اطبع هذه الصفحة


الإعلام في سير الأعلام

عطاء " أم معاذ "

 
لمّا كان في دنياه يقلب بصره فيها ,كانت نفسه تهفو لأمنيات عظيمات
كان حلم الولاية يراوده بين الحين والآخر, ليرسم له في سماء الأماني والأحلام
همة عليا بنفس ٍ تريد أن تبلغ مرادها .لكنّها رغم صعوبة بلوغها إلا إنّها لاتعدوأن تكون
من همم الدنيا التي يطوف حولها كثير...!!
سار به زمانه حتى أوصله لمقصوده فنال الولاية...وأصبح عاملاً..
هل توقف هنا!!
لا!! لم يتوقف..!!
لم يتوقف فمن كانت همته تناطح الثريا أنّى له أن يقف أو يتوقف!!
هاجس الملك والنجاح والعلو مازال يزوره طيفه..وهو يتقلب في أفياء ولايته..
إلا أنّ النفس لم تقنع
ولم يشبع نهمتها..بلوغ ولاية..!
تاقت نفسه لأعلى من مطلوبه الذي هو ماثل ٌ بين يديه..يتزين له بأبهى حلّة ويغريه برضا وركون.
لكن ..هيهات أن يكون في نفس ٍ من سمت همته في علو..
كان طيف الخلافة يتراءى له من بعيد والنفس تشتهي للملك..
كان يحلم ..ونفسه تتوق...وتوقُ نفس كاد أن يقتل..ولكنه لم يتوقف..
همةٌ تقلق..وحلمٌ يطوف...وأملٌ يتراءى..ورغبة تزداد احتراقاً في نفس
وفي يوم من الأيام يصبح الحلم حقيقة..وينال صاحب الهمة مراده على طبق ٍ من ذهب
فيوصى له بالخلافة...
ياالله!!!
تحقق حلم الفتى ...وأصبح خليفة للمسلمين..
سأجلس على عرش الملك
لآمر وأنهى..وأتقلّب في نعيم الملك...
يومٌ ..وثانٍ..وثالث..
وإذبالنفس التواقة تشتعل مرة ً أخرى بأمنية..وتستعر بهمة عليا لتوقظ ذلك الخليفة
الهمام من منام غفلة.فينقدح في النفس فجر الآخرة..
ويتمثل بين عينيه حروف واعظ يطرق على قلبه...أنّ مابين يديك زائف ..وأن داراً كهذه
ليست بدار ٍلك..
ليست بدار ٍلك..فلايغرنّك ياعمر ماغرّ غيرك..
فيُعرض عن دنياه ويزهُد في ملكه..
ويتقلل من ماله..ويعدّ نفسه ,وأهله لتلك الدار..
وتتوق نفسه لأعظم مطلوب ويحطّ رحاله في تلك الديار
وقد سافر إليها بقلب خائف حيث سبقت همته إلى هناك ..إلى ديار عامرة
أهلها لاخوفٌ عليهم ولاهم يحزنون
اشتاقت نفسه للملك..فناله..ثم اشتاقت للخلافة ..فنالها..ثم اشتاقت
لجنّة عرضها السموات والأرض فترحل بقلبه إليها..
ويودّع دنيافناء وهو يتلو قول الله عزوجل" إنّ الذين قالوا ربنا الله ثمّ استقاموا
تتنزل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنّة التي كنتم توعدون*
إنّه الخليفة الزاهد ....عمر بن عبدالعزيز رحمه الله
فيا أصحاب الهمم ..أين همتنا من همةٍ جاوزت الثريا..فبلغتها بإذن الله!!

 

صفحة عطاء
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط