اطبع هذه الصفحة


الدين النصيحة

بدرية صالح التويجري


النصيحة هدية عظيمة نحن بحاجة إليها كلما مال بنا الطريق، فنستدرك بها الخطأ الذي نقع فيه بحق أنفسنا أو غيرنا. هي وصية نبينا صلى الله عليه وسلم، فعن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة) قلنا لمن؟ قال (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم. وعمل بها الصحابة، فعن جرير بن عبدالله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنُّصح لكل مسلم.

وفي زمننا الذي تهاوت علينا الفتن تزداد الحاجة إليها لكن على من يهديها أن يجرد نفسه من الهوى، فلا يستخدمها للتشفي والتجريح فيحيل النصيحة إلى توبيخ واستفزاز وإثارة غضب.

فلا تؤتي النصيحة في هذه الحال ثمارها؛ بل قد تُزيد النار اشتعالاً؛ فتقويم المخطئ يحتاج إلى مراعاة الحالة النفسية والوقت المناسب، مع التحلي بالرفق واللين والصبر أيضا، فالنتيجة في بعض المرات قد تأتي محبطة؛ لأن بعض من تقدم له النصيحة يقفز إلى ذهنه أنك تتدخل في شؤونه الخاصة، وتتجسس لمعرفة أحواله، وترقب حركاته وتعد أنفاسه.. فيضعك تحت المجهر يبحث عن أخطائك أنت.. وهذه والله مما يحز في القلب خاصة من قريب يبكيك أن ترى حالته المتردية في إرهاق نفسه بالمعاصي.. وما يعلم أن نصيحتك إياه هي من مفردات الحب الذي تكنه له.. وتتمنى أن تنقل إحساسك الصادق بضغطة على يده فتسري كل عبارات النصيحة تلك إلى قلبه.

بحق النصيحة هدية عظيمة بها ننضم إلى خير أمة.

* بريدة
جريدة الجزيرة
25/1/2008

 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط