اطبع هذه الصفحة


لن تسمعني يا صالح.......؟!!

فوزية منيع الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 
انساب من عالمنا بكل هدوء بعد أن ترك بصمات إنسانية ..وبث آهات سماوية!!
تكلم فأوجع, وصّّور فأصقع..
كتب فادمع ,وأسهب فأشبع...
حكي تجربته مع مرض السرطان في حين التزم الكثيرون الصمت..وآثروا الهدوء صور بعدسته الطفوليه, لابعينه الرجولية, عتبات البيوت القروية,وبيئته الصحراوية؟؟ غرف لنا من إحساسه..إمطارا موسمية..
اجتمعت في جسده حرارة القلب ,وبرودة الموت!!
تغلب على خوفه من رعب الموت لينقل ألينا بصيصا من الضوء أصبح فيما بعد وهجاً فضح شغفنا الأبدي بالحياة؟؟ كتب لنا عن تجربته.. فتحولت حروفه لأرواح وكلماته لأجساد...
حكي لنا عن حبه ..فتحولت رعشاته إلى نسمات, وآهاته إلى بسمات..

ومن أقواله "في وحشة القلب والليل، تنتابني المرارة، لأن مشهد الموت والذبح، في أمة محمد، ولمعة الذل والحزن في عيون الأطفال والأمهات أكبر حقيقة ذل ساطعة."

وقال"اصرخ ضد ما لا يطاق، ضد هذه الفوضى العارمة، ضد هذا الانهيار الذي يصيب الأفكار، هذا العالم الذي يفقد عقله، ضد الخلط المبالغ فيه بين الضحية والجلاد، وبصورة ماهرة حتى لا نكاد نميز بينهما.. فتأخذ الوردة شكل السكين والقنبلة طعم التفاحة."
وقال" أريد إن احتج، أريد إن اصرخ ضد هذا العنف، ضد هذا الإرهاب، ضد هؤلاء القتلة المجرمين.."،

وبينما كان يودع حياته شيئا فشيئا....
سطر رسالته إلى أمته..محذراً إياها.
.مستنهضاً لشبابها..
مستلهماً لهممها!!؟؟

فقال"نحن في مأزق حقيقي ليس مع «الآن» بل مع ما هو أخطر، نحن في مأزق مع المستقبل المسكين، نحن أمة مسكينة، والمسكين هو من سكن إلى ما بيد غيره. وأزيد على تعريف لسان العرب، إلى من سكن لما بيد غيره من المفاتيح، لا اقصد مفاتيح السجون ومراكز التوقيف، اقصد مفاتيح المستقبل: الجامعات، ومراكز البحوث، والإبداع، والفكر، والفلسفة... "

فرحمك الله"ياصالح العزاز"وطيب ثراك..
وجعل الجنة مأواك..
ان الأمة لازالت فى الهزيع الأخير..
وسنظل نردد ..
فما لهذا الزمان اختص امتنا ... بالحادثات وغطتها بلاويه؟ وما لها ما رأت من قبله زمنا ... نـــــكراء ايامه سودا لياليه.

فمتى يستفيق ابنائها ..وترعوى نسائها!!

 

فوزيه الخليوي.
* عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 

فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط