كتبت ذات يوم

لو مزجت بماء البحر لمزجته!

ا.بدرية صالح التويجري  - بريدة

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنَّبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفيَّة كذا وكذا، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته)) رواه ابو داود
كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ..فكيف بآلاف الكلمات التي نؤذي بها عباد الله في مجالسنا . لقد تهاون الناس بشان الغيبة حتى تفشت وانتشرت وهيمنت على المجالس و عكرت صفوها بذالك السلوك السيئ ..فمتى نتخلص من هذا الداء العضال الذي لا يتوقف خطره على الحياة الدنيا بل يمتد إلى الآخرة حيث الحساب والجزاء فتلك المعصية مدونة تقود صاحبها إلى النار
أسمعوا لهذا الحديث عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا نَقُولُ ؟ قَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ جَبَلٍ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ؟. رواه احمد ..وقد وصفت الغيبة بالقرآن بأبشع صورة لعلها تكون رادعة زاجرة فمن يستسيغ أكل لحم الميت ؟
. ومن المؤسف ان الغيبة واكبت العصر وخرجت بحلة جديدة مع التقنية الحديثة
فكل يوم نحن بمنتج جديد يسهل التواصل ويفتح العديد من المجالس في أكثر من نافذة وبذلك اصبح من السهل التعرض للآخرين والنيل منهم
وما كان يخجل من الحديث عنه في حضرة الناس قد اصبح سهلا في تلك النوافذ الخفية فتعكر صفو أجهزتنا مثلما تكدرت مجالسنا .
فهل من وقفة جادة تعيد نقاؤها جميعا .