اطبع هذه الصفحة


يا قناة المجد ( فإذا المبسوط مِــنـّـا ... بين جنبيهِ قــُـرُوحُ ! )

كتبته : فجر الأمل

 
فِكرة هذه الخاطرة راودتني منذ أشهر ..

قصتها بدأتْ عندما كنتُ أشاهِد برنامج ( غرائب الهِند ) بقناة المَجد
وقتها عرضوا مشهداً لفئة الهندوس ، و طُرق عبادتهم و صرفهم للعبادة لغير الله
و رأيتُ بنفسي كيف حَجَّ بعضهم بألبستهم الحمراء ! و كيف يتقربون إلى الآلهة الصنم
و أفضـَـلـُـهم مَن يمشي زحفاً إليها ؟!
ثم عُرِضتْ خرافاتهم و اعتقاداتهم في أمواتهم ..
و نسوا الله خالقهم و رازقه و المنعم عليهم ..

تقول الخاطرة ..

ألبسةٌ حمراء ..
و زحْـفٌ على الرمضاء ..

يرجون قــُـربا ..
لصنمٍ يظنـّـونه ربّا ..

كنتُ صامتة و بعينيّ أشاهِد التلفاز
أرى مَن تاه عقله ، و عبثَ بفِطرته ..

فتذكّرتُ مَن له بلاء ..
يسأل الله له الجلاء ..

فقلتُ بصوتٍ غير مسموع
و مِن قلبٍ مؤمنٍ بالله و راجٍ لرحمته ..

قلتُ كلماتٍ لم يسمعها إلا ربي خالقي ..
كلمات بها حمدٌ و شكرٌ لرازقي ..

اللهم لك الحمد و الثناء الحسـَـن ..
أبثها مِن قلبٍ يصيبه فَرحٌ و قد يصيبه الشجـَـن ..

اللهم لك الحمد فقد صيّرتني لك موحّدة
و وفقتني لك ، و توجهّتُ بكُلي إليك ..

تصيبنا بلايا و كروب ..
تعظُم علينا مصائبٌ و خطوب ..

لكن بعدما شاهدتُ عبّاد هذه الدُوَل ..
أقول : كل مصيبةٍ بعهدمُ جلل ! ..

ينزِل بلاء .. ترتفِع نِعمة
تحلُّ بنا الرزايا ، و تفتُّ أكبادنا فـتـّـا

ثم ينعِم الله علينا بنعمٍ تترى ..
يحرمِنا واحدة و تأتينا نـِـعمـُـه واحدةً بعد الأخرى ..

إن نزل الصبرُ ..
بعد تكدّر الفِكرُ ..

فالصبرُ نعمةٌ لا ينالها كل أحد
فإذا ما صبرت ..
أتتك نِعمة ثانية

هي سكينة النفس ..
تسلّيـِـك في يومك و الأمس ..

ثم تأتيك نعمةٌ كُبرى ، هي الرِضا ..
الرِضا مِن بعد القـَـضا ..

فإذا ما رُزقِت بهذه الثلاث
ثم وفقك ربُّك لدعائه وحده دون سواه

فقل : اللهم لك الحمد ..
أنت أهلُ الثناءِ و المَجد ..
ملء السمواتِ و الأرض و ملء ما شئتَ مِن شيء بعْد ..
و كُلنا لك عَبد ..


مشهدٌ منه قلبي تمزّق ..
و دَمٌ مِن قلبه بعروقي تدفّق ..

ماذا يكون البلاء ..
و ماذا تكون الرزيّة ..

إذا حملنا حُباً لله و ولاء ..
و حملنا أنفساً زكيــّـة ..

أيخلقهم ربهم و يعطيهم ..
ثم يجعلون الشيطان في شـَـرَكــَـهِ يرميهم ؟!

أيها المسلم المفجوع ..
يا صاحِب النحيبِ و الدموع ..

اكتم حُـزنك ..
و ( جفف ) جَفنك ..

فإذا ما خلوتَ بمولاك
و أُطفئتْ سُرجُ الناس

فاترك العنان لقلبك كي يبث الشكوى ..
لربٍ يعلمُ الســِـر و هو يعلمُ النجوى ..

دعْ عينكَ تبكي بين يدي مدبّر الأمور
و مَن له ملكوت كل شيء .. محيي الأرض البور ..

فاشكُ همّك
و ارفع حاجتك للأحد الصمد
و اطلبه ما عنده ..

اشكُ له سوءَ فِعلك
و أنّ ذنبك جرَّ عليك داءً و وباء ..
فلمّا أذنبتَ حلَّ عليك البلاء ..

اشكُ لـِـمَـن لا يـَـمنعُ عنك بُخلا
و لا يُظلمُ عِنده أحدا

قل : اللهم هذا البلاء حرّق قلبي
و تفطّر منه كبدي ، و التاع جوفي
اللهم برغم البلاء المقيت ..
إلا أني أحمدُك أن وفقتني لك وحدك .

فأناجيك ..
و أناديك ..

فغيري قـُـلبـّـت لهم الأمور ..
فقصدوا أوثاناً و قصدوا قبور ..

و أنتَ يا الله وفقــّـتني للتوحيد
فكُل مصيبةٍ عندي تهون إن ما صيرتـَـني بك موحّدا
و كنتُ مسلماً موفـَـقاً مُســَـدَدا

فتفاءل يا مسلم ..
تفاءل و لن تندم ..

و لا تظننَّ أن كل الناس في سعادةٍ و هناء ..
قد أُبعـِـد عنهمُ الهـَـم و زال الشقاء ..

فلئن قال أبو العتاهية :
فإذا المستورُ مِنـّـا = بين ثوبيهِ فضوحُ

فإني أقول :
فإذا المبسوط مِــنـّـا = بين جنبيهِ قــُـرُوحُ

و بعدُ ..

فيا قناة المجَد ..
قد تسلينا بكِ عنِ الوجَد ..

مِن بعدكِ أقول ..
كل مصيبةٍ بعد توحيدي جلل ..


كتبتـْـه
خبيرة


ملاحظة :
جاء في كتاب القاموس المحيط للفيروز أبادي
باب الطاء ، فصل الباء ..
يبسطه : نشره
بسط فلاناً : سرّه
=================

أمّا ( جلل ) ...
يعني : هيّنة .. و كلمة ( جلل ) من الأضداد

و لهذا الكلمة قصة ..

فقد مَـرّ رسول الله بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله بأُحد فلما نــُعــُوا لها قالت : ما فعل رسول الله ؟
قالوا : خيرا يا أم فلان ، هو بحمد الله كما تحبين
قالت : أرونيه حتى أنظر اليه . فأشير لها اليه حتى اذا رأته قالت : كل مصيبة بعدك جلل .
قال ابن هشام : الجلل يكون من القليل والكثير وهو ههنا القليل . ( البداية والنهاية )
والقصة في تاريخ الطبري ..
وفي الكامل لابن الأثير


مع الشُكر الجزيل مِن بعد الدعاء لِمن ساعدني في إيرادِ القصة الأخيرة للمرأة التي مِن بني الدينار

 

فجر الأمل
  • الحياة الأسرية والزوجية
  • العام
  • خواطر مِن فيض قلبي
  • همسات للقوارير
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط