رفعت الأقلام وجفت الصحف أيتها المقاطعة ..

إكرام الزيد

 
قبل فترة، رفضت إحدى المجلات المعروفة أن تستلم تقريراً من إعداد أحد أعضاء هيئة تحريرها عن مقاطعة الدنمارك بعد التعدي على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بحجّة أنّه قد وصلها اليوم ( تعميم من وزارة الثقافة والإعلام يقضي بمنع نشر أي مادة صحفية عن المقاطعة في أي مطبوعة سعودية، وهذا التعميم يشمل التحدث عن ردود الأفعال أو الخسائر بالأرقام أو ذكر االمنتجات أو غير ذلك، وكذلك منع أي مواد معدة للنشر كانت المطبوعة تعتزم نشرهـا!) .

ولا ندري، هل هذه خطوة جديدة من وزارة (الإعلام!) لكبت الإعلام الصادق، وتثبيط الهمم العالية، وتسكين المشاعر المتأججة، وإماتة الموضوع المتجدد؟!
وإلى أين تسير بها هذه السفينة، التي ينفرط عقدها رويداً رويداً .. بدءاً من عقد الندوات التضليلية، وتصدير الرويبضة، كما رأينا في معرض الكتاب ورأيتم، حين أعلنوا أنّ وزارة التعليم العالي تستلم تنظيمه، فاستعمله فعلياً ممثلو وزارة الثقافة والإعلام وهذا الوزير على رأسهم ومن ورائهم يؤزّهم أزّا، وحتى لا يتعارض اسم وزارة التعليم العالي مع الموجودين، أتوا بأكاديميين يمثلون توجه وزارة الثقافة والإعلام ويتعاونون مع صحفها وتوجهها (كالرياض والجزيرة!) ..

أوما كفاهم عقدهم وحلّهم وتصديرهم من شاؤوا وإقصاءهم لمن شاؤوا، وتجييرهم ثقافة الحوار التي يتشدقون بها .. كي يأتوا ويتدخلوا في مشاعر الناس .. وفي غضباتهم الأبية من أجل نبيّهم العظيم –صلى الله عليه وسلم- ؟؟! أوَ ساءهم توحد كلمة المسلمين على الحب الطاهر الشريف..فأرادوا وأد أسباب اضطرامه في قلوبهم؟! وهل يظنون أنّ التعميم بعدم الحديث عن المقاطعة سيقتل الأمر؟!

وإن كانوا يظنون أنّ النصرة بالشعارات، فلينظروا إلى الملصقات على السيارات، والقمصان القطنية تضج فيها: فداك أبي وأمي، واللواصق على الجدران والأبواب على أعمدة الإنارة وأبواب الدكاكين .. عدا عن المظاهرات في كلّ مكان في الدنيا (إلا في السعودية طبعاً) !

هذا، وإنّ النصرة في ذلك .. ومزيد عليه! فهاهي الدروس تعقد في المساجد لنـا، والكتب تشحن إليهم بلغتهم تحدثهم عن سيرته، والعالم يضجّ من شرقه لغربه، وكلّ يتساءل .. من محمّد؟ اسم كتب له الخلود من قبل ومن بعد – يا من نشكّ بحبهم لنبيهم وهذه أفعالهم - .. ولئن رأت الوزارة بتعميمها هذا أنّها تحجب الشمس بغربال فإنّا نقول لمن يحمل الغربال: امضوا في غيّكم تعمهون .. فإنّ أمدكم قصير، وعهدكم بائد، وإنّ موعدكم الصبح ..

أليس الصبح بقريب؟!

1428هـ