اطبع هذه الصفحة


الوقوف على الأطلال المقفرة...

عطاء " أم معاذ "

 
على تلك الصخرة العظيمة اعتلت......وأخذت ترقب صفحة الكون من حولها

وهي تودع الشمس..وكأنها ترجوها أن تجدد العهد بالرجوع ..وألاترحل...

خيّل إليها أن قرص الشمس المحمر قد التفت إليها...وأخذ يناديها...

إنه يلوح لها من بعيد .يذكرها بالمغيب..ويعدها باللقاء والوقوف على أطلالها المقفرة

ولو لبرهة من الزمن بعيداً عن كل أحد..سواهما..حيث يجمع الزمان فيكون فصولاً

أربعة .في فصلٍ واحد .لحظة اللقاء...

مازال يلوح..ويعد بغدٍ مشرق..مازال يبعث في نفسها الأمل ..

برشاقة متناهية أخذ قرص الشمس في الإنزواء بعيداً متوارٍِ بذلك عن الألحاظ ...

رحل ولم يشعر به أحد.!!!.وقد شعر به كل أحدٍ عندما أشرق وأضاء!!!

عجيب!!

أخذتها الحيرة..والألم سربل الفؤاد وكادت دمعة حرّى تفر من مقلتيها الذابلتين..

حمرة الشفق لونت الأفق ولم تشعر بها..تمازجت الألوان الرائعة لتخلق

لوحة حزينة امتدت في الأفق وجاوزتها..فكأنها كانت جزءً من تلك اللوحة الباكية بصمت


حدّثت نفسها...

ترى هل سمع القمر نحيبها؟؟

ترى هل شعر النجم بغروبها؟؟

ترى هل شاركتها الكواكب مشاعر الرحيل والغربة التي تتكرر كل يوم..وتعيشها

لوحدها؟؟

ترى هل غاب معها أحد وأشرق ؟؟

سؤالات محيرة..أنهكت فكرها المكدود...

وبكل لطافة ورقة...

غربت الشمس..وأظلم المكان ...ورحل الشفق الأحمر وقد عانى نحيباً صامتاً...

ولم يزعج أحداً..

ظلمة الليل المتسلل الغازي لصفحة الكون طمست معالم كل شيء...

وألقى عليها بردائه الحالك....ليجعلها تتلاشى مع كل شيء..

فتستحيل .....أطلالاً مقفرة... تنتظر شروق الشمس من جديد...

 

صفحة عطاء
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط