اطبع هذه الصفحة


قبل ان تذبل فرحة العيد

بدرية صالح التويجري



الحمد لله الذي جعل عيدنا من شعائر الدين العظيمة، وجعله شكراً على تمام شهر الصيام والقيام الزاخر بالطاعات والأعمال الصالحة.

في يوم العيد نعيش أجواء ملؤها الفرح، لكن عند بعضنا لا تكتمل، إذ تعلق بأطرافها منغصات، فمثلاً فقدان الأقارب، ليس فناء من هذه الدنيا، بل يعيشون فوق أرضها لكن عرى القربى والصلة قد فصمت بيد من يسعى بالفتنة ويشعل فتيل الكراهية فتتمزق الأسر، وتتحول إلى أشلاء مبعثرة، بعضهم يسرع الخطى بعيداً، وهناك حيث ارتضوا البعد تغيرت الأعمار والوجوه، ظهر منهم أجيال جديدة لم يجر في دمائها حب ذوي الرحم والقربى، فيمرون على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله)، فلا يتأثرون بها لأن أجسادهم شبت على القطيعة، فتأتي فرحة العيد ناقصة وإن ادعوا كمالها.

والمنغص الآخر الدائم الحضور، الموضة التي أمسكت بزمام العديد من النساء فسرن خلفها معصوبات الأعين، نزعن الحياء، وتبارين بالتعري وإظهار المفاتن، فلم يستحين من الله، ولم يملكن أدنى مراعاة أو احترام لكبيرات السن، واللاتي نشأن على الستر والحشمة، لكن قدر الله أن يعشن في زمن تلك النسوة، ولم تكتف الموضة بنزع الحياء، بل جعلت السلام عند بعضهن ما هو إلا نظرة فاحصة سريعة خاطفة متفرسة باحثة عن وسم تلك الموضة التي غطت العقول، فكان التميز ليس بالعلم والثقافة والأدب والأخلاق، بل بمدى تشرب مفرزات تلك الموضة.

يا لها من قوة سحبت حرارة المصافحة فتجمدت الأيدي، وتململت الأصابع، وأسرعت بالانفلات بعد أن سرقت شيئاً من فرحة العيد!!.

بريدة
جريدة الجزيرة 12/10/2007


 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط