اطبع هذه الصفحة


لنعيش مع الصحابيات (3)

شيء من المزاح

بدرية صالح التويجري - بريدة


إِشـــــراقــــــات
الأولى
كانت السيدة سودة ذات فطرة طيبة و مرح، وكانت ممتلئة الجسم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما رآها تمشي ضحك لمشيتها، فكانت تكثر المشي أمامه كي تضحكه، وتُدخل السرور عليه، وكانت تنتقى من الكلمات ما تظن أنه يضحكه.
الثانية

ما جاء عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
(...أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخَزِيرَةٍ طَبَخْتُهَا لهُ فقلتُ لسَوْدَةَ والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيني وبينَها فقلتُ لها كُلِي فأَبَتْ فقلتُ لتأكلَنَّ أو لأًلَطِخَنَّ وجهَكَ فأَبَتْ فوضعتْ يدي في الخَزِيرَةِ فطليتُ بها وجهَها فضحكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فوضعَ فَخِذَهُ لها وقال لسَوْدَةَ الْطُخِي وجهَها فلَطَخَتْ وجهي فضحكَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيضًا ........) - المصدر: السلسلة الصحيحة -

ومن الإشراقة نستضيء

ما اجمل الانتقال إلى بيت من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم نرى كيف هي الحياة فيه
ونستمتع ببعض المواقف التي تكشف لنا جوانب تزيدنا إعجابا وتعظيما لتلك البيوت
هنا موقفين كشفا لنا شيئا من تلك الجوانب
الأول في بيت سودة رضي الله عنها والذي بين لنا جانب من شخصيتها المرحة وكيف كانت تدخل السرور على الرسول صلى الله عليه وسلم بما تتصنعه من مشية لترى تلك الابتسامة منه تعطر الجو بمزاحها وخفة دمها رضي الله عنها
والموقف الآخر بينها وبين أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حينما رفضت ان تأكل من الطعام الذي صنعته عائشة فما كان من عائشة إلا ان لطخت وجهها بالطعام فبادلتها سودة رضي الله عنها ولطخت هي الاخر وجه عائشة فكان مشهدا فيه مزاح أضحك الجميع. وجدنا الأنس ادخلته تلك الحركات اللطيفة والتي زادت من التآلف بين الضرائر فتلك الضحكات المشتركة تعمل على تأليف القلوب وتزيل ما يكدر صفوها تخفف الضغوط وتجدد النشاط
بحق لقد تمتعنا بتلك المواقف داخل بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وتعلمنا منها ان للفرح والأنس وجود وان هناك فسح للملاطفة والمزاح لتخفيف من ضغوط الحياة والابتعاد عن مشاغلها شيئا قليلا و إدخال السرور على اصحاب البيت لطرد السآمة والكآبة والتي تعاني منها بعض البيوت اليوم حينما مال اصحابها للجدية والصرامة وحرق الأوقات بحرارة الغضب والقلق وكلها من دواعي النفور من البيت والبحث عن مواطن فيها انس . ومصيبة إن ضل احدهم الطريق فوقع في سعادة ظاهرها الفرح وباطنها معاصي ومنكرات فلنصلح الخلل ولنتذكر ان بيوتنا ليست بأفضل من بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ..وقد رأينا ان هناك أجواء ممتعة وهناك فسح لتسلية..تمثلت بتلك المواقف التي عمدت إليها الصحابيات لإدخال السرور فلنقتبس منها تلك الأجواء ونعطر بيوتنا من رياحينها
ولنحذر من الفهم المغلوط للمزاح..فيكون الغالب في حياتنا فلا جدية وعمل او يكون وسيلة إدخال الحزن على الآخرين حين التعرض لهم والسخرية بهم
اوحين يلامس الشرع فيكون استهزاء بالدين وأهلة هنا نقف وبشدة ضد هذا النوع ونرفضه تماما حتى لا يسري في حياتنا فيفسدها .


. تنويـــــه

هذه المقالة ليست شرحا للحديث السابق لأن في الحديث أحكام وفوائد غير ما ذكرت وإنما هي لفته لما كن عليه الصحابيات رضي الله عنهن.



 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط