اطبع هذه الصفحة


لنعيش مع الصحابيات

العفو والصفح ..

بدرية صالح التويجري

 

إشراقة

وكانت أم حبيبة - رضي اللَّه عنها - تحرص دائمًا على مراقبة اللَّه - عز وجل - وابتغاء مرضاته، فعَنْ عَوْفِ بنِ الحَارِثِ:سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُوْلُ: دَعَتْنِي أُمُّ حَبِيْبَةَ عِنْدَ مَوْتِهَا، فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ يَكُوْنُ بَيْنَنَا مَا يَكُوْنُ بَيْنَ الضَّرَائِرِ، فَغَفَرَ اللهُ لِي وَلَكِ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ.فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكِ ذَلِكَ كُلَّهُ، وَحَلَّلَكِ مِنْ ذَلِكَ.فَقَالَتْ: سَرَرْتِنِي - سَرَّكِ اللهُ -.وَأَرْسَلَتْ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لَهَا مِثْلَ ذَلِكَ."

ومن الإشراقة نستضيء

لنتوقف عند أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها ..وكيف كانت تخاف الله وتراقبه في أفعالها ..للنظر كيف اهتدت بعقلها الواعي وقلبها المحب لله إلى المسامحة والعفو و كيف بادرت بهذا الخلق في حياتها ..إذ لابد من زلات بين الضرائر لكنها جعلت من العفو والتسامح خاتمة علاقتها بزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس في تلك المبادرة المباركة منها خطوة حسنة للضرائر ..يتخذنها قدوة فيبادرن إلى خلق التسامح والعفو..ويكن هناك شيء من سعة الصدر ومسح ما كان من خلافات والتي لا يسلم منها احد ..فجميل ان تطوى صفحات تلك الأيام بذكرى طيبة تدل على عقلية سامية مترفعة عن الضغائن والمكائد والتي مع الأسف تعمد إليها بعض الزوجات حيث تدخل الحياة الزوجية بقلب مليء بالحقد والكراهية لضرائر الأخرى . تعمد إلى كل خلق سيء غيبة أو نميمة ..تجسس أو حسد .حتى ينقضي العمر على هذه الحال السيئة ومؤسف أيضا أن تتربى الفتيات على هذا الخلق من الأم ..فالمسارعة أيها الزوجات إلى نبذ الخلافات وإحلال الطيبة ورحابة الصدر مكانها وهي والله أخلاق المسلم الذي يرجو ما عند الله .

 

بدرية التويجري
  • مقالات
  • شدو البلابل
  • لنعيش مع الصحابيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط