اطبع هذه الصفحة


لنعيش مع الصحابيات (3)

بماذا كانت تفكر تلك الصحابية ؟

بدرية صالح التويجري - بريدة


إشــــــــــراقة
...أن أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي، وعلى مثل رأيي، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات {في الخدر وهو الستر} قواعد بيوت، وإن الرجال فضلوا بالجمعات، وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم، وربينا أولادهم، أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟.....) المصدر الاستيعاب لابن عبد البر

ومن الإشراقة نستضيء

من يقرأ في سير الصحابه يرى كيف ارتقوا كثيرا عن هذه الدنيا وارتبطت اهدافهم برضا الله وما اعده لعباده الصالحين وكيف عاشوا حياتهم بهذا الهدف السامي ..و الإشراقة السابقة نقلتنا لصحابية جليلة هي واحدة من تلك الكوكبة العظيمة كانت مشغولة بقضية أخذت من فكرها الكثير كانت تشعر ان الرجال سبقوا النساء وفضلوا عليهن ببعض العبادات التي تستلزم الخروج من البيت بينما النساء متأخرات عن المنافسة بسبب الجلوس في البيت وإدارة شؤونه ..هذا الأمر شغلها كثيرا فما كان منها إلا ان قدمت على الرسول صلى الله عليه وسلم تحمل حماسا تلجلج في صدرها فتسرد مطلبها وتكشف عما شغل فكرها بتلك الكلمات الرائعة .
وبطلبها هذا ينكشف لنا كيف كانت الصحابية ذات عقلية واعية مرتقية متطلعة لما عند الله فهي لا تهدف من طلبها المساواة بالرجال في امور الدنيا بل ارتقت كثيرا بهدفها فطلبت المساواة بأعمال الخير وقد سكنت واطمأنت حينما سمعت إجابة الرسول الله صلى الله عليه وسلم عما شغل فكرها واطمأنت ان لنساء مجال آخر يناسبهن و يحصل به الأجر العظيم.
فماذا يشغل تفكيرنا معاشر النساء اليوم ..أهو ميدان التنافس على الخير مع الرجال .أم إننا لوينا أعناقنا لزخرف الحياة الدنيا فأخذنا نطالب بالمساواة معهم في أمور دنياهم نزاحمهم على مناصبهم وما هو من اختصاصهم دون التفكير بالمحاذير الشرعية في هذا الطلب إن كنا كذلك فالفرق شاسع بين ما شغل فكر تلك الصحابية وبين ما يشغل تفكيرنا . والفرق واضح بين هم أخروي ومسارعة إليه وهم دنيوي وتهافت عليه .

 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط