اطبع هذه الصفحة


لنعيش مع الصحابيات (2)

ولك في أم حكيم أسوة

بدرية صالح التويجري - بريدة


إشراقــــــة

قالت أم حكيم امرأة عكرمة بن أبي جهل : يا رسول الله ، قد هرب عكرمة منك إلى اليمن ، وخاف أن تقتله فأمنه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( هو آمن ) ..
فخرجت أم حكيم في طلبه وأدركت عكرمة وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة فركب البحر ، فجعل نوتي(ملاح) السفينة يقول له : أخلص! فقال : أي شيء أقول ؟ ، قال: قل لا إله إلا الله ، قال عكرمة : ما هربت إلا من هذا .. فجاءت أم حكيم على هذا الكلام ، فجعلت تلح عليه وتقول : يا ابن عم ، جئتك من عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس ، لا تهلك نفسك .. فوقف لها حتى أدركته فقالت : إني قد استأمنت لك محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال: أنت فعلت ؟ ، قالت: نعم ، أنا كلمته فأمنك فرجع معها ....

ومن الإشراقة نستضيء

في هذه الإشراقة رأينا كيف يكون الوفاء والإخلاص و كيف هي الشفقة والرحمة بالزوج ...فقد عشنا مع موقف أم حكيم تجاه زوجها الذي فر هاربا وهو على الشرك فما كان منها إلا ان طلبت من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يعطيه الآمان من القتل وحين قال إنه آمن سارعت إليه لتعيده ..لقد تكبدت المشاق ..وعناء السفر من أجل ذالك الزوج فكان لها دور كبير في إسلامه إذ لم تدعه وشأنه بل بفضل من الله انقذته من متاهات الشرك والضياع وأخذت بيده إلى نور الإسلام .فهذا الدور العظيم من تلك الزوجة الوفية فيه حث لكل مسلمة تعاني من زوج مسرف على نفسه بالمعاصي ان لا تتركه وشأنه كما تفعل بعض النساء ممن لا تبالي بحال زوجها ولا تسعى لإصلاحه بل عليها الإقتداء بأم حكيم ودورها الرائع فتسير على خطاها فمن ترى في زوجها تقصير في حق الله فلتبادر إلى إصلاحه طارقة كل الأبواب من اجل إعادته لطريق المستقيم دون يأس ولتتحمل كل الصعاب فالطريق ليس بالسهل إذ لابد من عقبات تحتاج معها إلى إصرار وعزيمة لبلوغ الهدف فموجع ان تنتهي حياة ذلك الزوج وتطوى على ضلال ومعاصي وبعد عن الله وقد عاش طيلة حياته برفقة زوجة صالحة .وما أجمل ان تكون سببا في هدايته فيحفظ لها الأجر في الآخرة وفي الدنيا تكون ساهمت بتأسيس بيتها على ما يحب الله ويرضى .

 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط