اطبع هذه الصفحة


الحذر من أظفار ..النحاس

بدرية صالح التويجري


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل. قال: (هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم).. هذا المشهد واقع لا محالة جزاء لكل من استهان بشأن الغيبة التي جاء حديث آخر يبيّن معناها حتى لا نعتذر بالجهل.

قال صلى الله عليه وسلم: (أتدرون ما الغيبة).. قالوا الله ورسوله أعلم.. قال: (ذكرك أخاك بما يكره).. قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته).

وبهذا الضابط يمكن التحكم في اللسان فلا يتمادى في النيل من الآخرين.. وتتفاوت المجالس في ارتفاع مؤشر الغيبة، وتبلغ أعلى مؤشر لها في المجالس النسائية مع الأسف حيث تحلو مع دندنة الفناجيل!! وقد تصبح تلك المجالس أماكن تدريب للفتيات المقبلات على الحياة يتعلمن كيفية تسليط اللسان على الآخرين والنيل منهم فتكون مجالسهن فيما بعد نُسخاً مكررة.. وهذا نتاج طبيعي فمن شبَّ على شيء شاب عليه.. وهكذا دواليك حتى تعم الغيبة.

لا بد من مكافحة هذا الداء

بمجهود جماعي مثلها مثل الأمراض الأخرى.. فلو أنكرها فرد.. فمجرد مغادرته ستعود الألسن إلى سيرتها الأولى وهواة الغيبة إذا أنكر عليهم سينحازون إلى مجالسٍ يكثر فيها رشق الآخرين لن نتخلص منها إلا عندما يحمل كل منها لافتة الإنكار.. نقف سدّاً منيعاً نحمي مجالسنا منها.. وبذلك سنحمي وجوهنا وصدورنا من تمزيق أظفار النحاس.

* بريدة
المصدر :جريدة الجزيرة
8/2/2010


 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط