فيروس اللباس

بدرية صالح التويجري

فيروس يفتك بملابس النساء خاصة ، فيصيبها المرض، أعراضه التقلص الشديد في أطراف اللباس.. ينتشر سريعاً مكتسحاً كل الأعمار... اللباس ستر وزينة؛ حذف الأول (الستر) لنرى العجب العجاب، فمن اللباس ما نزعت أكمامه، ومنها ما تقلص بالتدرج حتى منتصف الفخذ، ومنها ما يكشف أسفل البطن مع الظهر، ومنها ما يكشف مساحة واسعة من النحر حتى مشارف..!
وقد ورد عن أم سلمة أنها قالت حين ذُكِرَ الإِزَارُ، فَالْمَرْأَةُ يا رَسُولَ اللهِ قَالَ: (تُرْخِيهِ شِبْراً)، قالت أم سلمة: إذاً يَنْكَشِفُ عَنْهَا. قال: (فَذِرَاعَاً لا تَزِيدُ عليه). بأبي أنت وأمي يا رسول الله.. لم يرخينه شبراً بل رفعنه شبراً شبراً.
فوضى عارمة في اللباس، مناظر مقززة، وخصوصاً إذا كانت من ابتليت بهذا الفيروس من ذوات الوزن الفائض.. أين هن من تلك الصحابية التي كانت تخاف من التكشف، وهي في حالة المرض، حيث أتتِ النبيَ صلى الله عليه وسلم، فقالت: إنِّي أُصْرَعُ، وإنِّي أَتَكَشّفُ فَادْعُ اللهَ لِي، قَالَ: (إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ). فَقَالَتْ: أَصْبِرُ. فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشّفُ فَادْعُ اللهَ أَنْ لا أَتَكَشّفَ، فَدَعَا لها.
بتنا نرى التكشف بلا مرض بل بكامل الصحة.. والعقل ومن الجهل التحجج بأن اللباس عندما يكون طويلاً ساتراً هذا من التعقيد، وهذا الكلام مردود على من احتجت به.. بدليل لو صمم في قوالب الموضة ثوباً ساتراً لسارعت بلبسه، فأين ما كانت تحتج به؟!!
في الشتاء نجمع دوارق الحياء لكي نرشف منها في فصل الصيف كلما بدا فيروس اللباس في الانتشار.

بريدة
جريدة الجزيرة :22/6/2007