اطبع هذه الصفحة


فائدة بريالين

كتبته : فجر الأمل

 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

المسلمون في جميع شؤون حياتهم يسعون إلى رِضا الله عز و جل ..
حتى العُصاة ! و إن ارتكبوا ما ارتكبوا ، فإنهم لا يتمنون سخطَ الله عليهم
و لو سألتِ مسلماً عاصي .. أتحب ان يرضى عنك ربُّك ؟؟
لقال بكل صِدق : نعم
و لو سألتــِـه : أتريد سخطَ الله ؟؟
لقال بكل نفور : أعوذ بالله و من يريد سخطَ الله أو يتمناه .

إذاً ..
نحنُ في كل الأحوال و بجميعها ، نسعى لرضى الله و نيـْـل محبته ..
عرفَ الطريق لرضاه سبحانه مَن عرف ، و جهِل مَن جهِل ..

و المسلم مع سعيه و عمله و تقربه إلى الله بالصالحات ..
فهو مايزال خائفٌ وجِل ..
يخافُ أن لا يُقبَل منه ، و يخافُ من العُجْب أن يدخل قلبه ..

فعمله دائماً يكون بين رغبةً و رهبة ..
و يقوده الحُبّ لله إلى العمل ..

و حتى تطمئن نفسُ المؤمن و ترتاح..
فقد أعطاه الله دلائل ، يستدلُّ بها على محبته و رضاه
و أخبر الله بها عباده في كتابه و في سنة رسوله صلى الله عليه و سلم

و سُئل الشيخ محمد المنجّد - وفقه الله و حفظه – عن ذلك

و كان السؤال :
هل من شيءٍ يدل العبد أن ربه راضٍ عنه ؟؟؟؟

و كان جوابه – سدده الله و زاده فِقهاً و عِلماً -

الحمد لله

من علامة رضا الرب عن عبده : أن يوفقه لفعل الخيرات ، واجتناب المحرمات ، ومصداق هذا قول الله عز وجل { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }
وقوله تعالى { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }

أما إذا خُذل العبد عن فعل الطاعات واجتناب المحرمات - والعياذ بالله - فإن ذلك دليل على عدم رضا الله عن العبد

وقد بيَّن الله في كتابه أيضاً أن علامة رضا الله عن العبد وعلامة هدايته أن يشرح صدره للهدى والإيمان الصحيح ، وعلامة الضلال والبعد عن الصراط المستقيم الضيق والحرج في الصدر قال الله تعالى : { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } الأنعام / 125

قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى : { فمن يرد الله أن يهديه ... }
قال : " يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به "

تفسير ابن كثير( 2 / 175 )

وأيضاً من علامة محبة الله للعبد ورضاه عنه أن يحببه إلى عباده روى البخاري ( 3209 ) ومسلم ( 2637 ) عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ إذا أحب الله العبد نادى جبريل أن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء أن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض ]

قال النووي :( ثم يوضع له القبول في الأرض )
أي : الحب في قلوب الناس ورضاهم عنه ، فتميل إليه القلوب وترضى عنه ، وقد جاء في رواية
( فتوضع له المحبة )

. اهـ

و بعد هذا الاستعراض ..
أفلا يجدرُ بنا أن نسأل عن سبب أو أسباب لجلب رِضا الله و محبته ؟؟

طبعاً القيام بالواجبات و المستحبات و ترْكِ المنهيات ..
كلها أسباب تستجلبُ رضا الله سبحانه

لكن ما أريدُ أن أنبّه إليه هو أمر ، ربما نفعله كل يوم ، لكن قلمّا نتنبّه أن يستجلب رِضا الله

و هذا الأمر لا يكلّف إلا ريالين !
و أحياناً ريال واحِد فقط !

إنه السواك ..

كم مرة نحتسِب هذا الفضل حين نرفعُ السواكَ إلى أفواهِنا ؟؟

يا غالية ..

إذا أمسكتِ بالمسواك و رفعتِ إلى فيكِ و نظفتِ به أسنانكِ
فاستحضري أنّ هذا العمل يرضي الله عنكِ ..

ففي الحديث [

و تخيلي إذا رضي الله عنكِ ؛ أيُّ خيرٍ ستجنين ؟؟

إن كنتِ مظلومة .. كفاكِ .
و إن كنتِ مهمومة .. فرّج عنكِ .
و إن كنتِ خائفة .. كان معكِ و أمّنكِ .
و إن كنتِ متعبـَـة .. أعانكِ .
و إن كنتِ مغمومة .. شرحَ صدركِ .

إنه لعملٌ يسير ، به تستجلبين رِضا الله ..

فيا لسعادتكِ إن رضي الله عنك .


كتبتــْـه
خبيرة


 

فجر الأمل
  • الحياة الأسرية والزوجية
  • العام
  • خواطر مِن فيض قلبي
  • همسات للقوارير
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط