اطبع هذه الصفحة


أختناق خزانة الملابس

بدرية صالح التويجري

 
ما إن يُعلن عن مناسبة ما إلا وترافقها حالة من الطوارئ داخل المنازل استعداداً لدخول غمار تلك المناسبة بملابس جديدة.. كمّ هائل وفائض عن الحاجة يبدأ بالزحف شيئاً فشيئاً ليستقر في خزانة الملابس، منها ما يتم لبسه في مناسبة واحدة.. وبعضها يسقط سهوا فيغط في سبات داخل الخزانة، وبعد انتهاء تلك المناسبة التي أوجدت حالة الطوارئ تخرج كثير من النساء بحزمة من الأخطاء.. إسراف، تبذير، إرهاق مادي قد لا يتحمله رب الأسرة، فبعضهن تلتهم المال التهاماً ولا تبالي بسقوط الأسرة بوادي الديون.. كذلك تنمية هوس حب الشراء، وتكديس الملابس دورياً مع كل مناسبة.

و بعضهن تصاب بنفخة الكِبر والتعالي عندما ترتدي النفيس منها.. كذلك إصابة الذوق بالخلل؛ إذ إنه لم يستقر بل هو في حالة من الاضطراب عند كل مناسبة، فما كان حسناً قبل أيام أصبح قبيحاً الآن!! كذلك.. تكديس الملابس أصبح هواية لدى بعضهن، فهمُّها الأكبر التجوال في السوق والتبضع لحشر خزانة الملابس بما لذّ وطاب من مفرزات الموضة، حتى أصبحت خزانة الملابس عند بعضهن من ثقلها لتنوء بالعصبة أولي بالقوة من الرجال.. وتكاد تتحطم أبوابها من شدة الحشر، وهذا نزر يسير من أثر شراء الملابس الزائدة عند سماع جرس التنبيه لمناسبة ما.

وقد ورد ذم الإسراف والتبذير في مُحكم التنزيل، يقول الله تبارك وتعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلة) البخاري.

أين الاقتصاد والاعتدال؟ أين القناعة والثقة بالذوق التي تحمي من زوبعة نهم الشراء وهوس التقليد الأعمى؟

* بريدة
32/11/2007

 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط