اطبع هذه الصفحة


أنا أكره العبادات و الطاعات !!!

كتبته : فجر الأمل

 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تأملوا معي هذه المشاهد ..

المشهد الأول
رجل أو أب اتخذ مكاناً في غرفة منزله و حمل معه مصحفه و استعد و لقراءة آيات ربه و أخذ يقرأ و أنسجم مع الآيات و استمر في القراءة و فجأة فُتح باب الغرفة و إذا به طفله الصغير ذو الثلاث سنوات أو الأربع .. خطى خطوات نحو أبيه الحنون و أتى من خلفه و لف ذراعيه على رقبة والده و أراد أن يقبّله .. هو لا يعلم ماذا يقرأ والده و لمن يقرأ ..
لكن جرته رجليه و اشتاق لرائحة والده و قبلاته .. و فجأة يمسك والده بذراعه و يشده و يدفع به .. ثم يقطع تلاوته و ينظر إلى ولده نظرة حادة و يأمره أن يذهب إلى والدته .
فرجع الطفل يجر أذيال الخيبة و يرتمي في أحضان أمه ..
و يسأل سؤاله البريء : ماما ليش بابا زعلان مني ؟؟
فتجيب الأم بصراحة متناهية : لأنه جالس يقرأ قرآن .. عشان ربي يحبه .


المشهد الثاني
رجل أو أب ربما كان شارباً للدخان أو أنه هكذا صاحب مزاج عصبي .. و في عصر أحد الأيام كان جالساً أو واقفاً أو يمشي - لا يهم - المهم أنه أتاه ابنه الصغير ذو السبعة أعوام و أراد طلب منه طلب فارتفع صوت الوالد عليه ،، ثم أخذ ينتقد كل عملٍ بالبيت و يوبّخ هذا و ينادي ذاك بصوتٍ عالي و لا يعجبه العجب و ابنه الصغير يتأمل هذه المشاهد كلها و هو مستعجب .. أبي لا يكون هكذا ليلاً فما باله بالنهار ينقلب حاله .
فكّر و عرف أن الإجابة ستكون عند الأم .. فسارع نحوه و سألها بلهفة
أمي وش فيه أبوي يزعّق و يخاصم كذا ؟؟
قالت الأم : لأنه يا حبيبي صائم .. و تعرف أبوك إذا كان صائم !!


المشهد الثالث
رجل أو أب مرح جداً و يحب أن يلعب مع أطفاله و يلعبون معه ،، هم براعمه التي لم تتفتح و هو ماؤهم الذي لا يستغنون عنه يحبهم و يحبونه ،، يتحدث إليهم و هم منصتون و كثيراً ما يتحدثون إليه و هو منصت .
في أحد المرات و قبل صلاة المغرب كان الجميع في السيارة ذاهبون أو آيبون ،، و كالعادة لا تخلو مجالس سيارتهم الصغيرة من الحديث الودي و المرح البريء بين الوالد و أطفاله .. كان يجلس خلف الأب طفله الصغير صاحب الخمسة أعوام فاقترب من كرسي والده و وقف و أراد أن يفاجئ ألأب بلفتة جميلة فوقف خلف والده و قال :
بابا من أنا ؟؟ فلم يجد الصغير جواباً !!
فرفع حاجبيه مستغرباً ، ثم كرر السؤال .. بابا حزّر من أنا ؟؟
و الأب صامت !! و الابن زاد عجبه ماله أبي لا يجيبني
فقطع ذلك التساؤل صوت أمه الحنون و هي تقول : بعدين يا حبيبي ما تشوف بابا يقرأ أذكار المساء إذا انتهى رد عليك .


الحقيقة أن المشاهد الثلاثة السابقة كتبتها من نسيج خيالي لكنها تقع و لعلكم لاحظتم هذا .

السؤال المطروح :
ماذا ينتج عن هذه الأعمال ؟؟ أقصد ماذا سيحصل للابن إذا عامله والده في جميع الأحوال بشخصية و في وقت أدائه للعبادة بشخصية أخرى ؟؟

هنا سيعتقد الطفل أنه من حق الأب أن يعامل أطفاله بغلظة و جفاء طالما أنه يؤدي عملاً لله !!

سينشأ عند الطفل عقدة كره وقت العبادة إن لم تكن العبادة نفسها .
فأبوه طيب و حنون إلا إذا جاء وقت الطاعة .

بإمكان الأب مثلاً أن يقطع قراءته و يجيب ابنه و يبادله شعوره ثم يطلب منه بلطف أن اذهب إلى والدتك و أغلق الباب من خلفك .

و بإمكانه قطع الذِكر الصباحي أو المسائي ليجيب ابنه ثم يطلب منه بلباقة أني أريد أن أذكر الله و بعدها سأفعل لك ما تريد .

و قس على ذلك بقية العبادات .

إن إجابة رغبات الطفل حتى في حال الطاعة ينتج عنه أمور ...

الأول / أن الطفل سيحب العبادة لأنها لم تمنعه من أبيه .
الثاني / أن الطفل سيكون لديه إشباع كافي لما يرغب به فلا ينتظر مرور الوقت ليحقق ذلك .
الثالث / أن نفس الطفل لم تنكسر بسبب ذلك .

أستعرض معكم هذه الأمور و يتراءى لي مشهد من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم حدث في مسجده
لمّا سجد فأتى الحسن أو الحسين و بكل براءة فامتطى ظهره عليه الصلاة و السلام و ما قام جده صلى الله عليه و سلم بل انتظر و انتظر المسلمون وراءه حتى اكتفى الحفيد فنزل عن ظهره الشريف - بأبي هو و أمي - فلما فرغ من صلاته سأله الصحابة عن سبب تأخره في سجدته ليخبرهم أن ابن ابنته امتطى ظهره فكره أن يؤذيه .

فأي خُلق و أي تواضع و أي تربية
صلى الله عليه و على آله .

أسأل الله الإخلاص فيما كتبتُ و أن ينفع بكلماتي

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

 

فجر الأمل
  • الحياة الأسرية والزوجية
  • العام
  • خواطر مِن فيض قلبي
  • همسات للقوارير
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط