لنعيش مع الصحابيات (2)

أنقلي الأفكــــار النيـــــرة

بدرية صالح التويجري - بريدة

إشراقــــــة
قالت فاطمة ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي تحاور أسماء بنت عميس:
: يا أسماء إني لأستحي أن أُخرج جسمي غداً على الرجال من خلال هذا النعش ( وكان النعش عبارة عن خشبة مسطحة يوضع عليها الميت ثم يطرح عليه الثوب فيصف حجم جسمه ).
قالت أسماء : أوَلا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة ، فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه ثم طرحت عليه ثوباً فكان لا يصف الجسم .
فلما رأته ـ فاطمة رضي الله عنها ـ فرحت به وقالت لأسماء : ما أحسن هذا وأجمله ، سترك الله كما سترتيني .

ومن الإشراقة نستضيء
في الحوار السابق رأينا كيف ان أسماء رضي الله عنها ..بفطنتها وذكائها لاحظت تلك الطريقة التي يتخذها الأحباش في النعش ..واحتفظت بها فما إن شكت لها فاطمة رضي الله عنها حالها بعد الموت وهي على النعش أمام الرجال .تناولت اسماء رضي الله عنها تلك الفكرة ا لتي اختزلتها في ذهنها والتي استوحت منها الستر
فبادرت بنقل تلك الفكرة لفاطمة رضي الله عنها والتي سرت بها كثيرا .
هذه الفطنة والمبادرة من أسماء رضي الله عنها تحفيز لكل مسلمة فالأفكار النيرة مطروحة والمشاريع المفيدة متناثرة فقط هي تريد تلك المسلمة المبادرة للخير تريد تلك العقول الفطنة الراقية ان تلتقطها ففي واقعنا الكثير من السلبيات تنتشر في وسط النساء كالتهاون بأمر الحجاب واللباس وما ينتشر من أخلاق سيئة في مجالسهن كالغيبة الحسد النميمة فأين تلك المسلمة المبادرة التي تتناول من ذهنها الأفكار النيرة وتفعلها على ارض الواقع في تلك التجمعات النسائية للقضاء على تلك السلبيات .
وهناك فائدة أخرى نتناولها من تلك الإشراقة .
وهي همسة لكل مغتربة لمن تعيش في تلك البلدان البعيدة أقتدي بأسماء رضي الله عنها بنقل المفيد لأخواتك المسلمات .. لمجتمعك ...ساهمي في رقي مجتمعك بما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فجميل ان تعودي بأفكار تضيفين عليها هويتك الإسلامية لتخرج أكثر بريقا. وإياك ان تنقلي الضار المفسد وتكونين أداة هدم بنقل تلك الافكار الهدامة والتي تناقض شريعتك فتكون تلك الأفكار أثر سيئ يفسد عليك آخرتك .