اطبع هذه الصفحة


هي في النار

بدرية صالح التويجري



العلاقة بالجار ذات أهمية في الإسلام؛ حيث جاءت النصوص بمنظومة متكاملة من الحقوق, خالصة للجار, حتى انه من شدة الوصاية به ظنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه سيورّثه وعلى الرغم من تلك التوصيات إلا أن من الجيران من يكون نصيبه من جاره الأذى والتسلط وأشده ما كان باللسان وبما أن النساء أكثر اتصالاً بالجيران فلابد من شرار يتطاير من سيئة الخلق منهن يشعل فتيل الشحناء ويحرق كل ود فقد تستغل إحداهن صلة القرابة فتطلع على أسرار حساسة وتعرف أدق تفاصيل المشاكل فتقوم بنشرها دون مراعاة لأصحابها وفي ذلك أذى ومنهن من تكون حملاً ثقيلاً على كاهل الجيران إذا كانت تهوى المشاجرة والنزاع على أتفه الأسباب فتثور بالدعاء عليهم، وأخرى تحسد جيرانها على ما آتاهم الله من فضله فتكون أداة الانتقام لديها لساناً حاداً من الغيبة والسخرية يجرح ويدمي. ومثل هذه العينات من النساء يخشى عليهن مآل تلك المرأة الواردة بالحديث الذي جاء في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قَالَ رَجُلٌ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ :هِيَ فِي الْجَنَّةِ).تحذير شديد لمن تسول له نفسه إلحاق الضرر بجاره، فاللسان الموبوء يمحق العمل على كثرته وعلى العكس حسن الخلق مع الجار هو المطية إلى الجنة على الرغم من قلة العمل كما في الحديث. فلنحذر من إيذائه لأنه محفوظ بنصوص تعكس الضرر علينا وأيضاً ليس من خلق المسلم إيذاء الآخرين أياَّ كانوا.

* بريدة
المصدر :جريدة الجزيرة
23/10/2009

 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط