اطبع هذه الصفحة


سُلطة أم تسلط

بدرية صالح التويجري



من المعروف أن للأسرة من يقودها ويتولى تدبير شؤونها ويحفظها من الفرقة والتشتت والأب هو المسؤول الأول لكن بغيابه لأي سبب ما يصعد الابن الأكبر لتولي السلطة.. البعض من هؤلاء الإخوة.. يستغل صلاحية كونه الأكبر فيحيل السلطة إلى تسلط ويجد في هذا المنصب الجديد وسيلة تفريغ ما يواجهه من مشاكل أو ضغوط خارج البيت فيبدأ بممارسة القسوة بجميع ملحقاتها بما يصل به إلى أن يضرب أو يلقي بحممه البركانية من الألفاظ الجافة أو الاستفزازية على الأخوات خاصة بحكم أنه القائد للأسرة وله مطلق الحرية بممارسة الأسلوب الذي يراه ويا لها من مصيبة عندما ينشأ التصور الخاطئ من لدن الأخوات اللاتي تحت سلطته عن زوج المستقبل حيث إن بعضهن ترى أن الزوج المنتظر ما هو إلا نسخة مكررة من ذلك الأخ الجاف فيتكرر مسلسل الرفض لكل من يتقدم إليها نتيجة هذا التصور الخاطئ.. ومصيبة أخرى أن يتشرب ذلك الأخ هذا الأسلوب حتى يسري في دمه فيطبقه على زوجة المستقبل وبيته الأسري المؤمل!!

من كانت هذه حاله فلن يجني من هذه المعاملة إلا التصدع والاضطراب والعدوانية التي تعصف بأسرته، فعليه أن يعود إلى القاعدة الذهبية في التعامل مع الآخرين والتي تجعله قيادياً ناجحاً يرتقي بمعاملته التي يدعمها باللين والشفقة والرحمة نابذاً كل قسوة وعنف وهذه القاعدة مستخلصة من قوله تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ.} وسيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم زاخرة بالمعاملة الحسنة التي كان يتحلى بها سواء مع أهل بيته أو مجتمعه الذي يحيط به أوَ ليس هو أسوتنا؟؟

* بريدة
جريدة الجزيرة
18/1/2008


 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط