ما عندي شيء أُحسَد عليه !

كتبته : فجر الأمل

 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كنت جالسة مع زوجة أخي و قالت لي و هي تنظر لجوالها و تقرأ في رسائله :
اختاري رقم مِن واحد إلى اثني عشر .. لتري على ماذا يحسدكِ الناس ..

فاخترت رقم مِن الأرقام ..
و الرسالة طبعاً فيها نوع مِن الطرافة .

قالت : سأرسل الرسالة لفلانة و أرى أيَّ رقمٍ ستختار..

بعد لحظات وصلت رسالة لجوال زوجة أخي مِن فلانة المُرسل إليها
قالت زوجة أخي : فلانة تقول (( ما عندي شي يحسدوني الناس عليه )) ؟!!

فنظرتُ بتعجّب لزوجة أخي و قلت لها : أخشى والله أن يحاسبها الله على هذه الكلمة

ثم قلت : كلميها بلطُف و قولي لها ، أنّ لديها أشياء كثير تُحسد عليها
يحسدها الكـُفار على أن جعلها الله مسلمة و هداها للإسلام ..
يحسدها نزلاء مستشفى النقاهة على صحتها التي تتمتع بها ..
يحسدها الفقراء على المال الذي تملكه و الطعام الذي تأكله ..
يحسدها أهلُ العُقم على الأطفال الذين رُزقتْ بهم و هم محرومون ..
يحسدها أهل المشاكل على أهلها الذين يكرمونها و يعاملونها بلُطف ..

و يحسدها ، و يحسدها ..

قولي لها : أنّ لديكِ مِن النعم ما لا يحصيه إلا الله حتى لو ابتلاكِ الآن بمصيبة ترينها مِن أكبر المصائب في حياتك .


فأقول معلقـّة على حال هذه المرأة :
أننا دائماً ما نطلب المفقود و نجحد الموجود !!

نعم ..
في وقتٍ ما ، قد ينزل الله علينا بلوى أو مصيبة ..
قد يسلب مِنا نعمة ..
قد يحلُّ بنا بليّة ..
لكن لا يعني هذا أننا محرومون مِن كل شيء ..

بل مِن لُطف الله بنا أنه يسلبنا شيء ، ثم يعوّضنا بأشياء و أشياء
و لكن لأننا نركّز على هذا المفقود فإنَّ أعيننا تغيب عن ما تفضّل الله به علينا .

إن جحود نعمة الله يغضب خالقها و واهبها ، فيسلبها مِن صاحبها و قد لا تعود .


ثم أقول :
أنّه جمعتني عِدة لقاءات بهذه المرأة ، فلا أراها إلا متبرمة و كثيرة الشكوى !!
لا يعجبها شيء ، معترضة على ما أصابها و لا تحمد الله على كل حال ..

و حصل مني نصيحة لها و وجهتها للطلب مِن الله و دعائه وحـْـدَهُ و الشكوى له وحـْـدَهُ
فلعلَّ الرحمن الرحيم يكشف السوء و يرفع البلوى ..
لكنها لا تستجيب ؟!

و أقول :
هكذا هُم الشاكون الساخطون ..
لا يرون نِعــَـم المـَـنان ..
و يتركون دعاءَ الرحمن ..

و الله سبحانه يحب مِن عبده الشُكرَ و الصبر

و [ ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ] كما جاء في حديث أبي هريرة الذي رواه عن الرسول عليه الصلاة و السلام

و الأول يقول :
اللهُ يغضبُ إنْ تركتَ سؤالهُ = و بَنيَّ آدمَ حينَ يُسألُ يَغضبُ

فكيف إذا جمعَ العبدُ مع تَــَـرْكِ السؤال ..
تَــَـرْك الشكر و الصبر ؟؟

نعوذ بالله أن نكون مِن الجاحدين ..

{ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ } يونس