اطبع هذه الصفحة


يـُـسعدني وجوده و يسرّه تواجدي !!

كتبته : فجر الأمل

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حينما خلقَ الله الناس ، جعل كل جِنس محتاجاً لصاحبه ..
فالرجُل يحتاج لامرأته و المرأة بحاجة ماسة و شديدة لزوجها .

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا }

تظل الفتاة في بيت أهلها صابرة و تمتنع عن الحرام و ترفضه ..
حتى يهيئ الله لها زوجاً تأنس به و تجِد فيه بغيتها .

فلمّا تصل إلى نهاية محطة العزوبية فإن أسعد خبر تسمعه حين يُقال لها تقدّم لكِ خاطب ..
حينها تبدأ ترسم الآمال و تخطط كي يصبح الحلم واقعاً على أرض مملكة بيتها ..

تتخيل ذلك الخاطب الذي يأخذ بيدها حيث الأمان و الحنان ..
تتلهف لرؤيته و معرفة كل شيء عنه ..

تعدّ الساعات التي ستغادر فيه بيتَ أهلها و تسكن وطن زوجها
حتى لو اختلف الحال ؛ و لو قلّ عن ما في بيت أبيها ..
و كأنها تقول :

لَبيْتٌ تخفِقُ الأرواحُ فيهِ = أحبَّ إليَّ مِن قَصرٍ مُنيفِ
و لِبْسُ عباءةٍ و تَقرُّ عيني = أحبَّ إليّ مِن لِبْسِ الشفوفِ
و أكْلُ كسيرةٍ في قـعْرِ بيتي = أحبَّ إليّ مِن أكلِ الرغيفِ

و حين تُعلَن ساعات الفرَح ثم ينقضي ليلُ المهنئين ، و تذهب العروس إلى حيث السُكنى و الأُنس ..

هناك !!

تجِد الشيء العجيب ..
زوجٌ فَظ ؟!
و لسانٌ حاد ؟!
و قلبٌ أُخِذ منه نُسخة حَجر !!

كانت تفرح و تسعد بوجود زوجها
و لست أدري أهو يسعد بتواجدها !

والله قصص مؤلمة أراها في الواقع ..
قصصٌ ..
تحطّمت فيها آمال الزوجة على صخرة الزوج !
و انطفأت نيران الشوق بماء جمود الزوج ..

نَعم هي ليست السائد في الحياة
لكنها موجودة في بيوت المسلمين ؟!
وكأن الرَحمة انعدمت مع المودّة !

انقلبت الحياة مِن المودة و الرحمة ، إلى الرُعب و الترقب و التوجّس ..
مُحيت معالم السُكنى إلى الفوضى !

تظل الزوجة خائفة تترقب بطش زوجها بأي لحظة ..

و كأنّ الأزواج نسوا { وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ }

قصص رأيتها و عايشتها ..
تبكي حتى الحجر !

و كأنه يتعامل مع جِنس البهائم ، لا جِنس الإنسان ..

زوج ..
يضرب زوجته لأتفه سبب .

زوج ..
يُسجن في قضية ، فلمّا خرج احتفلت به زوجته
فما قال لها كلمة واحدة أو شكر صنيعها !!

زوج ..
يحرم زوجته من أهلها .

زوج ..
يسخر بزوجته أمام أهله .

زوج ..
قد جعل مِن جسد زوجته لوحة ( لعقاله ) حفر به معالم على جسدها الغض !

و أمور ، تجعل الزوجة تقف حائرة مع هذا الزوج ..
أتتركه و تعود مِن حيث أتت ؟؟
أم تسعى لإصلاحه ؟؟

إحداهن حين قيل لها :
لماذا لا تشتكـِـين لأهلكِ ؟ أو تعودين إليهم ؟

قالت بكل أسى ؟
الحياة في بيت أهلي قاسية !
و لا أستطيع أن أعود إليهم برغم بُغضي لزوجي ؟!

فيستغلّ الزوج ذلك ليمارس معها فنون الأذى النفسي و الجسدي !
{ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ }

نقرأ و نسمع عن أمور الحُب في الحياة الزوجية ..
ثم نغفل أو نتغافل عن مثل هذه الفئات المضطهدة و لا نتعاطف معهم ..

و المرأة كائن ضعيف رقيق
تأسرها الكلمة و تفعل بها الأفاعيل ..

إن فُعـِـل بها ما فـُـعــِـل ، ثم جاءتها همسة اعتذار ..
فإنها تسمح و تعفو ..

الزوجة حين تختار أن تكون زوجة فهي تبحث عن الاستقرار ..
تبحث عن الأمان ..

لا تتزوج إلا و هي راغبة أن تكون زوجة لرجُل يقدّر كيانها ..

قد تتحمل النقص و العيب ..
قد تتحمل شظف العيش ..

كل هذا كي تستقر .

حين تخرج الفتاة من بيت أبيها فهي لا تتمنى أن تعود أبداً ..

حين يختار قلبها و عقلها ذلك الخاطب ..
فهي تسعى كي تنال رضاه .

هكذا هُم الزوجات الصالحات .

لكن حين يقصف الزوج تلك الأحلام بشدّته و قسوته ..
فإنها تــُــدمّر تدميراً شاملاً !

قد كانت تقول :
و إنَّ طَرْفي لموصولٌ برؤيتهِ = و إنْ تباعدَ عن سُكناي سكناهُ
ياليته يعلم أني لستُ أذكره = و كيف أذكره إذ لستُ أنساهُ

و اليوم تقول :
لقد كنتُ أخشى عادي الموت قبلُ = فأصبحتُ أخشى أن تطولَ حياتي

لولا ضُعف المرأة ما شبهها عليه الصلاة بحال الأسير و قال :
[ فإنهن عَوانٌ عندكم ]

و لولا ضـَـعفها و علمه عليه الصلاة و السلام أنه قـَـد تُظلَم ما قال :
[ اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة ]

و لولا انكسار المرأة و حاجتها ما قال عليه الصلاة و السلام :
[ استوصوا بالنساء خيراً ]

و حين علِم عليه الصلاة و السلام طبيعة المرأة و تقلّب حالها ، قال عليه الصلاة و السلام :
[ فإنهن خُلقن مِن ضلعٍ أعوج ........... ثم قال : فإن ذهبتَ تقيمه كسرته ]


باتت حياة بعض الزوجات ..
كساحة قتال !
تترقب فيها الهجوم بأي لحظة ؟!

حتى بات كثير من الفتيات يتناقلن أخبار تلك الزوجات
ثم يُردد على الألسن عبارة ( لا للزواج !! )


أخيراً ..
لا أريد أن يُفهـَـم مِن الموضوع أنه إجحاف لمكانة الزوج ..

إنما عرضت صورةً لحالات موجود بيننا ، و لكننا قد نغفل عنها أحياناً

و أردت بالموضوع تنبيه للمصلحين إلى ضرورة معالجة الزوج ! و معالجة أفكاره ..
قد لا يكونُ الزوجُ شرساً ، و لا يـُـسرّ بتعذيب زوجته ..
إلا أنــّـه دخلَ الحياة الزوجية و هو يظن أنّ الصواب أن يتعامل مع الزوجة بالعُنف و الضرب !
أو يتعامل معها على أنه شيء غير أساسي ، و إنما وظيفتها هي الإنجاب

و عندما تُصحح له المفاهيم ، ربما يتعدّل حاله .

** تنبيه مهم ..
بعض الأزواج حين يسأل عنه أهل الزوجة فإن الناس تمدحه بأخلاقه و دِينه
و هذا حق ..
لكن يكون له تصوّر خاطئ عن المرأة و هذا ربما لا يعرفه الناس
و لا يُكتشـَـف إلا بالعـِـشرة مع زوجته .

============================

ملاحظة ::

التواجـُـد ..
مأخوذ مِن الوَجـْـد ، و هو الحُزن .

يُقال : فُلان متواجـِـد .. أي حَزين .


كتبتــْـه
خبيرة .


 

فجر الأمل
  • الحياة الأسرية والزوجية
  • العام
  • خواطر مِن فيض قلبي
  • همسات للقوارير
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط