بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

ملخص المقال:
-       ذكر الرجل الذي يقال له: السفياني، وتكون منه فتنة؛ ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثين رواهما الحاكم في المستدرك على الصحيحين؛ لم يروهما غيره، ولا يصح إسنادهما.
-       تفرد برواية ما قيل في شأن السفياني: نعيم بن حماد المروزي في كتاب الفتن.
-       نعيم بن حماد قال عنه مسلمة بن قاسم: كان صدوقاً، وهو كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها .
-       كثير مما استدل به صاحب المقال على نظريته لم يثبت في شيء من الروايات إطلاقًا.
-       صاحب نظرية "أن السفياني هو ملك الأردن عبد الله الثاني" يبتر من الروايات ما ينقض نظريته. 
-       من تكلف صاحب المقال أنه لما رأى ملك الأردن لا يقتل العلماء وأهل الفضل، ويفنيهم، كما جاء في وصف السفياني؛ حمل ذلك على التضييق عليهم... 
-       صاحب النظرية يدلس ويلفق للسفياني أوصافًا وردت لغيره لإثبات نظريته!!!
-       تبين بسياق الروايات كاملة أنها لا تنطبق على نظريته.
-       لا وجود لكتاب (السفياني الأردني يغزو الكعبة)!! ولا ذكر له في غير هذا المقال.
 

---

الحمد لله وحده لا شريك له، والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه وأتباعه، أما بعد:

فإن ذكر الرجل الذي يقال له السفياني، وتكون منه فتنة؛ ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثين رواهما الحاكم في المستدرك على الصحيحين؛ لم يروهما غيره:

1- قال (4 / 565): حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يخرج رجل يقال له: السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس، فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة[يريد أنه كثير يصل إلى كل موضع، كالماء الكثير الذي يصل إلى طرف المسيل]، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة، فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندًا من جنده، فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض، خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم).

 قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
قال الذهبي في تلخيص المستدرك: على شرط البخاري ومسلم.
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (14 /51): وفيه نظر من ناحيتين:
الأولى: أن ابن أبي سمينة لم يخرج له مسلم.
والأخرى: عنعة الوليد بن مسلم، فإنه كان يدلس تدليس التسوية، وهو أن يسقط شيخ شيخه، أي: شيخ الأوزاعي ...
وهم الذهبي - فضلاً عن الحاكم - في تصحيحه على شرطهما، لما علمت من ترجمة ابن أبي سمينة، ولأنه ليس فيه تحديث الأوزاعي فمن فوقه.
يضاف إلى ذلك: يحيى بن أبي كثير مدلس أيضاً عن شيوخه معروف بذلك.

2- قال (4 / 515): أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن قال: حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا الوليد بن عياش أخو أبي بكر بن عياش عن إبراهيم عن علقمة قال : قال ابن مسعود رضي الله عنه : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أحذركم سبع فتن تكون بعدي : فتنة تقبل من المدينة، وفتنة بمكة، وفتنة تقبل من اليمن، وفتنة تقبل من الشام، وفتنة تقبل من المشرق، وفتنة تقبل من المغرب، وفتنة من بطن الشام، وهي السفياني).

 قال : فقال ابن مسعود منكم من يدرك أولها ومن هذه الأمة من يدرك آخرها قال : الوليد بن عياش : فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير، وفتنة مكة فتنة عبد الله بن الزبير، وفتنة الشام من قبل بني أمية، وفتنة المشرق من قبل هؤلاء.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
قال الذهبي في التلخيص: هذا من أوابد نعيم .

فالحديثان ضعيفان لا يصحان، ولا يشهد أحدهما للآخر إلا في ذكر السفياني، وأنه تكون منه فتنة.
وقد تفرد برواية ما قيل في شأن السفياني نعيم بن حماد المروزي في كتاب الفتن، وهو كما قال مسلمة بن قاسم: كان صدوقاً، وهو كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها .
قال الذهبي : من كبار أوعية العلم ، لكنه لا تركن النفس إلى رواياته، وقال : يأتي بالعجائب .
وقال : لا يجوز لأحد أن يحتج به، وقد صنف كتاب "الفتن" فأتى فيه  بعجائب.
وقد ذكرت أقوال علماء الجرح والتعديل في نعيم بن حماد المروزي، وناقشت محقق كتاب الفتن (أيمن محمد عرفة) فيما استخلصه من أقوال العلماء في حال نعيم بن حماد (مصنف كتاب الفتن)، في مقال سابق.
ومع ذلك فعامة ما رواه أخبار غير مرفوعة، وغير واضحة المعنى؛ لا يصح تنزيلها على وقائع معينة.
وقد كتب أحدهم مقالاً ذهب فيه إلى أن السفياني هو ملك الأردن عبد الله الثاني، واستدل على ذلك بتلك الأخبار المشار إليها؛ فأصبح مثالاً لعدم عدم صحة تنزيلها على وقائع معينة، كما يتبين – إن شاء الله تعالى – من مناقشته الآتية، وقد ميزت أدلته بالأحمر، والجواب عنها بالأزق، مفترضًا أن بعض ما أورده ليس بضعيف، وأنه له حكم الرفع.     

قال صاحب نظرية " السفياني هو ملك الأردن عبد الله الثاني":
مِنْ وصْفِهِ أنه ربعة من الرجال، وجهوري الصوت، وهذا ما يميز الزعيم الأردني.
لم يرد هذا في كتاب الفتن لنعيم بن حماد وصفًا للسفياني.

جاء في الحديث (السفياني اسمه عبد الله) رواه الإمام نعيم في كتاب الفتن .
إسناده فيه جهالة، وعبد الله اسم لآلآف الناس .

جاءت الأحاديث أن السفياني يخرج من الواد اليابس في الأردن ؟!!!
لم يجيء أنه في الأردن إطلاقًا بل جاء في الروايات وكلها غير مرفوعة وغير صحيحة كما تقدم: من وادي من أرض دمشق يقال له: وادي اليابس؟؟!!!!!!

السفياني يريد الحجاز.
السفياني يهاجم العراق.
ويبعث بعثًا إلى مرو كذلك؛ فما شأن السفياني المزعوم بها؟!!  

أخوال السفياني الذين يقفون معه في حربه ولهم الصولة والجولة والقوة والجبروت.. حتى إنه لا يقضي عليهم إلا جبريل عليه السلام حيث يخسف بهم في البيداء بين مكة والمدينة.
لم يرد وصف أخوال السفياني بذلك في شيء من الروايات، وسيأتي ذكر الرواية التي فيها ذكرهم.

إن السفياني سوف يقف مع الروم (أوربا وأمريكا) حتى إن زعيم الروم يسلم السفياني المعارضين له ليقتلهم!!!
والأحاديث تثبت تعاون السفياني مع الروم وتعاونهم معه!!!
لم يثبت هذا في شيء من الروايات إطلاقًا.

السفياني يهاجم العراق، ويدمر الكوفة وبغداد، ويرسل جيشًا إلى الحجاز ليحتل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم... ويقول: (يا رب ثأري ثم النار).
لم يرد هذا القول إطلاقًا.
أما تدمير بغداد فقد قال ابن كثير في البداية والنهاية في ما ورد في مدينة بغداد من الآثار وما فيها من الاخبار عما أورده الخطيب البغدادي في أخبارها (و[أورد] من غير وجه عن علي بن أبي طالب وابن مسعود وثوبان وابن عباس، وفي بعضها ذكر السفياني " وأنه يخربها "، ولا يصح إسناد شيء من هذه الاحاديث).

كلمة (كلب) أقرب إلى التصحيف فهي (غرب) وليس (كلب)، والعلماء يقولون أكثر ما يكون التصحيف في الأسماء.. زيادة أن كلمة (الغرب) وأهل (المغرب) ونزولهم في (الأردن) وردت في أكثر أحاديث السفياني.. من ورود كلمة (كلب) التي لم ترد إلا في حديث واحد فقط حسب علمي..
إبدال (كلب) ب(غرب) تحريف، وليس تصحيفًا، والأصل عدم التحريف، والرواية لا تستقيم بجعل كلمة (غرب) مكان كلمة (كلب)، وليس في الروايات ما يدل على أن الغرب هم الروم.

ثم أن السؤال هو إين هي قبيلة (كلب) التي لها صولة وجولة على مسرح الأحداث اليوم وتمتلك تلك القوة الهائلة التي تدمر كل شيء يقف أمام ابن اختهم السفياني!!!!
وأين خيل السفياني التي ورد ذكرها في بعض الروايات؟ وأين ذكر أن أخواله لهم صولة وجولة، ويمتلكون تلك القوة الهائلة التي تدمر كل شيء يقف أمام ابن اختهم السفياني؟!!!!!!!!

كذلك حاكم الأردن يدعي أنه هاشمي؛ فكيف يكون هو السفياني؟
لقد ورد في بعض المصادر أن السفياني صفة.
لم يرد أن السفياني صفةٌ في شيء من الروايات إطلاقًا.

وورد في بعض المصادر الحديثة قول في نسب الهاشمي، وأنه ليس من سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه هو المعني في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الفتنة (تنبعث دخانها من تحت قدم رجل يقول: إنه مني وليس مني).
ما الدليل على أنه هو المعني بهذا الحديث؟ هذه دعوى مجردة...

ولكن الملاحظ يجد أن هناك تزامن [كذا] بين ذكر الهاشمي الذي يخرج في بيت المقدس وذكر السفياني، فمثلا ورد ( في زمان هشام لا ترون سفيانياً حتى يأتيهم أهل المغرب) رواه نعيم.. وأهل المغرب هم أخوال السفياني!!!
رواه نعيم عن أبي إسحاق؟! وقد قال في زمان هشام، ولم يقل: الهاشمي!!

ثم أن المتفق عليه أن المهدي المنتظر يظهر في زمن السفياني.. ومن علامات خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب فعن كعب (علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها رجل أعرج من كنده) وقد أقبلت ألوية من الغرب يقودها رجل أعرج كما ظهر في التلفزيون، وهو رئيس هيئة أركان القوات المشتركه التي هاجمت أفغانستان..
رئيس هيئة أركان القوات المشتركة التي هاجمت أفغانستان ليس من كندة!!

والغرب ينزلون في الأردن في عهد السفياني كما ورد في الآثار لماذا؟!!!
لمحاربة العراق!!!!!!
في الحديث (تدمير الكوفة وبغداد) وقد نزلت القوات الإمريكية والبريطانية في الأردن وأعطيت بعض القواعد استعدادًا لمهاجمة العراق كما نشرت بعض وسائل الاعلام، والهدف إسقاط النظام العراقي، وقتل حاكم العراق صاحبهم الذي جاءوا للقضاء عليه انطلاقاً من الأردن، وهذا ما ورد في الحديث يقول: (فإذا نزل أهل المغرب الأردن مات صاحبهم) رواه الأمام أبو عبد الله نعيم بن حماد.
وصاحبهم هو صدام!! والسفياني حاكم الأردن، وهو ابن اختهم الذي ستنطلق من أراضيه كتائب الهجوم البري الأمريكي والبريطاني لقتل حاكم العراق.

قال نعيم: حدثنا الوليد قال: أخبرني شيخ عن الزهري قال: يلتقي أصحاب الرايات السود وأصحاب الرايات الصفر، فيقتتلون حتى يأتوا فلسطين، فيخرج على أهل المشرق السفياني، فإذا نزل أهل المغرب الأردن مات صاحبهم، فيفترقون ثلاث فرق؛ فرقة ترجع من حيث جاءت، وفرقة تحج وفرقة تثبت، فيقاتلهم السفياني؛ فيهزمهم؛ فيدخلون في طاعته.
أين ما قاله المتكلف مما ورد في هذه الرواية التي في إسنادها شيخ مجهول؟!

وجاء هذا في الحديث (ويخرج من البرية من آل سفيان رجل من المغرب ويقتل ملك العراق) رواه نعيم في كتاب (الفتن) وتأملوا هذه المفردات التي تجمع السفياني والغرب وقتل حاكم العراق.
قال نعيم: حدثنا الوليد قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي قبيل عن ابن عباس رضى الله عنه قال: يخرج رجل من المشرق، فينفر منه ملكهم، فيقتل بين الرقة وحران؛ يقتله رجل من قريش، ويخرج من البرية من آل أبي سفيان رجل من المغرب، ويقتل ملك الكوفة بحران.
ففيه أن ملك الكوفة يقتل بحران؛ فلماذا لم يذكر المتكلف هذه المفردة مع المفردات التي طلب تأملها؟!!

والعجيب العجيب أن الحديث يذكر لنا أن الذي يدخل الكوفة، ويدمر العراق هو ابن اختهم (بريطانيا وأمريكا) يقول الحديث (فيدخل ابن اختهم الكوفه مع من معه فيخربونها) رواه نعيم بن حماد.
والذين مع السفياني هم أخواله أهل المغرب الذين نزلوا في الأردن ويستعدون الآن للانطلاق بقواتهم البريه لقتل حاكم العراق الأحاديث واضحة جداً، وجلية لا لبس فيها لمن يريد معرفة الحق!!
قال نعيم بن حماد: حدثنا الوليد بن مسلم قال: إذا غلبت قضاعة وظهرت على المغرب، فأتى صاحبهم بني العباس، فيدخل ابن أختهم الكوفة، مع من معه، فيخربها، ثم تصيبه بها قرحة، ويخرج منها يريد الشام، فيهلك بين العراق والشام، ثم يولون عليهم رجلاً من أهل بيته، فهو الذي يفعل بالناس الأفاعيل، ويظهر أمره، وهو السفياني، ثم تجتمع العرب عليه بأرض الشام، فيكون بينهم قتال، حتى يتحول القتال إلى المدينة، فتكون الملحمة ببقيع الغرقد.
فالآن هل ظهرت قضاعة على المغرب بالمعنى الذي يدعيه المتكلف، وهو أوروبا وأمريكا؟!
هذه الرواية لا تدل على دعاوى صاحب نظرية أن السفياني هو ملك الأردن عبد الله الثاني بل تنقضها. 

وبعد القضاء على العراق وقتل حاكمه.. وسقوط بغداد يبث السفياني وأخواله الغرب جيوشهم إلى الآفاق.. في الحديث (يبث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد) رواه نعيم بن حماد...
قال نعيم بن حماد: حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر قال: يبث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد، فيبلغه فرعه من وراء النهر من أهل خراسان، فيقبل أهل المشرق عليهم قتلاً، ويذهب بجيشهم، فإذا بلغه ذلك بعث جيشًا عظيمًا إلى اصطخر عليهم رجل من بني أمية، فيكون لهم وقعة بقومس، ووقعة بدولات الري، ووقعة بتخوم زريح، فعند ذلك يأمر السفياني بقتل أهل الكوفة وأهل المدينة، عند ذلك تقبل الرايات السود من خراسان على جميع الناس شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال يسهل الله أمره وطريقه، ثم تكون له وقعة بتخوم خراسان، ويسير الهاشمي في طريق الري، فيسرح رجل من بني تميم من الموال، يقال له: شعيب بن صالح إلى اصطخر إلى الأموي، فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء اصطخر، فتكون بينهما ملحمة عظيمة حتى تطأ الخيل الدماء إلى أرساغها، ثم تأتيه جنود من سجستان عظيمة عليهم رجل من بني عدي، فيظهر الله أنصاره وجنوده، ثم تكون وقعة بالمدائن بعد وقعتي الري، وفي عاقر قوفا وقعة صيليمة، يخبر عنها كل ناج، ثم يكون بعدها ذبح عظيم بباكل، ووقعة في أرض من أرض نصيبين، ثم يخرج على الأخوص قوم من سوادهم، وهم العصب عامتهم من الكوفة والبصرة حتى يستنفذوا ما في يديه من سبي كوفان.
هذه الرواية التي ذكر فيها الخيل تنقض الدعوى المذكورة، وليست دليلاً لها، مع أنها مقطوعة؛ لا يصح الاستدلال بها أصلاً.  

من صفات السفياني: أنه يقتل العلماء جسدياً أو مادياً بالتضييق عليهم وفصلهم من جامعاتهم، وطرد المجاهدين تهيئة للأحداث المقبلة يقول الحديث (السفياني شر من ملك؛ يقتل العلماء، وأهل الفضل، ويفنيهم ويستعين بهم، فمن أبى عليه قتله) رواه نعيم.
والسلطات الأردنيه قبل أيام قليلة فصلت كل عالم درس أو عاش في السعودية مثل الشيخ الداعية المعروف الدكتور عمر الأشقر.. وغيره من العلماء وأهل الصلاح، وليس لهذا معنى إلا أن السفياني الأردني بدأ بمحاولة الاستعانة بهؤلاء ضد بلاد الحرمين في المرحلة المقبلة التي يعد لها العدة لتنفيذها بعد أن يتم تدمير العراق!!!
ولما لم يحس منهم تعاونًا بدأ بفصلهم، وضيق عليهم أرزاقهم، وسوف يسعى لطردهم، كما طرد قادة حماس في بداية حكمه.. ليخلو له الجو، وهو يرسل جيوشه، وجيوش أخواله لاحتلال أرض الحجاز.
 الحديث المذكور رواه نعيم عن أبي قبيل من كلامه، وقد روى عنه بالإسناد نفسه أنه سُمِع يقول: إذا قرئ على منبر مصر: من عبد الله عبد الله أمير المؤمنين، لم يلبث إلا يسيرًا حتى يقرأ من عبد الله عبد الرحمن أمير المؤمنين، وهو صاحب المغرب، وهو شر من ملك.
والمتكلف لما رأى ملك الأردن لا يقتل العلماء وأهل الفضل، ويفنيهم، حمل الكلام على التضييق ...  

وفي الحديث الصحيح ( هلاك أمتي على يد أغيلمة من قريش) وكلنا نعلم أن حاكم الأردن وولي عهده غلمان من قريش؛ الملك أمه بريطانية، وولي عهده أمه أمريكية.. وهذا لم يتم بالصدفه!!! ولكن بتخطيط بعيد المدى!! من الأعداء الذي يسعون للقضاء على هذه الأمة على يد بعض أبنائها الذين تربوا علي أيدي أخوالهم الغرب، فأصبحوا كالعجول المربية كما ورد وصفهم في الحديث (سيلي أموركم غلمان من قريش يكونون بمنزلة العجاجيل المربية على المزاود؛ إن تركت أكلت مابين أيديها، وإن انفلتت نطحت من أدركت) كتاب الفتن نعيم بن حماد.
حاكم الأردن وأخوه ليسا غلامين!
وحديث العجاجيل رواه نعيم بن حماد فقال: حدثنا بقية بن الوليد وعبد القدوس عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن كعب [الأحبار] من قوله، وشريح بن عبيد لم يدرك كعب الأحبار، كما قال المزي في تهذيب الكمال في أسماء الرجال.

والآن إليكم معلومات بالغة الأهمية، وهي من مصدر إسلامي راويه شيخ البخاري، وليس من أي مصدر من أهل الكتاب تكشف لكم هوية السفياني الثاني اقرأ أخي المسلم، وتأمل ثم احكم:
- اسم السفياني (السفياني اسمه عبد الله) رواه نعيم شيخ الأمام البخاري.
سبق التعليق على هذه الرواية.

- اسم والد السفياني (يخرج رجل من ولد الحسين) رواه نعيم.
ليس في هذه الرواية أنه السفياني، وقد رواها نعيم تحت عنوان "نسبة المهدي"!!!

- السفياني حديث السن (يخرج السفياني حديث السن جعد الشعر أبيض) رواه نعيم.
قال نعيم: حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة عن تبيع عن كعب قال: يهزم السفياني الجماعة مرتين، ويقبل الجزية، ويسبي الذرية، وليذبحن امرأة من قريش بها يبقر بطون من يبقر من نساء بني هاشم، ثم يموت، ثم يثور من أهل بيت تلك المرأة ثائر بعد أعوام يدعى عبد الله؛ ما عبد الله تعالى قط، أخبث البرية، مشوه، ملعون، من تبعه ودعا إليه يلعنه أهل السماء وأهل الأرض، وهو ابن آكلة الأكباد، يأتي في دمشق، فيجلس على منبرها، فيشتعل أمره بحمص، ويوقد بدمشق، وذلك إن خلع من بني العباس رجلان وهما الفرعان، وعند اختلاف الثاني خروج السفياني؛ حديث السن، جعد الشعر، أبيض، مديد الجسم، يكون بينه وبينهم وقعات بالشام، ويسبى نساء بني العباس حتى يوردهن دمشق.
لماذا لم يسق المتكلف الرواية كاملة؟!

- عمره عند خروجه (37) سنة عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (خروج السفياني في سبع وثلاثين) وهذا عمر ملك الاردن عبد الله الثاني عند توليه عرش الأردن (37) سنة.
الرواية في كتاب نعيم: [إن]كان خروج السفياني في سبع وثلاثين؛ كان ملكه ثمانية وعشرين شهرًا، وإن خرج في تسع وثلاثين؛ كان ملكه تسعة أشهر.
فلا دليل فيها على أن السفياني هو ملك الأردن عبد الله الثاني. 

- لقبه الثاني (في ولاية السفياني الثاني..) رواه نعيم.
السفياني الثاني وصف بأنه مشوه!! وملك الأردن عبد الله الثاني حاليًا ليس بمشوه!!!

- وفاة والده السفياني الأول الملك الحسين بالسرطان اللمفاوي (ثم تخرج في حلق السفياني قرحة؛ فإذا كان بأفواه الشام؛ توفي، وثار أهل الشام فبايعوا ابن الكلبية اسمه عبد الله) رواه نعيم.
وهم ثاروا على الحسن، وبايعوا ابن الغربية البريطانية!!!
قال نعيم:حدثنا عبد الله بن مروان عن سعيد بن يزيد عن الزهري قال: يبايع السفياني أهل الشام، فيقاتل أهل المشرق، فيهزمهم من فلسطين حتى ينزلوا مرج الصفر، ثم يلتقون؛ فتكون الدبرة على أهل المشرق، حتى ينزلون مرج الثنية، ثم يقتتلون؛ فتكون الدبرة على أهل المشرق، حتى يأتوا الحص، ثم يقتتلون؛ فتكون الدبرة على أهل المشرق، حتى يبلغوا إلى المدينة الخربة يعني قرقيسيا، ثم يقتتلون؛ فتكون الدبرة على أهل المشرق، حتى ينتهوا إلى عاقر قوفا، ثم يقتتلون؛ فتكون الدبرة على أهل المشرق، فيحوز السفياني الأموال، ثم تخرج في حلق السفياني قرحة، ثم يدخل إلى الكوفة غدوة، ويخرج منها بالعشي بجيوشه، فإذا كان بأفواه الشام، توفي، وثار أهل الشام، فبايعوا ابن الكلبية اسمه عبد الله بن يزيد بن الكلبية؛ غائر العينين مشوه الوجه، فيبلغ أهل المشرق وفاة السفياني، فيقولون: ذهبت دولة أهل الشام فيثورون، ويبلغ ابن الكلبية، فيثور بمجموعة إليهم، فيقتتلون بالألوية؛ فتكون الدبرة على أهل المشرق، حتى يدخلوا الكوفة، فيقتل المقاتلة، ويسبي الذرية والنساء، ثم يخرب الكوفة، ثم يبعث منها جيشًا إلى الحجاز.
فتبين بسياق الرواية كاملة أنها لا تنطبق على الملك حسين وولديه.

- السفياني الثاني تخرج في زمنه علامة فلكية في سماء الأردن يشاهدها المواطنون هناك الحديث (في ولاية السفياني الثاني وخروجه علامة ترى في السماء) رواه الإمام نعيم بن حماد.
وقد نشرت جميع الصحف خبر ظهور هذه العلامة في سماء الأردن عند تولي عبد الله الثاني الحكم في الأردن!!! نشرت هذا الخبر الفلكي النادر جريدة الشرق الأوسط يوم الجمعة الموافق 26/2/1999م عن جريدة (الزمان) التي تصدر في لندن يقول الخبر الذي ورد تحت عنوان (الزهرة والمشتري يلتقيان في سماء الأردن) شهدت سماء الأردن مساء الثلاثاء الماضي حدثاً فلكياً نادراً إذ التقى كوكب الزهرة مع كوكب المشتري في السماء الغربية، وتحديداً في برج الحوت، وكان مجموعة من المواطنين- الاردنيين- قد لاحظوا الكوكبين في السماء خلال الأيام الماضية، وتعتبر كوكب الزهره ثالث ألمع جرم سماوي يشاهد في السماء بعد الشمس).
فهل هذه صدفة سبحانك ربي..
لم أجد هذا الخبر في أي صحيفة، وقد حدثت هذه الظاهرة في الأردن في الشهر الماضي، وذكر بعض المتخصصين أنها تحصل كل 179سنة تقريباً!!
وعلى فرض أن هذه العلامة قد رؤيت؛ فالرواية غير ثابثة أصلاً؛ لأن نعيم بن حماد رواها عن الوليد بن مسلم عن شيخ عن الزهري من قوله.      

- في ولاية السفياني الثاني هدة في الشام (في زمن السفياني الثاني هدة في الشام) رواه نعيم.
قال نعيم: أخبرنا جراح عن أرطاة قال: (في زمان السفياني الثاني المشوه الخلق هدة بالشام حتى يظن كل قوم أنه خراب ما يليهم). فلا يدل على مراد المتكلف.

وبعد سيطرة السفياني عبد الله الثاني على العراق يبعث جيشه من كوفة الأنبار لقتال جيش عبد الله في الحجاز (إذا رجع السفياني دعا إلى نفسه بجماعة أهل الغرب، فيجتمعون له ما لم يجتمعون لأحد قط؛ لما سبق في علم الله تعالى، ثم يبعث بعثاً من كوفة الأنبار، ثم يلتقي الجمعان، حتى يتفانوا، وإن كان بعثه من المغرب؛ كانت في الواقعة الصغرى؛ فويل عند ذلك لعبد الله من عبد الله) رواه الإمام نعيم بن حماد في الفتن.
والمعنى والله أعلم أن السفياني الثاني عبد الله يدعو نفسه حاكم [كذا] على الحجاز، ويمكن على العرب بعد الانتهاء من مرحلة العراق، ويعلن أنه يريد استرجاع ملك أجداده في الحجاز، ويقف معه أخواله الغرب؛ ليكون لهم حصان طروادة للاستيلاء على بلاد الحرمين.. 
الرواية الكاملة تقع في ثلاث صفحات، وإسنادها عند نعيم بن حماد في الفتن: أخبرنا عبد الله بن مروان عن أرطاة بن المنذر عمن حدثه عن كعب وأبو المغيرة عن ابن عياش قال: حدثنا مشايخنا عن كعب يزيد أحدهما [كذا، ولعلها: أحدهم] على صاحبه في الحديث قالوا: اجتمع كعب الأحبار وراهب يقال له: نشوع، وكان عالمًا قارئًا للكتب، فتذاكرا أمر الدنيا، وما هو كائن فيها.
 فقال نشوع: يا كعب يظهر نبي له دين؛ يظهر دينه على الدين كله.
 فقال له نشوع: أخبرني عن ملوكهم يا كعب أصدقك، وأدخل في دينك.
 ولا نريد أن نطيل المقام بذكرها كاملة، ولا سيما أنها مع طولها لا تبين من أين رجع السفياني؟ ولا من هم الجمع الذين يلتقي بهم، فلا يمكن تفسيرها بالمعنى الذي قاله المتكلف المدلس. ومما يثبت ذلك أنه ورد في الرواية التي نقلها (ثم يلتقي الجمعان بقرقيسيا)، ولكنه لم يورد المكان بل قال: "وبعد سيطرة السفياني عبد الله الثاني على العراق يبعث جيشه من كوفة الأنبار لقتال جيش عبد الله في الحجاز"!!!

قال صاحب هذا المقال الباطل:
وقد اعتمدت فيه على بعض الكتب والإصدارات أهمها كتاب (السفياني الأردني يغزو الكعبة) المطبوع عام 1999م-14120هـ [كذا].
وكتاب (الفتن) لنعيم بن حماد.
لا وجود لكتاب (السفياني الأردني يغزو الكعبة)!! ولا ذكر له في غير هذا المقال، وهذا المقال مدون في عدة موقع، بدون ذكر كاتبه، وتاريخ كتابته، وأقدم إيراد له في  07-11-2002, 01:40 PM ، وقد ذيل بكلمة "منقول".