اطبع هذه الصفحة


لنعيش مع الصحابيات (3)

أَتَسُبِّينَ رَجُلاً قَد شَهِدَ بَدرًا

بدرية صالح التويجري - بريدة


إشـــــــراقــــــة

تقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها
(........فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ وَهِىَ بِنْتُ أَبِى رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَأُمُّهَا ابْنَةُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَبِنْتُ أَبِى رُهْمٍ قِبَلَ بَيْتِى حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِى مِرْطِهَا فَقَالَتْ تَعِسَ مِسْطَحٌ . فَقُلْتُ لَهَا بِئْسَ مَا قُلْتِ أَتَسُبِّينَ رَجُلاً قَدْ شَهِدَ بَدْرًا .....)رواه مسلم

ومن الإشراقة نستضيء

نقلتنا الإشراقة السابقة إلى مشهد أم مسطح حين تعثرت فقالت تعس مسطح فسمعتها عائشة رضي الله عنها فما موقف ام المؤمنين حين سمعت ذلك ؟ لقد رأينا منها سرعة الدفاع دون تردد حيث بادرت بالذب عنه لم تصمت ولم تشارك بسبه بل هو شعور المسلم حين يسمع عن أخيه ما يكره فيبادر بالدفاع عنه والذب عن عرضه. وهنا نراجع أنفسنا هل نحن كذلك حينما يتعرض إخوة لنا لما يؤذيهم في غيبتهم فنصد تلك الهجمات قبل ان تنال منهم ام اننا نزيدهم الما ونؤذيهم من خلال مشاركتنا في الخوض في اعراضهم ؟ ..مع الأسف انها حال الكثير منا وقد انتشرت واضحة في وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة حيث تعددت معها الألسنة الحداد التي تنال وبكل سهولة من إخوة لنا حيث يتعرض الواحد منهم لما يؤذيه فلا يجد من يدافع بل يجد المتفرج الصامت أو من يكون أداة توصيل إلى متلقي آخر وقد نجد من يشارك فيخوض مع الخائضين .في عالم التواصل ذلك فقد صوت من يدافع عن اعراض المسلمين لم نجد القلوب التي تنكر وأصبح الرابط مع إخوتنا في الإسلام خيط رقيق ينفلت سريعا حتى ليسهل الحديث عنهم بما يسوؤهم عند أي إشاعة او خبر مكذوب هذه هي حالنا في تلك النوافذ وكأننا لم نقرأ يوما قوله صلى الله عليه وسلم « لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا . الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ . التَّقْوَى هَا هُنَا » . وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ » . رواه مسلم . كل هذه الحقوق العظيمة تحيط بأخينا المسلم ونحن نتجرأ عليها وبكل سهولة فلنراجع انفسنا وننقذها ونكف السنتنا ونحفظها عن عباد الله .
وهنا لفتة لنساء إذ لا تخلوا المجالس من تصاعد الكلام الغير طيب عن الأخريات هنا تأتي الحاجة الماسة لمن تكون على خطى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتكون حرارة الدفاع عن أختنا المسلمة في غيبتها وكف الألسن ان تنال منها ..لنتعاون على إيجاد مجالس كتلك المجالس المباركة في زمن الصحابة...فما أعظم القدوة .

تنويـــــه

هذه المقالة ليست شرحا للحديث لأن في الحديث أحكام وفوائد غير ما ذكرت وإنما هي لفته لما كن عليه الصحابيات رضي الله عنهن.

 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط