اطبع هذه الصفحة


كتبت ذات يوم

في مواقع التواصل الاجتماعي
(الكيّس من دان نفسه )

ا.بدرية صالح التويجري  - بريدة


من يدخل الشبكة العنكبوتية وبالتحديد مواقع التواصل الاجتماعي يشاهد جمعاً غفيراً من الناس اندفع إليها يعرض بضاعته على صفحاتها ، لكن لغياب الرقيب جاءت تلك البضاعة مزجاة رديئة عند بعضهم، بل وأصبحت سيئات جارية عند البعض الآخر حينما يشارك أحدهم بنشر الفساد الأخلاقي من خلال الصور الفاضحة أو الروابط المخلة أو العبارات الفاسدة التي تنتقل إلى مرحلة النسخ واللصق من الزوار فيتداولون تلك المشاركات الرديئة لتنتشر وتبلغ الآفاق حينها سيطول الأثر ويستمر ويستحيل تحجيمه أو التخلص منه إذا استيقظ صاحبه من غفلته، كما أن هذا الإفساد والعبث قد دوّن وحفظ ليسأل عنه يوم الحساب أيضاً ألم نقرأ قوله تعالى في سورة يس (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) والتي فسرها ابن كثير بقوله: (نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وآثارهم التي أثروها من بعدهم، فنجزيهم على ذلك أيضًا، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، كقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سن في الإسلام سنة حسنة ، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومَنْ سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزرُ مَنْ عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئًا ».. (رواه مسلم) انتهى قوله؛ فلماذا لا نتعامل مع تلك المواقع بأخلاق المسلم فنستثمرها في المفيد ونجعلها وسيلة لمضاعفة الحسنات ونقف لأنفسنا بالمرصاد حتى لا توقعنا في الزلل وفي الحديث (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت..) وبتلك المراقبة الذاتية تكون صفحاتنا في تلك المواقع حسنات جارية فذلك والله خير وأعظم أجراً.

المصدر:
جريدة الجزيرة
20/01/2012 20/01/2012



 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط