اطبع هذه الصفحة


المغتربون وموائد ...الإفطار

بدرية صالح التويجري



ما أن يبدأ رمضان إلا وتبدأ المشروعات الخيرية تنهال يستقبلها أبناء هذا الوطن بكل حماس فتتمازج مشاركاتهم بين مال وإطعام وبذل جهد ووقت ابتغاء للأجر، ولعل منها على سبيل المثال مشروعات إفطار الصائمين بإقامة خيام على مقربة من المساجد ويعرف الكثير منا أن أغلب مرتادي تلك الخيام هم من العمالة الذين باعدت المسافات بينهم وبين أسرهم.

وسبق أن كتبت عن هؤلاء المغتربين في رمضان كتعقيب على من يدعو إلى رفع تلك الخيام عاليا عن متناول أيديهم إذا أقبل رمضان مدعيا أن هناك من هم أكثر حاجة من تلك العمالة.

ولعلي أجدها فرصة أخرى للتأكيد على أهمية تلك الخيام وخاصة عندما تسهم الأسر القريبة في إرسال الطعام فيكون لها دور في هذه الموائد الخيرية فتكسب فائدتين، الأولى مدونة مدخرة مضاعفة كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) فكيف إذا كانوا جمعا من الصائمين المنقطعين عن أوطانهم وأهليهم.

الفائدة الدنيوية لعل من أهمها أن يتربى الأبناء على البذل والصدقة وحب الخير والتواضع عندما يشاهدون هذا التواصل السنوي بين أسرهم وتلك العمالة وتأتي الفائدة الأخرى حينما نرسل أولئك المغتربين إلى بلادهم سفراء لنا يحملون بين جوانحهم تلك المبادرة وذلك الكرم الذي أسرهم وخفف من غربتهم كما ينقلون الصورة الحقيقية للإسلام وأهله وبذلك يهدمون كل ضغينة وتشويش وكل فكرة سيئة ألصقت بهذا الدين وهذا الوطن.

فمن المؤسف له أن تستبدل تلك المعاملة الحسنة عند البعض بتقطيب الحاجب، وإخراس العواطف، وإغلاق الأبواب، وحكر الموائد الفائضة من أصناف الأطعمة على الأسرة بمنأى عن التعاون والتعاطف وحب الخير الذي يتصاعد في هذا الشهر


المصدر :جريدة الجزيرة
21/سبتمبر/2007


 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط