اطبع هذه الصفحة


تأمـلات في سورة الجمعــة

فوزية بنت محمد العقيل
‎@g_fawaed‏


أسماء السورة :
----------------

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سمّيت هذه السّورة عند الصّحابة وفي كتب السّنّة والتّفاسير «سورة الجمعة» ولا يعرف لها اسمٌ غير ذلك.وفي «صحيح البخاريّ» عن أبي هريرة قال: «كنّا جلوسًا عند النّبي فأنزلت عليه سورة الجمعة» الحديث. وسيأتي عند تفسير قوله تعالى: {وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم} [الجمعة: 3].

ووجه تسميتها وقوع لفظ الجمعة [الجمعة: 9] فيها وهو اسمٌ لليوم السّابع من أيّام الأسبوع في الإسلام.

وقال ثعلبٌ: إنّ قريشًا كانت تجتمع فيه عند قصيٍّ بدار النّدوة. ولا يقتضي في ذلك أنّهم سمّوا ذلك اليوم الجمعة.

ولم أر في كلام العرب قبل الإسلام ما يثبت أنّ اسم الجمعة أطلقوه على هذا اليوم.

وقد أطلق اسم «الجمعة» على الصّلاة المشروعة فيه على حذف المضاف لكثرة الاستعمال.

وفي حديث ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل»، ووقع في كلام عائشة «كان النّاس ينتابون الجمعة من منازلهم والعواليّ» إلخ. وفي كلام أنسٍ «كنّا نقيل بعد الجمعة»

ومن كلام ابن عمر «كان رسول اللّه لا يصلّي بعد الجمعة حتّى ينصرف»، (أي من المسجد). ومن كلام سهل بن سعدٍ «ما كنّا نقيل ولا نتغدّى إلّا بعد الجمعة». فيحتمل أن يكون لفظ «الجمعة» الّذي في اسم هذه السّورة معنيًّا به صلاة الجمعة لأنّ في هذه السّورة أحكامًا لصلاة الجمعة. ويحتمل أن يراد به يوم الجمعة لوقوع لفظ يوم الجمعة في السّورة في آية صلاة الجمعة).

[التحرير والتنوير:28/204-205]

 

عن ابن عباس قال: نزلت سورة الجمعة بالمدينة [ الدر المنثور: 8 / 151 ].

————————-

 

= ذكر شيءٍ مما ورد في فضل سورة الجمعة: قال الإمام مسلم - رحمه الله -: وَ حَدَّثَـنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبِ: حَدَّثَـنَا سُلَيْمَانُ - وَ ْهَو ابْنُ بِلَالٍ - عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ أَبِي رَافِعِ قَالَ: اسْتَخْلَف َمَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَ خَرَجَ إلَى مَكَّةَ، فَصَلَّى لَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَرأَ بَعْدَ سُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ: (( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ )) قَالَ: فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيَْرَة حِينَ انْصَرَفَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَقْرَأُ بِهِمَاِ بْاُلكَوِفة، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَى الله عليه وَ سَلم يَقْرَأُ بِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ [ صحيح مسلم 2 / 17 برقم ( 2026 ) ].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

= قراءات السورة :

قال تعالى: (( وَيُزَكِّيهِمْ )) [ آية: 2 ].

قرأ يعقوب بضم الهاء من ( يزكيهُمْ ) [ إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر: 2 / 538 ].

قال تعالى: (( حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ )) [ آية: 5 ].

قرأ الجمهور ( حُمِّلُوا ) مشدداً مبنياً للمفعول، و قرأ يحيى بن يعمر، و زيد بن علي مخففاً مبنياً للفاعل ( حَمَلُوا ) [ الكشاف: 4 / 103، و البحر المحيط: 8 / 266 ].

قال تعالى: (( الْحِمَارِ )) [ آية: 5 ].

قرأ عبد الله بن مسعودٍ ( حِمارٍ ) منكراً [ البحر المحيط: 8 / 266 ].

قال تعالى: (( يَحْمِلُ )) [ آية: 5 ].

قرأ المأمون بن هارون ( يُحَمَّلُ ) [ البحر المحيط: 8 / 266 ].

قال تعالى: (( أَسْفَارًا )) [ آية: 5 ].

قال الزمخشري: ( و قُرئ " يحمل الأسفار " ) [ الكشاف: 4 / 103 ].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

- مناسبة سورة الجمعة لسورة الصف من وجوه:

(1) إنه ذكر في سورة الصف حال موسى مع قومه وأذاه لهم، ناعيا عليهم ذلك، وذكر في هذه حال الرسول  وفضل أمته، تشريفا لهم، ليعلم الفرق بين الاثنين.

(2) إنه حكى في سورة الصف قول عيسى: « وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ » وذكر هنا: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ) إشارة إلى أنه هو الذي بشر به عيسى.

(3) لما ختم السورة قبلها بالأمر بالجهاد وسماه تجارة، ختم هذه السورة بالأمر بالجمعة، وأخبر أن ذلك خير من التجارة الدنيوية.

تفسير المراغي

————————-

 

لقد سميت هذه السورة بسورة الجمعة ..

♦ برهاناً على عظم يوم الجمعة، وأنه ينبغي للمسلمين ..

أن يتفرغوا فيه لذكر الله سبحانه، وأن يراعوا التبكير إلى الصلاة، مع الامتثال لأحكام الجمعة من غسل وتطيب وتجمل وليس أحسن الثياب،

ثم إذا قضى العبد الصلاة على أكمل وجه فلا مانع من انتشاره في الأرض طلباً للرزق والمعاش، فإن شرع الله لا يتعارض مع ذلك؛ بل يحث العبد على أن يكسب ويأكل من عمل يده، وأن ينفق على زوجه وأولاده من كسب يده.

مصطفى العدوي .

————————-

 

– من أسباب النزول :

عن جابر بن عبدالله بينما نحن نُصلِّي معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إذ أقبلَتْ عِيرٌ تَحمِلُ طعامًا، فالتفَتوا إليها حتى ما بقِي معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلا اثنا عشَرَ رجلًا، فنزلَتْ هذه الآيةُ :

{ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} المحدث: البخاري

————————

 

= اشتملت السورة الكريمة على :

1- الثناء على الله- عز وجل-، وعلى مظاهر نعمه على عباده، حيث أرسل فيهم رسولا كريما، ليزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة..

2- كما اشتملت على توبيخ اليهود وذمهم، لعدم عملهم بالكتاب الذي أنزله- سبحانه- لهدايتهم وإصلاح حالهم..

3- كما اشتملت على دعوة المؤمنين، إلى المحافظة على صلاة الجمعة، وعلى المبادرة إليها دون أن يشغلهم عنها شاغل .

الوسيط .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

= ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) [سورة الجمعة : 1]

يخبر تعالى أنه يسبح له ما في السماوات وما في الأرض،

أي: من جميع المخلوقات، ناطقها وجامدها.

ابن كثير

فهل يكون الطير والجماد خيرا منك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

= (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [سورة الجمعة : 1]

-الحُسن في أسماء الله يكون باعتبار كل اسم على انفراد،،،

-ويكون باعتبار جمعه إلى غيره، فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال..

مثال ذلك ( الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) فإن الله يجمع بينهما في القرآن كثيراً،،،

-فيكون كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه،،،

- وهو العزة في العزيز والحكمة في الحكيم والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلماً وجوراً وسوء فعل كما يكون من أعزاء المخلوقين،،،

- فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيء التصرف،،،

-وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل .

الشيخ ابن عثيمين

————————-

 

= (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [سورة الجمعة : 1]

-ما السر في اقتران اسم الله( الْقُدُّوسِ ) باسم ( الْمَلِكِ ) في القرآن والسنة؟!

لعل السر في ذلك : أن من صفات هذا الملك أنه قدوس،،،

-وهذا إشارة إلى أنه سبحانه مع كونه ملكا مدبرا متصرفا في كل شيء،،،

فهو قدوس منزه عما يعتري الملوك من النقائص، التي أشهرها الاستبداد والظلم والاسترسال مع الهوى والمحاباة.

ابن عاشور /التحرير والتنوير

————————-

 

= (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [سورة الجمعة : 1]

-( الْعَزِيزِ) جل جلاله : عز كل شيء فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته،،،

-يشهد العبد العزة إذا تمسك بدينه :

-(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) [سورة المنافقون : 8]

-(فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ) [سورة فاطر : 10]

-ويشهدها العبد حين يأتي القدر على خلاف مراده،،،

-ويشهدها في مقام تذلِّله بين يدي مولاه العزيز تبارك وتقدس.

كتاب ليدبروا آياته

————————-

 

= ما هي الحكمة من ورود  لفظ  ( الأميين ) في قوله تعالى (هو الذي بعث في اﻷميين رسولا) ؟..

-كان اليهود ينتقصون المسلمين بأنهم أميون قال تعالى : { ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل}

- فتحدى الله اليهود بأنه بعث رسولاً إلى الأميين وبأن الرسول أمي .

-وأعلمهم أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء كما في آخر الآية وأن فضل الله ليس خاصاً باليهود ولا بغيرهم .

ابن عاشور .

————————-

 

= (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [سورة الجمعة : 2]

-ماهي الحكمة من البدء بالتلاوة ثم التزكية!

1-وابتدىء بالتلاوة لأن أول تبليغ الدعوة بإبلاغ الوحي ،،،،

2- وثني بالتزكية لأن ابتداء الدعوة بالتطهير من الرجس المعنوي وهو الشرك ، وما يعْلق به من مساوئ الأعمال والطباع .

3 -وعقب بذكر تعليمهم الكتاب لأن الكتاب بعد إبلاغه إليهم تُبيّن لهم مقاصده ومعانيه . 

التحرير والتنوير

————————-

 

= ومن آيات سورة الجمعة اللاتي وقف عندها علماء البلاغة قوله تعالى: (يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)

هنا قدم الله تعالى التزكية على التعليم، في حين أننا نرى في سورة البقرة آية شبيهة بها قدم الله تعالى فيها التعليم على التزكية: (يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم) وقد ذكر ابن الزبير الغرناطي توجيها لطيفا في هاتين الآيتين وهو بإيجاز أن آية سورة البقرة كانت الدعوة من إبراهيم -عليه السلام- بالتعليم والتزكية قبل أن يوجد الضلال في الذرية المدعو لها-وهي ذرية إبراهيم عليه السلام- فجاء ذكر التعليم أولا، وباتباع هذا العلم وبما ينحونه من التعليم وما يتلى عليهم من الآيات ينال المدعو شرف التزكية، والسلامة من الضلال.

أما آية الجمعة فالغاية منها هو ذكر امتنان الله عليهم بهدايتهم بعد الضلال الذي وجد منهم، وإجابة دعوة إبراهيم-عليه السلام- لذا أخر ذكر تعليمهم الكتاب والحكمة المزيلين لضلالهم؛ ليكون بعده ذكر الضلال الذي أنقذهم الله منه بما علمهم وامتن عليهم حيث قال :( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

= (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)

-وهذه الآية هي مصداق إجابة الله لخليله إبراهيم حين دعا لأهل مكة أن يبعث الله فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة .

فبعثه الله سبحانه  على حين فترة من الرسل ، وطموس من السبل ، وقد اشتدت الحاجة إليه .

ابن كثير .

————————-

 

= (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[ الجمعة : 2]

هذه الأمة حرر القرآن أرواحها من،،، -العبودية للأوثان الحجرية والبشرية،،،

-وحرر أبدانها من الخضوع لجبروت الكسروية القيصرية،،،

-وجلَّا عقولها على النور الإلاهي،،،

-وطهر نفوسها من أدران الإسفاف.

محمد البشير الإبراهيمي

————————-

 

= (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (3)

فهي تدل على آخرين غير العرب.

وعلى آخرين غير الجيل الذي نزل فيه القرآن.

وتشير إلى أن هذه الأمة موصولة الحلقات ممتدة في شعاب الأرض وفي شعاب الزمان، تحمل هذه الأمانة الكبرى، وتقوم على دين الله الأخير.

في ظلال القرآن

————————-

 

= (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4))

هنا الإِشارة إلى جميع المذكورِ من إرسال محمد صلى الله عليه وسلم بالآيات والتزكية وتعليم الكتاب والحكمة والإِنقاذ من الضلال - ومن إفاضة هذه الكمالات على الأميين الذين لم تكن لهم سابقة علم ولا كتاب .

ابن عاشور

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

= (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ) [سورة الجمعة : 5]

-قال الضحاك : كتبا لا يدري ما فيها!

-ولا يدري ما هي!

هذا مثل ضربه الله لهذه الأمة،،،

أي : وأنتم إن لم تعلموا بهذا الكتاب، كان مثلكم كمثلهم.

الدر المنثور

———————

 

= (يحمل أسفارا) ..

الأسفار: جمع سفر.

وهو الكتاب الكبير المشتمل على ألوان من العلم النافع، وسمى بذلك لأنه يسفر ويكشف عما فيه من المعاني المفيدة للمطلع عليها.

الوسيط

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

= (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [سورة الجمعة : 5]

يقول تعالى ذاماً اليهود الذين أعطوا التوراة وحملوها للعمل بها ثم لم يعملوا بها، مثلهم في ذلك كمثل الحمار إذا حمل كتباً لا يدري ما فيها،،،

فهو يحملها حملاً حسياً ولا يدري ما عليهن وكذلك هؤلاء في حملهم الكتاب الذي أوتوه حفظاً لفظاً، ولم يتفهموه، ولا عملوا بمقتضاه.

تفسير ابن كثير

————————-

 

= { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها }..

هل هذا خاص باليهود ؟

-بل يدخل كل الذين حملوا أمانة العقيدة ثم لم يحملوها.

-والمسلمون الذين غبرت بهم أجيال كثيرة، والذين يعيشون في هذا الزمان، وهم يحملون أسماء المسلمين ولا يعملون عمل المسلمين.

-بخاصة أولئك الذين يقرأون القرآن والكتب، وهم لا ينهضون بما فيها.. أولئك كلهم، كالحمار يحمل أسفاراً. وهم كثيرون كثيرون!

فليست المسألة كتب تحمل وتدرس. إنما هي مسألة فقه وعمل بما في الكتب.

في ظلال القرآن

————————-

 

= (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)

فلو حصل لأحد يقين بالتعجيل إلى النعيم لتمنى الموت إلا أن تكون حياته لتأييد الدين كحياة الأنبياء .

“من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ” إن المؤمن إذا حضره الموت بُشر برضوان الله فليس شيء أحبَّ إليه مما أمَامَه .

ابن عاشور

————————-

 

= ما المقصود بالذين هادوا ؟..

أي : الذين ادعو أنهم على الديانة اليهودية، يقال: هاد فلان وتهوّد. إذا دخل في اليهودية.

-نسبة إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب- عليه السلام.

أو سموا بذلك حين تابوا عن عبادة العجل، من هاد يهود هودا بمعنى تاب، ومنه قوله- تعالى-:

وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ … أي : تبنا إليك.

الوسيط

————————

 

= (إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (6))

أي : فتمنوا من الله أن يميتكم وينقلكم من دار البلية إلى محل الكرامة. فإن من أيقن أنه من أهل الجنة أحب أن يخلص إليها من هذه الدنيا التي هي دار كدر وتعب.. .

الوسيط

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

= (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7))

فما قدمت أيديهم هو سَبب انتفاء تمنيهم الموت ، لتقدم الحجة عليهم .

ابن عاشور.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

= قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في قول الله ـ عز وجل ـ

( فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ) (المائدة : 106 )

 -قال سمّى الله ـ تعالى ـ الموت في هذه الآية مصيبة ، قال علماؤنا :” والموت وإن كان مصيبة عظمى ورزية كبرى فأعظم منه الغفلة عنه ، والإعراض عن ذكره وترك التفكّر فيه وترك العمل له “

————————

 

= ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9))

- هذه الآيات هي المقصود من السورة وما قبلها مقدمات وتوطئات لها كما ذكرناه آنفاً . وقد ذكر في «الكشاف»  أن اليهود افتخروا على المسلمين بالسبت فشرع الله للمسلمين الجمعة .

-فهذا وجه اتصال هذه الآية بالآيات الأربع التي قبلها .

ابن عاشور .

————————

 

= (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ) [ الجمعة : 9]

قال الشافعي : ” نقول السعي في هذا الموضع : العمل، لا السعي على الأقدام – أي الإسراع - ..

▪قال الله عز وجل : (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ) [سورة الليل : 4]،،،

▫وقال : (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ) [سورة اﻹسراء : 19]،

▪وقال : (وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا)[سورة اﻹنسان : 22]،،،

▫وقال : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ) [سورة النجم : 39]

▪وقال : (وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [سورة البقرة : 205]

فانظر لحسن استحضار هذا الإمام للآيات وتدبره للمعنى.

البيهقي / معرفة

————————

 

= (وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾

-  لم يقل والشراء لأن كل بيع فيه شراء ، كما أن البيع محبب للناس فالبيع فيه قبض ، أما الشراء ففيه دفع.

النابلسي بتصرف

————————

 

= (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

بعد أن نعى على اليهود فرارهم من الموت حبّا في الدنيا والتمتع بطيباتها -

ذكر هنا أن المؤمن لا يمنع من اجتناء ثمار الدنيا وخيراتها مع السعي لما ينفعه في الآخرة كالصلاة يوم الجمعة في المسجد مع الجماعة،

فعليه أن يعمل للدنيا والآخرة معا، فما الدنيا إلا مزرعة الآخرة كما ورد في الأثر (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا) .

المراغي .

————————

 

= { فاسعوا إلى ذِكر الله } فما المقصود بالذكر ؟..

-فُسر بالصلاة وفُسر بالخطبة ، بهذا فسره سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير . قال أبو بكر بن العربي «والصحيح أنه الجميع أوله الخطبة» .

ابن عاشور .

————————

 

= (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة الجمعة : 10]

-كان عراك بن مالك ـ وهو أحد الصّحابة ـ رضي الله عنه إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال : اللهم إني أجبت دعوتك وصليت فريضتك وانتشرت كما أمرتني فارزقني من فضلك وأنت خير الرّازقين .

تفسير ابن كثير

————————

 

= (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

هذا إيماء إلى شيئين:

(1) مراقبة الله في أعمال الدنيا حتى لا يطغى عليهم حبها بجمع حطامها بأيّ الوسائل من حلال وحرام.

(2) إن في مراقبته تعالى الفوز والنجاح في الدنيا والآخرة

تفسير المراغي .

 

استنتج أحد العلماء أن “كل أمر ولو كان مباحًا في الأصل، إذا كان ينشأ عنه تفويت واجب، فإنه لا يجوز في تلك الحال”

فمم استدل!

ورد في اﻵيات النهي عن البيع والشراء، بعد نداء الجمعة، وتحريم ذلك، وما ذاك إلا لأنه يفوت الواجب ويشغل عنه، فدل ذلك على أن كل أمر ولو كان مباحًا في الأصل، إذا كان ينشأ عنه تفويت واجب، فإنه لا يجوز في تلك الحال.

————————

 

= (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ)[الجمعة : 10]

-كأنك ذهبت للمسجد لتأخذ شحنة إيمانية تعينك وتسيطر على كل حواسك في حركتك في التجارة، وفي الإنتاج، وفي الاستهلاك، وفي كل ما ينفعك وينمي حياتك،،،

-وحين يأمرك ربك أن تفرغ لأداء الصلاة لا يريد من هذا الفراغ أن يعطل لك حركة الحياة، إنما ليعطيك الوقود اللازم لتصبح حركة حياتك على وفق ما أراده الله.

الشعراوي

————————

 

= (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10))

المتأمل في هذه الآية الكريمة يراها ترسم للمسلم التوازن السامي، بين ما يقتضيه دينه، وما تقتضيه دنياه.

إنها تأمره بالسعي في الأرض، ولكن في غير وقت النداء للصلاة من يوم الجمعة، ودون أن يشغله هذا السعي عن الإكثار من ذكر الله.

الوسيط

————————

 

إذا فتح الله لك باب رزق، فلا تعجبنَّ بذكائك، أو تظن أنك رزقت بحذقك،،،

بل تذكر أن ذلك من فضل الله عليك،،،

تأمل….(فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ)[الجمعة : 10]

فإنما هو فضل الله ورزقه،،،

وكم من بليد رُزِق من حيث لا يحتسب، وذكيٍّ جنى عليه ذكاؤه.

د. عمر المقبل

————————

 

= (وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا)

لما كان الاشتغال في التجارة مظنة الغفلة عن ذكر الله أمر الله بالإكثار من ذكره .

السعدي

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

= ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا﴾

 -قال المفسرون: قدم الله التجارة على اللهو ، لأن لا لهو بلا تجارة ، اللهو يحتاج إلى أنفاق كثير ، لذلك يقتضي أن تكون هناك تجارة واقعة

-المؤمن يتاجر لينفق المال في طاعة الله ، يتاجر ليتقرب إلى الله بماله ، يتاجر من أجل أن يدخل الجنة من أعرض أبوابها

-أهل الدنيا يتاجرون ليتمتعوا  في الحياة الدنيا ، بكل مباهجها

النابلسي .

————————

 

= الله قدم التجارة على اللهو في أول آية (رأوا تجارة أو لهوا) ثم قدم اللهو على التجارة في آخر الآية (خير من اللهو ومن التجارة) .. يعني إذا الإنسان ترك صلاة الجمعة ، من أجل اللهو أثمه أكبر بكثير مما لو تركها من أجل التجارة فهو بالحالتين غير معذور، لكن أيهما أشد إثما ؟.. ترك الصلاة لعلة اللهو أشد إثما من تركها لعلة التجارة .

أفلا يتدبرون

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

= المشروع أن يخطب يوم الجمعة قائما - خلافا لبعض من ابتدع الجلوس -واستدل الشافعي رحمه الله على ذلك فقال : قال الله جل ثناؤه ( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائماً) الجمعة 11

ولم أعلم مخالفا أنها نزلت في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

= (قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ) [سورة الجمعة : 11]

أطلق العنان لخيالك، واستعرض ما شئت من أنواع اللهو والتجارة التي ملأت دنيا الناس اليوم…

كلها – والله – لا تساوي شيئا أمام هبة إلاهية، أو منحة ربانية تملأ قلب العبد سكينة وطمأنينة بطاعة الله، أو قناعة ورضا بمقدور الله،،، هذا في الدنيا،،،

وأما ما عند الله في الآخرة فأعظم من أن تحيط به عبارة.

د. عمر المقبل

————————

 

= جواب شبهة انفضاض الصحابة عن النبي خلال خطبة الجمعة :

قال الكاشاني والقمي والطبرسي وغيرهم من الشيعة الرافضة : نزلت في أكثر الصحابة الذين انفضوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العير التي جاءت من الشام ، وتركوه وحده في خطبة الجمعة ، وتوجهوا إلى اللهو ، واشتغلوا بالتجارة ، وذلك دليل على عدم الديانة .

وطعنوا في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأنهما ممن انفض !!..

وفي الرد على هذه الشبهة لا بد أولا من إيراد الحديث الذي كان سببا في نزول الآية , والحديث في البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : (بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه و سلم إذ أقبلت من الشام عير تحمل طعاما فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي صلى الله عليه و سلم إلا اثنا عشر رجلا فنزلت { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها} صحيح البخاري 2/726 برقم 1953 , وفي رواية مسلم : (أَنَّ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَخْطُبُ قَائِمًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَجَاءَتْ عِيرٌ مِنَ الشَّامِ فَانْفَتَلَ النَّاسُ إِلَيْهَا حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلاَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ) صحيح مسلم 3/9- 10 برقم 2034 – 2037 .

فالواضح في رواية مسلم أن أبا بكر وعمر وجابر وغيرهم كانوا من بين الصحابة الذين لم ينفضوا عن النبي صلى الله عليه وسلم , فلماذا يطعنون بهم وينفون عنهم العدالة وهم خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم ؟؟!!

وقد سبق أن انفضاضهم كان في الصلاة كما عند البخاري , أو كان في وقت الخطبة كما ورد في حديث مسلم (أَنَّ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَخْطُبُ قَائِمًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ ) وقد رجح ابن حجر انفضاض الصحابة في الخطبة لا في الصلاة , بدلالة رواية مسلم , وهو اللائق بالصحابة تحسينا للظن بهم , وعلى تقدير كون الانفضاض في الصلاة كما في رواية البخاري , فيحمل على أن ذلك وقع قبل النهي كما في آية : {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} محمد/33 وقبل النهي عن الفعل الكثير في الصلاة .

وجاء في عمدة القاري : أن رواية ( نحن نصلي ...) أي ننتظر الصلاة من باب تسمية الشيء بما يقاربه , والمراد بالصلاة هنا انتظارها في حال الخطبة , وهو ما رجحه النووي ليوافق رواية مسلم.

ناهيك عن أن الحادثة وقعت في بدء زمن الهجرة , ولم يكن الصحابة حينئذ واقفين على جملة الآداب والأحكام الشرعية , وأن الله تعالى لم يتوعدهم بعذاب , ولم يعاتبهم صلى الله على ما فعلوا , وقد انتهوا عن ذلك بعد نزول الآية.

---------------------------------


 

فوزية العقيل
  • مع القرآن
  • كتب وبحوث
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط