اطبع هذه الصفحة


الدوري السعودي في قصور أفراح النساء !!

كتبته : فجر الأمل

 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قبل أيّام في إحدى حفلات الأعراس ، وبعض الأعراس فيها مسحة مِن جنون ! والجنون فنون !

كنا جالسين وفجأة أُطفئت الأنوار ! وبقي نور خفيف ..

فعرفنا أنَّ هذه مراسِم زفّة ..

ليست زفّة العروس ، وإنما لكل شيءٍ صار هناك زفَّة !

زفَّة للعصير !

وزفّة للحلوى !

وزفَّة للتمْر !

وزفَّة لكل ضيافة يقدّمها أهل العرس ؟!

 

فتُحمَـل الضيافات بين يدي عاملات (القصْـر) ويرقصن بها !

ابتداءًا مِن باب القاعة إلى أعلى الكوشة ! ثمّ يتحدّرن كما يتحدّر الجمان ! ويبدأن في توزيع ما يحملنه .

 

طقوس وأشكال وألوان مِن الغرائب تُشاهَد في هذه الأفراح ، وكل فترة يظهرون لنا بتقليعة أسوأ مِن أختها !

 

فلمّا أُطفئت الأنوار توقّعت أنّها زفةٌ لشيءٍ ما !

وكنت قد استقمت واقفة لأني سأرجِع إلى البيت .

فبدا لي مِن فوق علامات خضراء !

وكنت أمشي في طريقي لباب القاعة وهذه العلامات الخضراء تقترِب كي تخرُج على النَّاس

فمررت مِن جوار الدَّرج وكانت العلامات في الأعلى وقد خرجت كامِلة للعيان تتقدّمها فتاة صغيرة تحمِل علم المملكة !

فقلت لعل هناك فقرة خاصَّة بمناسبة عودة الملك عبد الله  من رحلته العلاجيِّة

 

وفجأة تَقدَّمت فتاة شابة نزلت مِن خلف الصغيرات الخضراوات ! وعلى كتفها شال أزرق وأبيض ! واشتغلت أغنية خاصة بنادي الهِلال !!! فرقصت الفتاة عليها مِن أوّل الممر إلى أعلى الكوشة .

فرأيت فتاتين إحداهما تحمِل (شال ) أسود وأبيض ، والأخرى ( شال ) أصفر وأزرق ..

يعني نادي الشَّباب ونادي النَّصر !

وكانتا مستعدِّتين لتكرار فقرة نادي الهِلال !

قلت في نفسي : ( أخاف يخرج علينا سلطان بن فهد !! فتكون هذه الفقرة حفل استقالته !! )

 

وخرجت مِن الملعب ! أقصِد مِن العرس !

ولا أعرِف ما سبب هذه الفقرة ، ولماذا أُقيمت ، وما مناسبتها ، لكن اُخبرت فيما بعد أن تلك العلامات الخضراء كانت حلوى على شكل كرة قدم وكانت مُزيّنة بشرائط خضراء .

 

عجيب أمْر العرب المسلمين !

يُحبِّون كل تقليعة ، ويطبّقون كل آتٍ !

 

رقصات وزفّات على الأكل وبالأكل !

وطقوس ( زفيِّـة ! ) يجب أن تُمارَس حين خروج العروس مِن إطفاء الأنوار إلى إبقاء أنوار ملونَّة خافِتة إلى إشعال كشّاف ، وكأننا والله في مرقَص أو بار .

 

تقليد واستنساخ عجيب يحبّه العرب !

وانهزامية عجيبة يتشرّبها العربيّون ..

هذا فضلاً عن حُكمها الشَّرعي ، وربما وقعت هذه الأمور في باب التشبُّه بأهل الفِسق أو أهل الكُفْـر ، فتبدأ الحياة الزوجية بمعصية ربما أثَّرت على باقي الحياة

فتُنتَزعُ البركةُ مِن حياة الزوجين وربما مرّت عليهما فترة لتـتـقطّع حِبال الوصْـل فتصبِح الزوجةُ طالِق .

 

إنّ ديننا الإسلامي دين الوسطية ..

والله عزَّ وجلّ حين شرَع لنا أحكامنا الشَّرعيِّة التي تضبُط حياتنا فهو أعلمُ بِنا وبِما يستطيعه الإنسان ، فلم يُشرِّع لنا فوق طاقتنا أبدًا .

وجعلَ لنا سَعةً في أمرِنا ولم يضيِّق علينا سبحانه { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } ويريد الله تعالى لنا الهداية والتوبة { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا }

ويكره لنا سبحانه الكُفر والضلال { إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ }

 

فلمّا كان هذا هو الحال ، فقد شرَع اللهُ تبارك وتعالى لنا في أفراحنا أن تكون مُعلنَة ويُفرَح فيها ، وتُضربَ فيها الدُّفوف ..

لأنه سبحانه أعلمُ بحاجةِ النَّاس ، ولم يضيِّق سبحانه على عباده .

 

ولكن أبى النَّاسُ إلا أن يتوسَّعوا بِما لم يأذن به الله تعالى .

وربما وقعوا في الحرام .

 

سُئل فضيلة الوالِد العلامة عبد الله بن جبرين – رحمه الله ورضي عنه - ..

هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :  (صوتان لا يحبهما الله، صوت عند الفرح وصوت عند الحزن)

وإذا ثبت الحديث فما معناه ؟ وما حكم الزغاريد للنساء إذا كُن في ستر عن الرجال وخصوصًا في حفلات الأعراس؟ وهل الصوت في الحديث عند الفرح المقصود به الزغاريد؟ 

فأجاب فضيلته – رحمه الله :

الحديث رواه الترمذي عن جابر وفيه بُكاء النبي صلى الله عليه وسلم عند موت ابنه إبراهيم وقال: " إني ما نُهيت عن البُكاء ولكني نُهيت عن صوتين أحمقين فاجرين؛ صوت عند مُصيبة وصوت عند فرح رنَّة ونغمة "

وقد حثنا هذا الحديث ومعناه أنه نُهي عن رفع الصوت عند المُصيبة من الندب والنياحة والصياح ولطم الخدود وشق الجيوب لأنه يُنافي الصبر، ونُهي عن الصوت عند الأفراح بالغناء الطويل والفرح برفع الصوت واستعمال الكلمات المُنكرة، ولا بأس بأفراح الأعراس من ضرب الدف وشيء من الغناء الذي ليس فيه رفع صوت وليس فيه تشبيب ولا استعمال للطبول ولا سهر طويل.

http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=3353&parent=786

 

وبسبب هذه المنكرات صارت المرأة إمّا أن تتعنى (مِشوار) الذَّهاب كي تُرضي أهل الحفل ، ثمّ تترك لهم المَحِل حين تبدأ المُنكرات .

أو أن تُجبَر الفتاة على البقاء خاصةً إذا لم يكن أهلها يعينونها على ترك المكان .

 

وسبَق أن أفتى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم – وفقه الله –

الذهاب إلى أماكن الأفراح حيث المنكرات

http://almeshkat.net/index.php?pg=qa&ref=173

 

هل تأثم الفتاة إن حضرت الأعراس و هي مُكرَهـَـة ؟؟

http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=58931

 

أسأل الله جلّت قدرته وتعالى اسمه أن يرزقنا تقواه واتبَّاع هَديْه ، وأن يقينا شرّ أنفسنا .


 

فجر الأمل
  • الحياة الأسرية والزوجية
  • العام
  • خواطر مِن فيض قلبي
  • همسات للقوارير
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط