اطبع هذه الصفحة


العرب.. وجهة نظر سعودية!

فوزية منيع الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 
ساهم العديد من الكتاب في سبر أغوار العقلية العربية، وتحليل التحولات الفكرية التي يجسدها العرب، وبلورة مفاهيمهم دوناً عن بقية الشعوب!

كان من أبرزها كتابات محمد عابد الجابري "نقد العقل العربي".

ومع إن الإنسان العربي بدأ يقطع شوطا كبيرا في دخوله للنمط العولمي أو «العولمة» mondialisation، حيث تداخلت الأزمنة والأمكنة والهويات الجهوية، وهو بالضبط ما أسماه صاحب كتاب الحب والحضارة "ماركيوز" بزمن الإنسان «ذو البعد الواحد» One-Dimensional Man.

وإن صدق هذا على الصعيد التقني والمعلوماتي، والحضاري، إلا إن "الشعوب العربية " لا تزال تعاني من مراهقة نزقة، وسذاجة عاطفية، ومقدار من التغابي، جعلها تبدو أمام الشعوب الأخرى بحالة كوميدية مرثية!! يمثلها اليهودي الهنغاري الأصل رافاييل باتاي في كتابه عن "العقلية العربية"، "the arab mind" وهو من أهم الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يرى فيه أن العرب لا يستجيبون إلا للقوة والإذلال الجنسي، بات بمثابة إنجيلا جديدا عند قادة البنتاغون والعسكريون الذين جربوا تلك الوصفة في سجن أبو غريب!!

ولعل كتاب الياباني "نوتوهارا" حول "العرب من وجهة نظر يابانية" والذي صدر خلال العام 2003م (منشورات الجمل) فأثار ضجة لافتة في الأوساط الثقافية العربية واحتل ولا يزال أحد مواقع الصدارة في قائمة الكتب الأعلى مبيعاً!

وقد قضي أربعين عاما متنقلا بين ريف مصر وبادية الشام وبلدان المغرب ومدن اليمن وغيرها، فيقابل خلالها أصنافا عديدة من العرب من مختلف الطبقات الاجتماعية والفكرية والثقافية. يقول: "في هذه المجتمعات يحاول الفرد أن يميز نفسه بالنسبة، كالكنية أو العشيرة أو بالثروة أو بالمنصب أو بالشهادة العالية، في مجتمع تغيب عنه العدالة ويسود القمع وتذوب استقلالية الفرد وقيمته كإنسان، يغيب أيضا الوعي بالمسؤولية".

فيتناول عدة ظواهر عربية، منها ظاهرة "تخريب الممتلكات " و"عدم تعاملنا باحترام تجاه بعضنا أو تجاه الأخرى"، ويتساءل الكاتب متعجبا: "أنا لا أفهم ماذا يخسر أولئك عندما يعاملون الناس باحترام أو ماذا يكسبون عندما يعاملون بطريقة سيئة؟".

أما البروفسور "محمد الطريقي" في كتابه "البروفسور الذي أساؤوا فهمه"، والذي صدر حديثا عن دار العالم للصحافة والطباعة، يسعى مستقرئاً، ومسطراً لنوعية من القيم التي تظهر وتضمر، وبانياً التصورات والمفاهيم الأخلاقية، مع لجوئه للتبسيط والتوضيح ليبلغ رسالته إلى أوسع قدر ممكن من القراء!

فعن ظاهرة التسول قال: هي بلا شك نتيجة حتمية لتراكمات سياسية تهدف إلى التجويع الذي يقود إلى التركيع، وكلاهما (التجويع والتركيع) يقود إلى خسارة الكرامة الإنسانية للنفس العربية التي تنشغل بقوت اليوم قبل أن تنشغل بتنمية الغد، وتفكر في العشاء قبل أن تفكر في مستقبل الأبناء، وهكذا حتى الوصول إلى مرحلة الخضوع التام لكل الظروف القاسية، مع استلاب للكرامة الإنسانية.

وقال في حديثه عن: التحول الديمقراطي أو "الدمقرطة" بما ينذر بتقسيم المجتمعات إلى عصابات علوية تمارس الرشا واستغلال المناصب، وعصابات سفلية تمارس السلب والنهب.. هو تحول موبوء سيكون يوماً لعنة تاريخية جديدة على منطقتنا.

ومن فصوله: "تسليع الحقوق العربية"، "في بناء الجنسية العربية"، وفصل: "الهوية السعودية": الذي يطرح فيه سؤالا: متى سيرانا العالم من غير نظرة الثلاثية الظالمة (النفط، السياسة، الاقتصاد)؟

ينطلق الكاتب في أطروحاته من تجربه في هذا المجال يقول: شعوري بالحاجة الماسة إلى عملية فصل عاجلة بعدما اتضح لي أني والقهر، والتهميش، وانتقاص الحقوق، توأم متلاصق بعدما عبثت بحقوقي المختلفة، وفي مقدمتها الإنسانية والعلمية والعملية أياد..؟!!

ومن أبرز معاناة الدكتور محمد هي إيقاف المركز المشترك لبحوث الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين، وبالتالي إيقاف أبحاثه، وتشريد المعوقين بلا معيل!!

فهل سيكون كتابة على غرار سابقه نوتوهارا؟!

ولكن من وجهة نظر.. سعودية"!

عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة النبوية
Om.sofian@hotmail.com

 

فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط