختلف العلوم. تربو مصنفاته على ثلاثمائة مجلد في علوم الإسلام المختلفة من أهمها: اقتضاء الصراط المستقيم في الرد على أهل الجحيم؛ السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية؛ الصارم المسلول على شاتم الرسول؛ الواسطة بين الخلق والحق؛ العقيدة التدمرية؛ الكلام على حقيقة الإسلام والإيمان؛ العقيدة الواسطية؛ بيان الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن؛ تفسير سورة البقرة؛ درء تعارض العقل والنقل؛ منهاج السنة النبوية؛ مجموعة الفتاوى ( 728 هـ ) .

 

(32) ابن القيم = محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد، من أعلام الإصلاح الديني في القرن الثامن الهجري. ولد في دمشق وتتلمذ على يد ابن تيمية، حيث تأثر به تأثرًا كبيرًا وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه. وسُجن ابن قيم الجوزية وعُذِّب عدة مرات، وأطلق من سجنه بقلعة دمشق بعد وفاة ابن تيمية. ومن أبرز كتب ابن قيّم الجوزية في مجال السياسة كتابه الشهير الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، كما أن له العديد من المؤلفات الأخرى في الشريعة والتفسير والفقه نذكر منها: أعلام الموقّعين؛ زاد المعاد؛ مدارج السالكين؛ تلبيس إبليس؛ الوابل الصيّب من الكلم الطيّب؛ التبيان في أقسام القرآن. ولمحمد أويس الندوي كتاب التفسير القيّم، للإمام ابن القيّم ـ استخرجه من مؤلفاته. وقد أدى ابن القيم دورًا بارزًا في الفكر الإسلامي الحدي ( 751هــ ) .


. بعضُ إطلاقاتِ المذهب للألقاب.


المنقِّح = لعلاء الدين بن سليمان السعدي المرداوي، نقّح ( المقنع ) وسماه ( التنقيح المشبع ) – 885 -، وإن أطلق المتأخرون ( الشيخ ) فهو الموفّق ابن قدامة، أو ( الشيخان ) فالموفّق والمجد، أو ( الشارح - الشرح) فابن أبي عمر عبد الرحمن ابنُ أخِ الموفّق، وكذا ( الشرح ) فقد شرح المقنع، وسماه ( الشافي ) أو ( القاضي ) فأبو يعلى الفراء، أو ( الشيخ ) فهو شيخُ الإسلامِ .
وإن أطلقَ أبو الوفاءِ وأبو الخطّاب – شيخـنا – فهو القاضي، وإن أطلقه ابنُ القيّم وابن مفلح فهو ( شيخ الإسلام ) .

 

بعضُ إطلاقات المذهبِ لكتبِ الأصحاب.


المختصر = ( مختصر الخرفي ) لم يُخدمْ كتابٌ مثل ما خدم، ضُبِط له ثلاث مائة شرح.
المغني = أعظمُ شرحٍ للمختصر، ولم تطب نفسُ العزّ بن عبد السلام للفتيا، حتى حصل علة نسخةٍ منه .

المستوعب = للسامُرّي، جمع ( المختصر ) و ( التنبيه ) و( الهداية ) و(التذكرة) ، وحذا الحجاوي في ( الإقناع ) حذوه.

رؤوس المسائل = لابن عقيل، يذكر المسائل التي خالف فيها الإمامَ أحمد أحدُ الأئمة، ويذكر دليل الإمام منتصرًا مصحّحا.

الهداية = لأبي الخطاب، يبـين الروايات، وحذا حذوَ المجتهدين، المصححين لروايات الإمام، وللمجد ( منتهى الغاية في شرح الهداية ) وينقل عنه الأصحاب كثيرًا، وقد سمعنا عن هذا الشرح.

التذكرة = لأبي الوفاء، جعله على قولٍ واحدٍ، مما صححه واختاره ، وهو متنٌ متوسطٌ ، وقد يذكر الأدلة.

المحرر = للمجد، حذا حذو – الهداية – لأبي الخطاب، ولابن مفلح عليه حاشية، وللقطيعي وابن قندس حاشية.

المقنع = متوسطٌ، عاريٌّ عن الدليل والتعليل، وقد اشتهر إلى القرن التاسع، وقبله كان مختصر الخرفي، وبعد الأول كتاب المرداوي – التنقيح المشبع – فمن ثمّ – منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات – للفتوحي.

وشرح ( المقنع ) عبد الرحمن بن أبي عمر، وسماه ( الشافي ) ويدلّل ويعلّل، إلا أنّه مجتهدٌ في المذهب، وشرحه ابن المنجّا أبو البركاتِ – المقنع شرح المقنع – وشبهُ شرحٍ له كتاب – الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف – للمرداوي، سالكًا مسلك قاضي ابن عجلون، في تصحيحه لمنهاج النووي.

التنقيح المشبع = صحح الرويات المطلقة في – المقنع – فقيّد، وخصّص، واستثنى، وزاد، فهو مصحّحٌ ومجدّدٌ للمذهب.

الفروع = لابن مفلح، وشرحه ابن العماد – المقصد المنجح – وبهر به العلماء، كما قال ابنُ حجر، وهو مجرّد عن الدليل والتعليل، لكن يذكر الراجح، وإن اختلف الترجيح أطلق الخلاف، ويذكر رمز من خالف أحمدَ من الأئمة الثلاث،وقد يتطرق للأدلة، ويذكر نفائس ما ينبغي لكل مذهب أن يستفيد منه .

منتهى الإرادات = عمدة المتأخرين، وغالبُ استمدادِه من ( الفروع ) وللبهوتي عليه شرحٌ.

الإقناع لطالب الانتفاع = للحجاوي، من أساطين العلماء ( 968 هـ ) وشرحه البهوتي في أربع مجلدات.

دليل الطالب = لمرعي الكرمي – 1033 – متنٌ مختصرٌ مشهورٌ، والمؤلف منسوبٌ إلى ( طول كرم ) .

هداية الراغب = للبهوتي، وضعه للمبتدئين، شرحه عثمان النجدي، نظمه المؤلف ( وسيلة الراغب لعمدة الراغب).

كافي المبتدي، أخصر المختصرات، مختصر الإفادات= للفقيه المحدث محمد ابن بلبّان البعلي، كان يقرأ لطلاب المذاهب الأربعة، -1088- .

مختصر الشرح الكبير والإنصاف = للعالم الأثري، والإمام الكبير، محمد بن عبد الوهاب بن سليمان ، إلى مناة بن تميم التميمي، ولد – 1115 - أخذ عن المحدث إسماعيل العجلوني، - 1206 – يصدر الباب منه بمسائل الشرح الكبير، ثم يزيد بكلام الإنصاف.
 

كتب الأصحاب في – فنّ الخلاف - :

 

وهو علم يعرف به كيفيّةُ إيراد الحجج الشرعية، ودفع الشبهة وقوادح الأدلة الخلافية، والجدل من أقسام المنطق، إلا أنه خص بالمقاصد الدينية، أي: الجدل لنصرة إمام المذهب، ومنه ( الخلاف الكبير ) وتعقبه ابن الجوزي – التحقيق في مسائل التعليق – ولابن عبد الهادي – 744 – ( التحقيق في أحاديث التعليق ) .
ومن الكتب ( الانتصار في المسائل الكبار ) لأبي الوفاء، انتصر للإمام أحمد، وكان قوي الحجة، بليغ الكلام، وناقش الحسن إلكيا هراسي، فقال له الحسن = ليس هذا مذهبُك! فقال ابنُ عقيل = أنا لي اجتهاد، متى ما طالبني خصمي بحجة كان عندي ما أدفع به عن نفسي، وأقول له بحجتي، فقال الحسن = كذلك الظن بك.
 

- الأحكام السلطانية –

 

لأبي يعلى، ولشيخ الإسلام / ولابن القيم ( تلبيس إبليس * مناهضة البدع * ذم الموسوسين ) .
 

- الأداب الشرعية –

 

كتاب " الآداب الشرعية ، والمصالح المرعية " لابن مفلح، وكذلك ألفية لمحمد بن عبد القوي ، شرحها السفاريني، وسماها – غذاء الألباب بشرح منظومة الآداب – شرحا نفيسا في مجلدين.
 

- الأصول –

 

* كتاب ( قواعد الأصل ومعاقد الفصول ) لصفيّ الدين القطيعي، - 739 – وكتاب – تحقيق الأمل – للبعلي الحنبلي المعروف بـ ابن اللحام ، وكتاب ( مختصر الروضة القداميّة ) لسليمان الطوفي، ينخرط مع مختصر ابن الحاجب، وكتاب الطوفي أحسن ما صنف، مع سهولة العبارة، وسبكها في قالب يدخل القلب بلا استئذان.
وكتاب ( مختصر التحرير ) لأحمد الفتوحي، الشهير بـ ابن النجار، اختصر كتاب ( تحرير المنقول من علم الأصول) للمرداوي، أتى بما كان عليه أكثر الأصحاب، وشرحه – الكوكب المنير ، وكذا البعلي – الذخر الحرير -.

· ومن الكتب ( الواضح لابن عقيل ) أبان فيهِ عن علمٍ كالبحر الزاخر، ويفحِم من فضله يكابر! و ( التمهيد في أصول الفقه ) لأبي الخطاب، حذا حذوَ المجتهدين، وسلك مسلك المتقدمين، و( روضة الناظر وجنة المناظر) لابن قدامة، وبعضهم قال : هو مختصر لـ " المستصفى " للغزالي، للمقدمة المنطقية، لكنّ أبا حامد شافعيّ أشعري وأبو محمد أثريٌّ حنبليٌّ، وأنكر إسحاق العلثي على أبي محمد، فأسقط المقدمة، وكذا الطوفي في مختصر الروضة، لأن ابن قدامة لا تحقيق له في هذا الفن، وكذا الطوفي!

· ومن الكتب ( الكافية، المعتمد، العدة) لأبي يعلى و( المسوّدة ) لآل تيمية، و ( الإيضاح في الجدل) لابن الجوزي والمقنع ومختصره لابن حمدان، و( التذكرة في أصول الفقه ) لابن الحافظ عبد الغني، و(مختصر الحاصل والمحصول) للطوفي.
 

- كتب التخريج –

 

· اطلعت على كتاب ( تخريج أحاديث الكافي ) لضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي – 643 - .
 

- كتب الأحكام –

 

· أجلها ( منتقى الأحكام ) للمجد، انتقاهنّ من الكتب الستة ومسند أحمد، وأحاديث من سنن الدارقطني، ولابن الملقن – 804 – شرحٌ لقطعةٍ منه سماه – البدر المنير – ثم شرحه مجتهد القطر اليماني محمد بن علي الشوكاني-1250- وسماه ( نيل الأوطار من أسرارِ منتقى الأخبارِ ) بيّن مذاهب الأئمة، حتى مذاهب أهل البيت، ودارَ مع الدليل كيفما دار، ومن الكتب ( المطالع ) للبعلبكي الحنبلي – 740 – لكن مال في آخره إلى القول بـ وحدة الوجود، واختلّ عقله، ورتبه على أبوابِ المقنع.

· وكتاب ( عمدة الأحكام ) لعبد الغني المقدسي – 600 – وهو منتقى من ( عمدة الأحكام الكبرى ) شرحه التلمساني المالكي، جمع بين شرح ابنِ العطار، وشرح ابن دقيقِ العيد ، وشرحه ابن الملقن ( الإعلام ) وهو أحسن مصنفاته، وشرحه الفيروزآبادي ( عدة الحكام في شرح عمدة الأحكام ) وشرحه السفاريني الحنبلي(موارد الأفهام على سلسبيل عمدة الأحكام ) .
 

- الكلام على مسند أحمد –

 

* منع اشتغال العلماء بمسند لأحمد لأمرين (1) مرتب على أحاديث الصحابة، وهي طريقة غير مألوفة (2) عزةُ وجودِه لطوله، فقد ضم – 30 – ألف حديث، وزاد ابنُه عبد الله – 10 – آلاف، وفيه -300- حديثٍ ثلاثيّ!
حكى ابنُ الجوزي فيه أحاديث موضوعة، وانتصر له الحافظ، - القول المسدّد في الذب عن المسند – ومنهم من تعصب له! واختصره ابنُ الملقّن ، ورتب – ابن زكنون - المسند على أبواب صحيح البخاري، وجمع – غلام ثعلب – غريب مسند الإمام أحمد .

 

- القواعد الأصولية –

 

* تؤخذ القاعدة، ثم يفرع عنها، فمن الكتب – القواعد الكبرى والصغرى – لسليمان الطوفي – 716هـ= ولابن رجب ( القواعد الكبرى ) وكذلك لعلاء الدين ابن اللحام – 803 - .

 

- التفسير –

 

· من الكتب ( زاد المسير في علم التفسير ) لابن الجوزي – 596 – وتفسير العكبري الحنبلي، وتفسير الخِرقي.
ولنا تفسير ( جواهر الأفكار ومعادن الأسرار في تفسير كلام الجبار )

 

- الطبقات –

 

· الطبقات، لابن شيخ المذهب ابن الفراء – 529 – رتبه على حروف المعجم، وبالعمر والوفاة، وذيله ابن رجب إلى سنة ( 750 هـ ) وكذلك ( المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ) لبرهان الدين ابن مفلح! ومن الكتب كذلك ( المبدع ) و ( المنهج الأحمد ... ) للعليمي المقدسي و( الرياض اليانعة في ذكر أعيان المائة التاسعة) و ( التبييـن في طبقات المحدثين = المتقدمين والمتأخرين ) كلاهما ليوسف بن عبد الهادي ، و( النعت الأكمل ... ) للغزي الشافعي ، أعيان التاسع والعاشر.

 

· - العقيدة وكتب السلف –

 

· أعظمُ كتابٍ هو كتاب الله، ثم ما ورد عن نبيه ،فلما ظهر علم الفلسفة احتاج السلف للتأليف والرد،وكتب أبو جعفرٍ الطحاوي، العقيدة السلفية، وبناها على منهج أبي حنيفة وأصحابه، وليت الحنفية جعلوها عقيدتهم بعدُ!
· وأكثر ما روي عنه في العقيدة – الإمام أحمد بن حنبل – ولمن يطلب التحقيق فعليه بكتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.
· والكتب على قسمين (1) ذكر الفرق سردًا دون رد، ومنه ( الفرق بين الفِرق ) للبغدادي و( الملل والنحل) للشهرستاني، ومنهم من يرد كـ ( الفِصَل بين الملل والنّحل ) لابن حزم – 456 - .
· (2) موضوعة لبيان منهج السلف ومن ذلك ( الحموية * الأصفهانية * لمعة الاعتقاد * الإبانة * الدرة المضيئة ) وليس قصدنا استقصاء أسماء الكتب، بل التنبيه!

 

- فرائد وفوائد –

 

من أرادَ التفقّه على مذهبٍ فليعرف {1} فنّ الحـساب؛ ليغلبَ عليه الصدق، وصحة المباني، ومناقشة النفس{2}فن المساحة {3} فنّ الميقات {4} التراجمُ لعلماء المذهب {5} فني العروض والقوافي {6} مفردات اللغة {7} فنّ التجويد ، فمثلُ هذا يعابُ به العامي، فضلًا عن المتفقّه .

 

- لطائفُ وقواعد في المنهجيّة–

 

تنبـيه = كثيرٌ من النّاس يقضونَ السّـنين الطّوال في العلم، بل في واحدٍ، ولا يحصّلون منه على طائل وهذا راجع إلى:
(1) عدم الذكاء الفطري (2) الجهل بطرق التعليم.

النصيحة الأولى = لا تقرأ كتابـًا للتبرك بمصنّفيها، ولو تتبـرّك بكتابِ اللهِ لكان خيرًا لك.
النصيحة الثانية = لا تنصحْ طالبَ علمِ الفقهِ بالكتبِ المتوسطة، والمتقدمة، كالمنتهى والهداية، ومختصر خليل، والتحفة.
النصيحة الثالثة = يبدأ الحنبـليّ، بـ أخصر المختصرات، أو العمدة = والشافعي بمتن أبي شجاع = والمالكي بـ العشماوية ، والحنفيّ بـ منية المصلي أو نور الإيضاح .
النصيحة الرابعة = ينتقل الحنبـلي إلى دليل الطالب = والشافعي إلى شرح الغاية = والحنفي إلى ملتقى الأبحر = والمالكي إلى مختصر خليل .

النصيحة الخامسة = ينتقل الحنـبلي إلى الروض المربع = والشافعيّ شرح الخطيب الشربيني للغابة = والمالكي إلى أحد شروح متن خليل = والحنفي إلى شرح الكنـز – للطائي - .
النصيحة السادسة = لا تقرأ كتابا بُغية الرجوع إليه، لأنه يمنع من فهمِ الكتاب .
النصيحة السابعة = يبدأ الأصولي الحنبلي بـ شرح الورقات لإمام الحرمين بشرح المحلي، والحواشي عليه = ثم إلى مختصر التحرير ، أو روضة الناظر = والشافعي إلى – شرح الإسنوي على منهاج البيضاوي = والمالكي إلى شرح مختصر ابن الحاجب = والحنفي إلى ( الهداية ) فإن فرغ من ذلك، طالع ما أراد ، فلا حِجْر عليه بعد هذا .

 

النصيحة الثامنة = لا يمكن للطالب أن يصيرَ متفقها، ما لم تكن له دراية بالأصول، ولو قرأ الفقه سنينًا، ومن ادعى غير ذلك ، كان جهلا منه ومكابرة .

النصيحة التاسعة = خذِ المتن، ثم حلّ ألفاظه، ثم أقبل على شرحه، ثم حاشية إن وُجدت، ثم اشتغلْ بتصوير مسائلِه في الذهن، ثم تذهب إلى الأستاذ، والهمة بما يزيده على المتن والشرح، وكنا نرى من فعل ذلك سهُل عليه جميع كتب هذا الفن، وثبتت القواعد في الفن .

النصيحة العاشرة = يجنّب الأستاذ المبتدئَ الكتب المختصرة كثيرًا، لعسرة الفهم، كالكافية لابن الحاجب.

النصيحة الحادية عشرة = التكرار والإحالة مفيدين لحصور الملكة التامة، لا الاقتصار على المختصرات.

النصيحة الثانية عشرة = ينبغي للأستاذ أن يكون حكيما، يتصرف بحسب ما يراه، موافقا لاستعداد المتعلم.

 

· وهنا ألقى القلمُ عصاهُ، واستقر به النوى ، وكان الفراغ سنة- 1338 – في دمشق الزاهرة، في مدرسة باشا العظم ، وأنا الفقير عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحمين بن محمد ، المعروف بـ ابن بدران الدمشقي.

إخواني الفضلاء / هذا ما قدرتُ بلوغه، من هذا الأسبوع الذي مرَّ يانعا بالذكريات، والسهر في التلخيصات، اللهَ أسأله أن يعمر أوقاتنا بما ينفع، ويزيدُ ويرفع.
والكتب التي قطعت أكثر من نصفها ملخصة - كثيرةٌ جدًّا - ولكن ظروفٌ يصعُب ذكرها، فعلى الله نستعين، وهو نعم المعين .
دعواتكم لنا، فقد قرُب السفر.

لخصه أخوكم / أبو الهُمام البرقاوي .
28 / 7 / 1432 هـ .
30 / 6 / 2011 م .
فجر يوم الخميس

 

بحوث علمية
  • بحوث في التوحيد
  • بحوث فقهية
  • بحوث حديثية
  • بحوث في التفسير
  • بحوث في اللغة
  • بحوث متفرقة
  • الصفحة الرئيسية