اطبع هذه الصفحة


رمضان بين مشمر و....متقاعس

بدرية صالح التويجري



الحمد لله الذي جعل للمسلمين شهراً تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين).

استشعر ذوو الألباب عظمته مما ورد من الآيات والأحاديث التي تحث على اغتنامه، فعملوا على استغلال دقائقه وثوانيه لمضاعفة الحسنات ومحو الزلات، فما أن تشرق شمسه إلا ويبدأ حماسهم في التوهج ليدخلوا في سباق وتنافس محمود: أيّهم من يتزود من فضائله العظام، ويخلص نفسه مما علق بها من شوائب وأدران بماء التوبة والتقرب إلى الله بركعة وسجدة وآية وذكر.. جعلوا نصب أعينهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (مَن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). فما أن ينتهي رمضان إلا وقد تربوا على حب العمل الصالح والتقرب إلى الله أكثر.

وعلى العكس هناك من انسحب من هذا السباق للكسل والتهاون وعدم التفرغ، فهم في انتظار المراكب الفضائية بفارغ الصبر لتنقلهم إلى الحشد الهائل من المحطات ببرامجها المخصصة لرمضان بما يضاد مقصد الشارع من رمضان وكأن رمضان شهر ثقيل يبحث عما يزحزح أيامه ويصرم لياليه بوسائل التسلية والترفيه،!!! فإذا عادوا من رحلتهم تكون شمس رمضان قد غابت إلى عام آخر تشرق فيه قد يدركونه وقد تصبح أماكن الإفطار منهم خالية، وهناك الملتقى {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}.

بريدة
14/سبتمبر/2007
جريدة الجزيرة


 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط