الغيبة بشيء من ..الصراحة

بدرية صالح التويجري

كلنا نعرف الغيبة ونعرف وصفها بالقرآن كأكل لحم الميت، وفي السنة: ذكرك أخاك بما يكره.
ونعرف أنها مفتاح الشيطان، يدخل بها إلى القلوب فيصيبها الصدأ والعطب، وأنها من الخصال الذميمة ومراتع اللئام تفصم عرى الأخوة وتشعل نار الكراهية.. لكننا نتفاوت في العمل بما علمنا تجاهها.
بعض الناس جاهد نفسه وانتصر عليها.. فابتعد عن مواطن الغيبة، وإذا كان هناك البعض ممن نجا فهناك السواد الأعظم ممن غرق لأنه لم يتخذ لنفسه وسيلة نجاة من تلك الغيبة.
ولنتكلم بشيء من الصراحة، لو كان هناك بوصلة تحدد اتجاه الغيبة لأشارت إلى مجالس النساء؛ فهي مراتع خصبة لنموها وتكاثرها.. وبالتالي تعليبها وتصديرها بالأجهزة الهاتفية إلى مستورِدة أخرى.
وبشيء من الصراحة مرة أخرى مؤشر الغيبة يبلغ حده الأعلى.. بعد حضور مناسبة ما.. فبعض النساء تجد أن مخزون الغيبة عندها قارب على الانتهاء، فتجد في المناسبات فرصة لشحنها بالغيبة وملحقاتها التابعة لها من همز ولمز واحتقار ووصف بصيغة الاستهتار.. وطبعا لها مساعدات وأعوان يوقدن نار الغيبة كلما بدأت تخبو، حيث يوجد بتلك المجالس من تخصصت بتحريك السواكن.. ومن لم تشارك وتُدلِ بدلوها، وُصمت بثقل الدم، ونبذت بالعراء.لن نرتقي ونسمو بأخلاقنا ما دامت تلك الغيبة تتشبث بنا.ومهما تعلمنا فنحن في جهل إذا كان في آذاننا وقر فلا نسمع النواهي والأوامر التي جاءت بها شريعتنا.سوف يلازمنا مرض الغيبة طيلة أعمارنا إذا لم نستأصله.نحن بحاجة إلى مجاهدة أنفسنا لتتخلص من أدران تلك الغيبة..كما لا ننسى أن بين أيدينا أجيالا تنمو.. فلنغرس في نفوسهم كراهية الغيبة وأنها صفة قبيحة.. حتى لا تشب لحومهم على ذلك الداء العضال..
لنتحد جميعاً لنميتها.. وسوف تندثر.

المصدر :جريدة الجزيرة :27/7/2007