اطبع هذه الصفحة


قصص واقعية .. في الكرامات !

فوزية منيع الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 
لفظ "بروبوغاندا"، الذي يطلق في اللغات الأوروبية على مصطلح "الدعاية" يعني الرسالة الموجهة والمعدة سلفا وبشكل مقصود من أجل التأثير على أفكار وأفعال الآخرين فردا أو جماعة وتوجيههما نحو هدف محدد.

وهذا ما يحدث كل عام في معرض الكتاب أياً كان موقعه، حيث يتسابق الأعلام في الترويج لبعض الكتب، من خلال "بروبوغاندا" فاقت في دعايتها، وترويجها الكثير من الحوادث العالمية عبر التاريخ!!

وتفاجأ بعد قراءة الكتاب، بالسطحية والخواء الفكري الذي احتواه هذا الكتاب.

ولعل الكثير منكم وقع في هذا الشرك، وإلا ما معنى أن يتم التسويق لكتب كانت ممنوعة سلفا، ولم تتم قراءتها بعد!

وقد يصل الأمر بهؤلاء المروجين لافتعال كذبة تخص الكتاب!!

أما البروبوغاندا أو "الدعاية" ذات المعلومات "النوعية" فأقرب تشبيه لها هو مثال الكأس الذي يحوي ماء إلى منتصفه.. فالمتشائم لا يرى إلا النصف الفارغ، والمتفائل يري النصف الملآن!!

وهذا ما حدث فى معرض الكتاب!! حيث انقسم فيه المهتمون إلى قسمين: قسم لا يرى إلا الكتب الممنوعة والمخلة سواء فكريا أو جنسياً!

وقسم لم يلتفت لهذا واغتبط بما حواه المعرض من كتب فكرية وعلمية ودينية نافعة!

وهذا التشهير خدم الطرف الآخر خدمة كبيرة، ورفع من نسبة مبيعاته، مما ترتب عليه إقناع القارئ بصحة المعلومات وجدواها.. وإلا ما تفسير بلوغ إحدى روايات الفتيات التي تحمل اسم إحدى العواصم إلى الطبعة السابعة حتى هذا الشهر!

وهذه الدعاية ليس العرب فقط من المعنيين بها، بل هي قديمة قدم التاريخ ومن الأمثلة: ما حدث من الكنيسة خوفا من انتشار أفكار "مارتن لوثر" تشكلت لجنة كنسية للدعاية، كان ذلك في العام 1622، كانت هناك أوراق توزع تتهم الطرف المقابل بأنه مشعوذ وأنه هرطقي ومارق على الدين.

وهذا ما حدث مع الكاتب الأمريكي من أصل فلسطيني "أدوارد سعيد" حيث قص في مذكراته "خارج المكان" أن احد المحامين اليهود أمضى ثلاث سنوات بكاملها ينقب عن حياة ادوارد المبكرة مجريا مقابلات عدة، وجامعا لوثائق وشهادات عمد إلى تشويهها من أجل أن يثبت أن ادوارد سعيد ليس فلسطينيا، كل ذلك بتمويل من أحد اليهود. ص 10.

فلماذا لا يتم الاستفادة من وسائل الأعلام المقروءة والمسموعة فى الإعلان عن طباعة كتاب جديد والتسويق له، لتحفيز القارئ على الاطلاع، خاصة ونحن مقبلون على كارثة ثقافية، إذ نشرت وكالة الأنباء الكويتية كونا عن إحصاءات عالمية تشير إلى أن معدل قراءة الفرد العربي على مستوى العالم هو ربع صفحة، بينما فى أميركا 11 كتابا وبريطانيا 7 كتب، بحيث لا تتجاوز قراءته في السنة مقارنة بالقارئ العالمي.

فهذا رقم مثير للشجن ويدل على أن العرب قد نفضوا أياديهم من التفكر والبحث، بدلاً من نفض الغبار عن العقول!! ففي خلال 365 يوما، أي 8760 ساعة! ثلاثون دقيقة ضاعت في القراءة من أصل 525600 دقيقة!


* عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
Om.sofian@hotmail.com

 

فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط