اطبع هذه الصفحة


كونوا سفراء لدينكم و...بلدكم

بدرية صالح التويجري



بدأت الإجازة وبدأ معها البحث الجاد عن أماكن لقضاء شيء من تلك الإجازة، وتختلف الوجهات طبقًا للقناعات، يفضلها البعض في وطننا، وآخرون يجدونها خارج البلاد حبًا في التعرف على حضارات وعادات الشعوب، وترويحًا للنفس. لكن هل يعي المسافرون خارج الوطن أنهم مرآة تعكس واقع بلدهم الذي رباهم على منهج ودستور رباني من خير وسلام وقيم وأخلاق؟ وسار هذا الوطن على تطبيق ما في هذا المنهج من أوامر ونواهٍ يقف العبد عند حدودها لا يتجاوزها، مطلقًا العنان لرغباته، هل يدرك المسافر هذه الحقيقة، ويجعلها وسام شرف يسعى لسلامته وحفظه؟ ليس كل المسافرين سواسية في الحفاظ على هذا الوسام الغالي، من المؤسف أن هناك أناسًا من بني جلدتنا يكون سفرهم ليس تعديًا للحدود الجغرافية فقط، بل تعديًا لحدود الله اعتقادًا منهم أن الرقيب فقط في بلدهم، والله تعالى يقول: (و َهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (4) سورة الحديد، يقول عز وجل : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (19) سورة غافر، ويقول: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جميعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (6) سورة المجادلة، لكن هي النفس الأمارة بالسوء كعادتها تعمل على تحويل الأنظمة والقوانين المطبقة في بلادنا، المستمدة من شريعتنا تحيلها إلى عادات وقوانين بشرية، ومن ثم يمكن الانفلات والتملص من ربقتها، والاندماج والذوبان السريع فيما يحلون فيه من بلد، ومؤسف وجود نساء يسمحن لأنفسهن بالتخلص السريع من الحجاب الذي نشأن عليه في هذا البلد، وفقًا لأمر الله، لكنه الهوى الذي ينشط على سلم الطائرة، وأول ما يفتك بالحجاب!! فعلى السياح أن يكونوا سفراء خير يعكسون الصورة الحقيقية المشرقة لهذا الدين، وهذا الوطن وسمعة أهل بلد الحرمين الطيبة.

ختامًا: اللهم إنّا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى.

* بريدة
المصدر :جريدة الجزيرة
23/7/2010


 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط