اطبع هذه الصفحة


لنعيش مع الصحابيات (3)

لا أتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس في المجالس

بدرية صالح التويجري - بريدة


إشـــــــراقات
الأولى
- خطب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمَّ هانئٍ فقالتْ : يا رسولَ اللهِ لَأنتَ أحبُّ إليَّ من سمعي وبصري ، وحقُّ الزوجِ عظيمٌ ، فأخشى إن أقبلتُ على زوجي أن أُضيِّعَ بعض شأني وولدِي ، وإن أقبلتُ على ولدي أن أُضيِّعَ حقَّ الزوجِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ خيرَ نساءٍ ركِبْنَ أعجازَ الإبلِ صالحُ نساءِ قريشٍ ، أخشاهُ على ولدٍ في صِغَرٍ ، وأرعاهُ على بعلٍ بذاتِ يدٍ....- المصدر: السلسلة الصحيحة
الثانية
كانت أم سليم - رضي الله عنها - تقول: "لا أتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس في المجالس". قال أنس رضي الله عنه: جزى الله أمي عني خيراً فقد أحسنت ولايتي ثم خطبها أبو طلحة وقال لها: "فقد جلس أنس في المجالس وتكلم"، فتزوجها، حتى إنها جعلت أنساً وليها في الزواج فقالت له: يا أنس قم فزوج أبا طلحة. رحم الله أم سليم.

ومنها نستضيء
في كل إشراقة هناك إطلالة رائعة تتمثل بموقف من إحدى الصحابيات الجليلات فنعيش مع ذلك الموقف وكأننا في ذلك الزمن نبحث عن الفوائد والدرر والوصايا والعاقلة هي من تعود محملة بهذه الأشياء الثمينة تقتدي... تستفيد ...وتفيد غيرها .
وهنا إشراقة جديدة تخاطب فئة من النساء فقدن الزوج فتضاعفت المسؤولية وحين انتقلنا إلى زمن الصحابة وجدنا حالات مماثلة لصحابيات فقدن الأزواج ورأينا كيف نجحن في إدارة البيوت بعد وفاتهم وفي ذلك تسلية ومؤازرة لكل أم مهمومة بتربية أبنائها بعد وفاة ابيهم ...ومن تلك الصحابيات ام هانئ التي خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت بقولها فأخشى إن أقبلتُ على زوجي أن أُضيِّعَ بعض شأني وولدِي...) حرص على الصغار رفضت معه الزواج و اختارت تربيتهم والعناية بهم فهي تسعى لإعدادهم إعدادا سليما فذلك محور اهتمامها
ونقف أيضا عند الصحابية الجليلة أم سليم ومدى حرصها على تربية أبنائها بعد ابيهم فقد كانت تقوم بدور عظيم من اجل ان تنهض بأولئك الصغار ادركت معنى والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها فطبقت ذلك واقعا عمليا في بيتها الصغير اهتمام واضح نجح معه الغراس فكانت الثمار اليانعة تمثلت بابنها انس رضي الله عنه ..
وفي الموقفين السابقين مؤازرة وتشجيع لكل من فقدت الزوج بطلاق او وفاة ان تعتني بأطفالها وتسير على ما سارت عليه ؤلئك الأمهات العاقلات ان يكون هناك اهتمام بهم تربيتهم تعليمهم وإعدادهم الإعداد الجيد لمستقبلهم ولأمتهم .ان تسعى لحمايتهم وتنأ بهم عن إهمال يصيبهم بالضياع والشتات .
ومن الخطأ أن يدفع الأبناء ثمن الخلافات الزوجية السابقة فيكون الانتقام واضحا في معاملتهم..ومن كانت تلك هي حالها فلا تنتظر جني الثمار فقد تضرر الغراس

تنويـــــه
هذه المقالة ليست شرحا للحديث السابق لأن في الحديث أحكام وفوائد غير ما ذكرت وإنما هي لفته لما كن عليه الصحابيات رضي الله عنهن.

 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط