اطبع هذه الصفحة


وسائل التواصل (١)

أ.بارعة اليحيى
@bareah12

 
الحمد لله رب العالمين، وبعد
لا ينكر عاقل ما في بعض وسائل التواصل الحديث من فوائد: قربت البعيد، ووصل عن طريقها القريب والصديق، ونشر فيها القول السديد.

لكن حديثي حول ظاهرة خطيرة بدأت تستشري من خلال تلك الوسائل؛ ألا وهي سرقة الأوقات والإخلال في فقه الأولويات.
فأهملت الأسر والبيوتات
وضيعت الصلوات
وضعفت أواصر العلاقات
وبدأت تنخر في القلوب العداوات

لا أحب اللغة التشاؤمية والنظرة السوداوية؛ لكني أتحدث من واقعٍ نعيشه ونسمعه؛ فحينما نقطع مع هذه الوسائل الساعات تلو الساعات؛ فتضيع الحقوق والواجبات للعبد مع ربه فيما يتعلق بالصلوات على وقتها وتلاوة القرآن، والزهد في كثير من النوافل وأبواب الخير، وكذا مع والديك فتجلس وبيدك الجهاز تنتقل بين البرامج مما يعارض أبجديات الحوار والاستماع، وهو مع ذلك ليس من الأدب في شيء، وكذلك الأطفال الذين يضيقون ذرعا بحال والديهم مع تلك الأجهزة؛ فلا يجدون وقتا للحديث معهم،ونثر حاجاتهم ورغباتهم.

بل ربما تسببت تلك الأجهزة بأمراض القلوب من الحقد والحسد وسوء الظن،وانعدام الرضا والقناعة باللهث خلف الماديات وقلب الكماليات إلى درجة الضروريات؛ فضلا عن ما تسببه من أضرار صحية.

والأدهى والأمر بمتابعة التافهين والفارغين، ممن يبثون سموم الشبهات والشهوات في التشكيك في العقائد والثوابت، نشر الفكر العقدي الوافد أوترويج للفحش والبذاءة، ومجاهرة بالمعصية وقلة للحياء والأدب.

وفي ختام حديثي

أقول لك اغتنم خمساً قبل خمس، ولن تزول قدمك يوم القيامة حتى تسأل عن عمرك وشبابك؛ فاملأ خزائن أيامك ما يسرك يوم لقائه،وتخفف من وسائل التواصل ما استطعت، ولتكن لك عناية بفقه الأولويات.
‏التفت لعباداتك، وتفقد علاقاتك مع والديك وأهل بيتك، وانظر في أهدافك وطموحاتك
‏وقتك أثمن ما تملك، والتوازن مطلب.

وسائل التواصل (٢)

 

أ.بارعة اليحيى
  • مقالات
  • كتيبات
  • تصاميم
  • مختصرات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط