اطبع هذه الصفحة


والداك والسفر! (١)

أ.بارعة اليحيى
@bareah12

 
السلام عليكم ورحمة الله

حدثتني امرأة كبيرة في السن امتن الله عليها بالأولاد والبنات، فقالت: "أتمنى أن أسافر وأرى مكة، أتمنى التغيير عن جو المنزل، أشعر أني لو خرجت ستقل لدي نسبة الأوجاع والأمراض".
-هكذا قالت بلسانها مع نقل ألفاظها للعربية الفصحى-

بحكم أننا في الإجازة ويكثر فيها السفر ؛ هناك فئة يُغفل عنها أو لا يُنتبه لها تفريطا أو نسيانا وهم الوالدان.
إن من أبواب البر أن تتفقد احتياجات والديك وإن لم يصرحا بذلك؛ لأن تصريحهما لك يعني الوجوب!
فكثيرٌ من الآباء والأمهات يغلب عليهم الرحمة والشفقة بأولادهم فلا يخبرونهم عما في نفوسهم من الرغبة بالسفر أو حتى التنزه للمكان الذي يرغبانه ويفضِلانه.

لا يعني كون الآباء والأمهات كبار بالسن أنهما ليسا بحاجة أو ليس لديهما الرغبة بالخروج والتنقل!

لكنهما يكتمان هذا الأمر، وقد يشيران إليه تلميحا ؛ لكن قد لا يفهمه الأبناء أو لا ينتبهان له.
ليس بالضرورة سفرا بل تفنن في إسعادهما بما تعلم أنهما يحبانه من أخذهما لمكان يناسبهما
في اجتماع في استراحة مثلا أو دعوة لغداء في مطعم فاخر أو ...

قد يظن بعض الأولاد والبنات أن الوالدين حينما يكبران فإنهما لا يحبذان الخروج ويفضلان المنزل؛ قد يكون هذا؛ لكن التغيير مطلب، بل قد يكون سببا للتخفيف من آلامهما !

اقتربوا منهم اكثر لتتعرفوا على رغباتهم والأماكن التي يحبذونها ، اشركوهم في رؤية بعض المناظر والمناطق لتستنبطوا مدى انجذابهم وتدخلوا السرور على قلوبهم!


وحددت السفر ابتداء لأن لدى كثيرا من الآباء والأمهات شوق شديد للحرمين لطول العهد بهما.

ثم إن أحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم.
فكيف حينما يكونا والداك؟
أي أجر وتوفيق وسعادة ستأتيك بعد هذا البر!؟


وأعلم يقينا أن نماذج البر المشرقة مما نسمع ونرى كثيرة؛ وهي الأصل ولله الحمد.

لكني أردت في مقالي هذا التذكير لمن غفل أو انشغل، والذكرى تنفع المؤمنين.

والداك والسفر! (2)
 

أ.بارعة اليحيى
  • مقالات
  • كتيبات
  • تصاميم
  • مختصرات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط