اطبع هذه الصفحة


لا ترحلي

عطاء " أم معاذ "

 
امتدت يدها إلى زجاجة الدواء لتتناول قرصاً من الحبوب المسكنة..لآلامٍ طال منها الأنين....
عبثاً أغمضت عينيها..كانت تعالج النوم وتعانيه ..تتمنى أن يدركها الله برحمته..فتخلد للراحة بعد
ليالٍ مضنية من معالجة الألم ...
ليتني أستطيع النوم.. حدّثت نفسها...
كانت تشعر بقلق يزحف إلى نفسها فتزداد توتراً على غير عادتها...
لماذا ؟
لماذا لا أستطيع النوم؟
أدارت شقها الأيمن إلى الجهة الأخرى وأخذت تعبث بأزرار ( الجوّال) علّها تجد رسالة
تذهب عنها ذلك القلق..
أضاءت شاشة (الجوّال) تبسمت...حدّثت نفسها (( كما توقعت !!..إنها رسالة واردة))
ضغطت الزر بشدة ..
نعم!! نعم!! هذه هي...
خُيّل إليها أنها سمعت صرخة أو شهقة عالية خرجت من جوفها..لاتدري ربما
خرجت روحها معها...فلن ترجع‍‍‍ أبداً..
..ظنّت أنّ ذلك الصوت قد جاوز جدران الغرفة إلى الجهة الأخرى من العالم ..
عركت عينيها ...لعلها كانت تحلم ,فلطالما امتزج الحلم بالحقيقة في حياتها
فأصبحا شيئاً واحداً..
هرعت إلى مفتاح النور...على عجل...
وفي نفسها بقايا أمل مهترئة...ليتني كنت أحلم..(حدّثت نفسها)...
أحقاً...ماتت أمل!
لالالا...لا أصدق..
كيف؟
بالأمس كانت تجلس بجانبي..حقيقة ,لاحلم...
لن أنسى تلك الابتسامة المليئة بعناء الحياة...

** أمل... كيف حالك الآن؟
أرجو أن تكوني بخير ياعزيزتي..

** الحمدلله ..بخير..لاتقلقي علي يامنال..
** سيكون مني اتصال..فانتظريني ..
أمل ....أشعر أن وراء هاتين العينين كثير ليقال ..

** لالا ..أبداً.أيتها الحبيبة...أنت تبالغين كعادتك .. الأمور جيدة..ولله الحمد..
**حقاً يا أمل!
** نعم..لاتقلقي عليّ..
** حسناً...إلى اللقاء ..
** إلى اللقاء ياعزيزتي..

صوت طرقٍ خافت ٍعلى باب الحجرة أيقظها من ذلك الحلم المزعج..
إنها أمي ..
هل كنت أحلم؟
مازال الهاتف بين يديها..
حدقت فيه ملياً...تمنّت أن يكون ذلك حلماً,,,,

الرسائل الواردة1
..إنا لله وإنا إليه راجعون ..توفيت أمل في حادث سيارة بعد خروجها من العمل ...عظم الله أجرك..

 

صفحة عطاء
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط