اطبع هذه الصفحة


من فضلك ..اقلب الصفحة!!!قراءة في صفحات الكون والعمر

عطاء " أم معاذ "

 
هذا الكون كتابٌ مقروء..وصفحة منشورة..لمن تأمل وتدبر وأطلق النظر
عبر ذلك الأفق الممتد مد ّ البصر..فقلّب..ثم رجع..لينظر عبر سطوره الغامضة
ليقرأ درساً في عمر الزمن يضيفه إلى عمره القصير..
حين يقلب النظر عبر صفحاته يدرك أنّ لون الكون ليس واحداً..بل هو ألوان جميلة
تتنوع.. وتتمازج ثم تتجانس حتى تصبح صفحة واحدة في لوحة بديعة دقيقة الإطار
متناغمة الألوان منسجمة في كل زاوية من زوايا تلك اللوحة الباهرة البديعة .
ورغم تضارب الألوان وتنافرها إلا أنها تقترب وتقترب في تلك اللوحة البديعة وتقترب
حتى تخلق ذلك الإنسجام العجيب..بكل متناقضاته..!!
وهكذا هي الحياة...هكذا أيامنا وليالينا وأعمارنا ماهي إلا كتلك اللوحة التي
جمعت كل المتناقضات فأحالتها شيئاً بديعاً نذوب فيه وننسجم معه ونألفه ويألفنا
بانسجام عجيب.نرضى به أو نصبر عليهوما ذلك إلا من صنع العليم الخبير الذي
(( أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى))..

إنّ العقل ليحار حين يقلب صفحات عمره..إذ أنه يخرج في الغالب بشيء جميل جداً..
ألاوهو أنّ ألوان صفحات عمره المطوية ليست لوناّ واحداً..بل تختلف.وتتباين
كتباين صفحات الكون البديع...
.قد تكون صفحة منها, بل صفحات كتلك اللوحة البديعة التي صنعها
الباري بكل مافيها من تناقضات.فينخرط فيها ويقبلها معللاً النفس بالصبر..متنقلاً بين فرحٍ وحزنٍ ودهشةٍ وألم..ماضياً في عجلة العمر...
.وهكذا..حتى تطوى صفحة ذلك اليوم ..وهو مازال على قيد الحياة..
وصفحة أخرى من صفحات عمره يتأملها بصبر.ويطيل الوقوف عندها
تحديقاً...يحاول أن يجد لها لوناً يسميه ,فيفر الحرف عاجزاً عن ذلك..
ليستقر في الذهن أنها صفحة بلا لون!!!!!!!!
صفحة باهتة غامضة تخفي شيئاً لايراه..قد غيّب عنه..فتشعره تلك الصفحة
بمشاعر الخائف المترقب.. كتلك الصفحة التي يراها في الأفق..رمادية..باهتة ..
عديمة اللون والطعم والرائحة..كحياته في ذلك اليوم..
إنها تخفي وراءها مشاعر غامضة ..لايدرك كنهها..ربما هو ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة...أوإنها حالة من حالات نفسه أو الآخرين حين يتصفون بعدم
الوضوح والشفافية فيكممون فاه الحقيقة عن أعين الناظرين المترقبين!!!!
أولعلها تشعره حين يقلب ناظريه في السماء..بصفحة من عمره إزدردفيها الموت
بكل معانيه فشرق به....شعور بالموت البطيء يتسرب إلى جسده وحياته ببطء ..يزحف زحفاً
مقيتاً ليكتسح كل معنى من معاني الحياة ,وإن كان يمارس خدعة الحياة..خدعة
اللالون..فهو من جملة الألوان.الذي يجعلك على الأقل تظنّ أنك في جملة الأحياء....
لكنه ولاشك...........موت الألوان..
وهكذا وأنت تقلب صفحات لياليك وأيامك تجد مثيلاتها فيما تقرؤه عيناك كل يومٍ في صفحة
الكون المنشورة...
وهذه صفحة أخرى تجعلك تقف مشدوهاً ..متأملاً عظم الخسارة..لتعلن لك أنك قد توقفت
هنا كثيراً وأنت تنظر كالأبله الذي لايحسن حراكاً أو صنعة أولايعرف لم هو هنا..!!!

وصفحة أخرى تذكرك بنفسك حين كنت تذبل كالزهرة التي تعلن حداداً على نفسها
فيفر الدمع من مقلتيها جفافاً..لترسم تجاعيد ألم ٍوحزن.
.إنها صفحة من عمرك ضاربة في الصفرة كتلك الصفحة التي تنظر إليها بشيء من الخوف واليأس والألم..فيتعكر صفوك ويتكدر ماؤك ..وترحل بهجتك..ويزداد الزاد مرارة في حلقك ..وتختنق الضحكة في فيك لتعقبه أنّة ألم..وعبارة تصّبر بها نفسك على البلاء...

______________________________ __________

صفحة اليوم,صفحة قاتمة حالكة كلما مضت رحيلاً إزدادت ظلمه حتى كادت
تزهق الهواء وتعلن الحداد على الكون...
هي صفحة كالليل البهيم..غطت بظلمتها كل شيء فأحالته سواداً في سواد..
تقلب نظرك في أرجائها لعلك ترحل...أو لعلها تفعل ذلك..تكاد تختنق..
كأن أحزانك في تلك الصفحة تقافزت إلى أوسط الصفحة لتعلن احتفالاً بك...
هاهي أحزانك قد تجمعت..وقدمت لأحزان الماضي دعوة لحضور الاحتفال بك
فتكالبت عليك..واجتمعت لتخنق الأمل في نفسك ...فأصبحت أنت نجماً للحفل
تضيء كما يضيء القمر..رغم أحزانك التي تآمرت عليك قتلاً...إلا أنّ نوراً
يشع منذلك القلب ليبدد الأحزان الساخرة ويطردها..فترفع بصرك إلى تلك الصفحة
القاتمة في الكون فترى أن ذلك السواد أعلن رحيلاً وانسحب زاحفاً دون أن تشعر
وإذ بشعاع من نور يخترق تلك القتامة ليرغمها على الرحيل...
صفحة يومك كتلك الصفحة ضربت أطناب الحزن في يومك ولكنها..للطف مولاك
ترحلت ومضت بأحزانك بعيداً لتلقيها في مكان بعيد..بعيد جداً عن قلبك المثقل
بالهموم..ليكتسح نور الأمل واللطف أرجاء قلب فتضيء مدائنك ...وينفض الصبح
غبارها القاتم

وصفحة أخرى بين الحمرة والصفرة..كأنها الشمس حين تعلن الغروب
جمعت اليأس والأمل
الفراق واللقاء ...الربيع والخريف...
والموت والحياة...
كست الأفق جمالاً...وهمست بأحاديث عذبة..
لكنها خبأت ..وراءها أحزاناً وآلاماً..وعانقت الفراق..واستعدت للرحيل
ترددت بين البقاء والرحيل..
فكست القلب رجاءً...وألقت تحية الوداع عذبة لتعلن لتلك القلوب المتعلقة ببقايا
حطام ألا بقاء!!!!
وهكذا هي صفحة من عمرك..تمر عليك لحظات يومك يخنقك اليأس حتى تشعر بالموت
لكنك تتشبث بالأمل...
يكسوك الحزن ثم ماتلبث أن تمزجه ببسمة يشرق يومك منها أو ضحكة...تزيح
الهموم القابعة على بقايا قلب يئن.لترسل رسالة عبر الأثير..أنا مازلت على قيد الحياة...

 

صفحة عطاء
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط