اطبع هذه الصفحة


سيوف الهند .. واختشبي !

إكرام الزيد

 
مناسبة القصيدة ..
ليست المناسبة موقفاً أو حدثاً كبيراً مما يُعتاد توثيقه بالقوافي ، ليس الأمر سوى أنني رأيتُ سيفاً جميلاً معلقاً .. كان منقوشاً وبهياً .. تزهو عليه : لا إله إلا الله محمد رسول الله .. كان سيفاً رائعاً ..
لكنني تألمت .. أنّه كان من خشب !
___________________________
 
نسيتُ براعة الأدبِ !
قضيتُ وما انقضى عجبي !!
 
أتيتُ أجرّ قافيتي ,
فصاح الشعر .. واجدبي !
 
* * *
بذاك الصبح من رجبٍ
كصبح الورد والعنبِ
 
مضيتُ أزورُ صاحبتي
أريها صورة السحبِ
 
وخلف السُحْبِ قد رُسمتْ
ذكاءٌ ..  دونما لهـبِ
 
وطبعاً طفلة سمرا
تصبُّ الماء  في القربِ !
 
دخلتُ أجرّ أذيالاً
وأرفع عالياً كعبي
 
وتهتف فيّ ضاحكةً
نعمتِ كثيرة الشغبِ
 
فأضحكُ من نوادرها
وأُضْحكُها.. وذا دأبي
 
جلستُ على نمارقها
أطالع غرفة الكنبِ
 
رأيتُ مزاهراً نصبتْ
أمام خريطة العربِ
 
رأيتُ السيف ..
فاشتعلتْ
حروفي .. وانبرى أدبي !
 
* * *
 
سيوف الهند واختشبي !
وغيبي غيبة الشهـبِ
 
وصيري زينة الجدران
فـوق خزانة الكتبِ
 
ففي أوراقهـا كُتبتْ
شريعة أزمن الكَربِ
 
سيوف الهند .. وابتئسي
وشقي الجيب وانتحبي
 
فإن أرجعتِ صـارمةً
فلن تهوين من نصبِ !
 
وإن هنديّة تحيـــا ..
فللرقصات واللعبِ !!
 
* * *
ذكرتُ غمامة الصبِّ ..
ولذتُ بسكنة التعبِ
 
على كفّي .. غفت عيني
أداري سورة الغضبِ
 
رأيتُ يديّ أجنحـة
وريـشاً لونه ذهبي
 
أرفرفُ مثل طوقاءٍ
أجوب خريطة العربِ !

الحلم:

عطشتُ فخرتُ ظامئة
وخفتُ غيابة الجبِّ ..
 
سألت الطفلة السمرا
تنوء بحمْلة القربِ
 
ألا أسقيـتني مـاء ؟
وقد أُعييت من سغبِ
فقالت: ليس يبْلغكم
سوى الأموال والنسب
 
فإن أعدمتِ إحداها
_يا طوقاء_ فانتعبي !
 
* * *
مضيتُ .. ومثقلاً عجبي
أصمُّ لضجّة اللجبِ
 
أحطُّ على بواسقهم
وربَّ بواسق جُدُبِ !!
 
إذا ما اهتزّ أغصانٌ ..
ذكرتُ حكاية الخشبِ
 
إذا ما أسكبت غيثاً
أقول لأدمعي انسكبي
 
إذا ما ظللت أمناً
أصيح فرائصي ارتعبي
 
إذا ما سال أودية
رجوتُ يباسة الشُّعَب
 
إذا مازال سائلنا
يريد إجابة النجبِ
 
يروم العلم مجتهداً
تجوز دباغة الأُهبِ ؟!!
إذا الحجاج قد سقيوا
وأَعْمَر واسع الحسبِ
 
تلوت الآي تبجيلاً
يماريني  أبـو لهب:
 
وإني قد سقيتهمُ
وإني عالي الرتبِ
 
فأرجع نحو قرآني
وأبحث فيه عن طلبي:
 
جهاد ليس كالسقيا [1]
تبابٌ ليس كالتَّربِ ![2] 
 
* * *
مضى فرسان شعواء
وظلّ فوارس الخطب !
 
صليل السيف يا أمساً
ويا رهباً على رهبِ ..
 
زئيرك صار أنغاماً
ليذكي نشوة الطربِ
 
سيوف أم عصيات ؟
أليس العود من خشبِ ؟؟
 
* * *
سأمضي مقفراً دربي
كرهت حكاية الحبِّ !
 
أتوه كفاطم ثكلى
أطار الثكل باللببِ
 
فلا يوماً أرى صفواً
ولا أروى من العَذِبِ
 
وأصرخ دون قافية
ديار أحبّتي  .. اغتربي
 
وصيري ..
مثلما صارت
سيوف الهند من خشب !
 
 
إكرام الزيد – 1423 هـ
 

-------------------------------------------
[1]  إشارة إلى قوله تعالى: " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" التوبة_9
  [2] التباب من قوله تعالى " تبّت يدا أبي لهب وتب " ، والترب من قوله صلى الله عليه وسلم: " فاظفر بذات الدين تربت يداك "
 

إكرام الزيد
  • مـقـالات
  • قصص
  • قصائد
  • أفكار دعوية
  • ردود وتعقيبات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط