اطبع هذه الصفحة


كـــلمـــــ ولـلمعــانـــي ــــــات

عطاء " أم معاذ "

 
مسكينٌ من ظنّ أنّ النّهر يُحسن أن يبخل بمائه أو يشحّ أو يتوقف عن عطاءٍ
أتراهُ يخرجُ عن طبيعةٍ خلق عليها فكان..حين قال له الله
"كــ ــــن فكــــــ ــــان"

نسيرُ في الحياةِ سيراً مرسوماً قد نحبهُ وقد لا نحبهُ..في كل سير ٍ لنا عقل ورؤية لاتنقض الأصل
لكننا سائرون..مادامَ برق الهدفِ قد لمعَ سناهُ في قلوبنا
فاستيقظتْ لسير...

أجدبت الحياة من معاني الصدق فتقّحلت نفس
لكنّ توقاً لربيع القلوب يستحثُّ خطانا لسير..كيما نبلغ رياض خضرة ,
فلنعتلي مراكب جدٍ
ولنقطّع سيرنا بحادي شوق..يقارب الخطو ويبلغُ المنزل..

هل نملك أن نموت ونحن أحياء؟
نعم!
إذا اخترنا طريق الموت وارتضيناه..

برق سنا الجد في النفس ..فصرخ صارخ القوم
أن قوموا إلى جنة الخلد..
ولكن هيهات أن تبلغوها إن لم تدخلوا جنّة النفس"

مع السائرين سار ولخطوهم صاحب
ظنّ أنّ العبرة برسم آثار تسر ناظريها وتبهج قلوبهم
ولم يفطن أنّ لأثــــــــــــــــــــارنا أعيان قد تخطىء الحقيقة!!

غرّه جمال صورة وطيب عيش
دارت همته حيث دارت همّة غيره
ضاع عمره وهو يدور حيث يدور الآخرون
توقف فجأة..
وسائل النفس..ترى لماذا أدور؟ولمن أدور؟

عين الصدق كشفت زور نفس وضياع عمر
عينه كانت ترقب الآخر..
ذات صدق..
حانت منه التفاته لنفسه..هاله مارأى ..
ترى كيف عبث برأس ماله..وضيع ربحه في لحظة غفلة!!

الربيع خضرة ونسائم جذلى
ابتسامة في القلب تمحو أحزان ماضيه
تمنى أن يتنفس الربيع في فؤاده ..فيثمر منه كل قول وفعل فلا يقول الاطيباً ولايعمل إلا حسناً!!
رافق فراشه الألم .. هذيانه الذي أفقده التركيز
جعله يترحّل في أطوار عمره ..
هنا رأى نفسه فقيراً من كل معنى
وهنا رأى نفسه مرسلاً يديه بلا سلاح
وهنا رأى نفسه يقاتل من أجل مبدأ
وهنا رأى نفسه قد احتوشه أعداءه فأحكموا قبضتهم على عنقه وهو يريد فكاكاً
وهنـــــــــــــــــــاك....رأى نفسه يرتفع بصوت خفيض
إلى السماء"أعوذ بوجهك الكريم أن تعذبني"

ترمدت دنياه أمام عينيه
حاولوا أن يجعلوها شيئاً في عينيه .. فتضافروا على أن ينفخوا بأفواهم رماد دنياهم لعله يضيء في قلبه
سمع فحيح انفاسهم .. وعيونهم تلمع باقتراب أمنية ..
طار الرماد فأعماهم .. وعكر سماءه الصافية

وفدوا على قلبه بلااستئذان , بوافدٍ محمّل بهدايا الوافدين
لكنها هدايا ضيقت عليه مقامه ولم يطمح لها يوماً..
طمعوا في عطائه ..
نظر إليهم باستغراب ..
ارحلوا عن دياري .. لم أكن لأرجو منكم شيئاً
فماذا ترجون من خالي اليدين !!

كلما حملته سنين العمر اقتراباً لحطّ رحال
كلما شعر أنّ مايفتقر إليه هو الحقائق الثابتة
لأنها وحدها ماسيبقى له ومعه هنــــــــــــــــاك ..
عند النزع وعند السؤال وعلى الصراط وبين يدي
العلاّم الذي سيُطرق بين يديه خاشعاً ذليلاً وقد فرّت منه كل جنوده إلا جنود الصدق
"هذا يوم يُسأل الصادقين عن صدقهم"

عجبتُ منك أيها الإنسان كيف تنسج لنفسك بيت عنكبوت ويعظم في عينك ويغرك المطبلين بثناء
عار ٍعن صدق ليلونوا لك الحقائق .. وأنت تعلم أنك ستسقط منه ولابد أشد ماتكون احتياجاً لثبات ..
وعجبتُ منك كيف تراوح بين قدميك لتلف بيدك لطول أملك في دنياك حبالاً ممدودة , فتؤمل وترجو
فتخنقك وتجهز عليك في لحظة غفلة عن انتباه..

قام داعي الصدق في أرض الحقيقة فطالب الخلق بالبراهين
فتساقط القوم بعضهم على بعض أكواماً , كلٌ يحدّث النفسَ بظفر
أبى حدّ البرهان القاطع للحقيقة إلا أن يقطعهم أشلاءً ..

مسكين من يظنّ أنه عن عين الله يغيب ..هلاّ تفقد الصدق في نفسه
قبل أن تهتز عروش وتزلزل أقدام وتبلغ القلوب الحناجر .. ولات حين مندم !!

رسموا لأنفسهم طرقاً ارتضوها هي لوحة جميلة تسر الناظر ويراها قد زينت الجدران
لكنّه حين يصطدم بها إما أن يخرق الورق أو تُدق رأسه فيهوي صريعاً ..

إذا أسند الأمر إلى غير أهله ضيّعت الحقوق والأمانات
لاعجب!!
وأعجب!!
أن ينصّب نفسه قيّماً على الحقوق والأمانات
فيكون أول خائن!!
مه!
أتُراه عن عين الإله يغيبُ !!

صفّ لسانه أعذب الكلمات وامتلأت شدقاه بفصاحة البلغاء
تنقل بين الحروف والمعاني كغزالة رشيقة لاتطيل لصوقاً بأرض
أبهر العيون وعطف الأسماع والقلوب إليه ...
لاأدري ماذا كان يلوك بأسنانه ويعجن .. جلبة حروفه العالية ..
جعلتني أقف لحظة صمت
لأعلنَ حداداً على الصدق والإخلاص .. في زمن البروز والشهرة

 

صفحة عطاء
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط