اطبع هذه الصفحة


نساء وراء الأبواب

د.أميرة بنت علي الصاعدي

 
بسم الله الرحمن الرحيم


يعد هدي وتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المرأة خير الهدي وأكمله ، إكرام ووفاء ، وحب وعرفان ، وشفقة وإحسان ، وتقدير واحترام ، وتجاوز وعفو وصفح ، وتعليم وإرشاد وتوجيه ، وعدل وإنصاف .

• أكرمها في السِّلم وعز قدرها ، وحث على إحسان عشرتها فقال " ولنسائكم عليكم حقا " .
ووصى بها ذويها وأهلها ، رحمة بها وخوفاً عليها ، فقال " ألا فاستوصوا بالنساء خيرا " .
ووصف المرأة بأنها (هن عوان عندكم ) فهي أسيرة عند مالك ، وأمة عند سيد ، ليبين ضعف حجتها وقدرتها ، أمام تسلط الرجل وسيطرته .
وتارة يصف النساء بإماء الله ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) فهي أمة عند الزوج ، حين يملك أمرها ، بما جعله الله حق له ، فعليها أن تستأذنه ، وعليه أن يأذن لها .
وتارة يصف النساء بالأهل ( خيركم خيركم لأهله ) وذلك في مقام التذكير بالمسئولية ، والتنويه بقرب العلاقة وشدة الرابطة .
وتارة يصف النساء بالقوارير (ويحك يا أنجشة ، رويدك بالقوارير) لبيان رقة طبعهن ، وسرعة تأثرهن ، وصفاء نفوسهن ، ونقاء قلوبهن ، ولمراعاة هذه الطبيعة الرقيقة ، فلا تكسر ولا تخدش بكلمة جارحة ، أو فعل مؤلم .

• وأما في حال الحرب والشدة : فللمرأة شأن خاص ، و أمر هام ، وموقف مختلف .
فلا ينسى القارورة في خضم الشدة ، ولا يغفل عن  أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ  في أوج الأزمة.
ولا يتخلى عن خلق حسن وأدب جمّ ، وتعامل لائق مع عظم الموقف ، وذلك في قوله : ( لا تقتلوا امرأة ) الله أكبر .. خرجت مقاتلة كالرجل وحاقدة ومنتقمة ، فيُقتل وتنجو ، ويُعاقب وتترك .
والأعجب من ذلك ، التعامل مع الأسيرة ، فهي مكرمة معززة ، وربما تصبح زوجة وحرة وملكة .
حتى أنثى الحيوان ، يلتفت لها ويوصى بها ويُدافع عنها ، ويسأل مستنكرا " من فجع هذه بولدها " . الله أكبر ! هكذا الرفق بمن لا يعقل ، فكيف بمن يعقل ويوحد الله ويعبده .

• كان لا يرد صاحبة حاجة ، ويقضي لكل سائلة أمرها ، وربما تأخذه الجارية بيدها فيمشي في حاجتها ، ولا يأنف أنه نبي وهي أمة ، ولا يذكر أنه سيد ولد آدم وهي جارية صغيرة .

• حتى من أذنبت وزنت ، وأقرت واعترفت بجرمها الآثم وبحملها الحرام ، فداه أبي وأمي ، ما عنفها ولا زجرها ، وما أهانها ولا احتقرها ، بل ثمّن توبتها ، واعتذر عنها ( لقد تابت توبة).
فهذا تعامله مع من أساء في حق الله ، وأسرف في جنب الله ، فكيف هو مع من أساء إليه وفرّط في حقه ، من زوجة أو خادم أو صاحب ، فلا شك أنه عفو وتجاوز ، وإسقاط لحق ذاته .
فأين المنتقمين لأنفسهم ؟ !
وأين المنتصرين لحظوظهم ؟!
فهذه أخلاق الكبار وسيرة سيد الأنبياء مع النساء !!

 

د.أميرة الصاعدي
  • مقالات
  • أبحاث
  • تعظيم البلد الحرام
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط