اطبع هذه الصفحة


.. سمعتها تبكي ..

شعر: هاجر بنت عثمان بن عبدالله الجغيمان

 

أرضُ العلـومِ  تـرابـُها مـا أَخْصَـبـَـهْ     ---     لكـنْ  مِنَ  الحُرَّاثِ   فيـها  مُجْدِبـَهْ

هُـمْ غادروهـا،  أصبـحتْ  في وحدةٍ     ---     بيـن الأسى  والحزنِ  ذي  مُتقـلِّبـَهْ

حـنـَّتْ  إلى  زوارهـا،  وسـمـعـتـُهـا    ---     تبكي على الماضي رفوفُ المكتبـهْ

قالتْ:  لِغيـري  في  الدنـا  أشواقـُكـُمْ    ---      وأنا مـن النسـيـان صـرتُ مُقـرَّبـهْ

لمْ  تسـألـوا عنـي،  تركتـُمْ  صُحبتـي     ---     هذا الصدودُ  يذيبُ نفسـي المتعبهْ

أتخيـلُ  الآتيـن   ( فـَوْجًـا  قـادِمًــا )     ---     وأُفـَتــِّحُ  الأبـوابَ  ذي   مُتـَأهـِّبــهْ

لا شيءَ أُبصِـرُهُ،  ولا شخـصٌ أتـى    ---      فـَيَجُـرُّ  هَمـِّـي  عنـد  ذلك  موكبـَهْ

أخبـرتـُها:  قلبــي  يُكِـنُّ  لكِ  الهوى     ---     عَيْشـي  بِقُرْبِكِ  دائمًا .. ما أطيبـهْ

بلْ  كلُّـنـا  نعـطـيـكِ  نبــضَ فـؤادِنـا    ---      لَمْ نَنْسَ  ذاك الجمعَ  حول المأدبهْ

ردَّتْ:وأينَ ملوكُ عرشي؟!أين هم؟!     ---     أيـن  الذيـن  نفوسُـهم  متـوثِّبـهْ؟!!

ذهـبـوا إلى الحاسـوبِ  يا ريحانتـي     ---     وجدوا بـه  سـاحَ التواصلِ أرْحَبَهْ

أنا لا أقــولُ لهـم:  تعالَـوا واتْـركــوا    ---      آفـاقَ مـا بطـنُ الحضـارةِ أنْجَبـَهْ

لا،  لا،  ولكـنَّ   الثـمـارَ   بـدوحتـي    ---      صِحِّيـَّةٌ،  لَيْسـَتْ  كَـتلك  مُعَـلَّبـَهْ

غُوصـوا -نَعَمْ- بلْ سافِروا في بحْرِهِ    ---      ثمَّ ارجعـوا للأرضِ لـي بالتجربَهْ

شـَبـَّهْـتـُـهُ  بـي   إنْ  أُريــدَ  ثـقـافـــةٌ    ---      والعلـمُ  فيمـا بيننـا  وجـْهُ  الشَّبـهْ

لكـنـَّنــي    أبـْقـــى    سَـنًـا  مُتـَلأْلِئًـا    ---      نـورًا،  وليـْسَ  لِكائنٍ  أنْ يَحْجُبَهْ

عنـدي المعـارفُ لِلْـوَرى مصـفـوفـةٌ    ---     وعـقــودُ إنتـاجِ العقــولِ مُرَتَّبــَهْ

هذا  الكتـابُ  وذي  الحقـائـبُ  قَبـْرُهُ    ---     لا تَجْعلـوا فقـط المدارسَ مَلـْعَـبـهْ

عودوا  إلى  التنقيبِ  وَسْطَ  دفاتري    ---      هيـَّا انْفُضـوا عنـِّي غبـارَ الأتربـهْ

تهفو  إليكم   بعدَ  روحي   مهجتـي     ---     عينــايَ   كـمْ  لِلِقـائـكـم  مُتـَرَقـِّبــهْ

يا  أيـُّها  المـرءُ  البعيــدُ   أمَا  تَـرى    ---      أنـِّي شَرُفْتُ مِن الجموعِ بِكَوْكبـهْ؟!

أَزْدانُ   بالعـلمــاءِ   والكُـتـَّابِ   بـلْ    ---      وبِفِـكْـرِهم هذي اليـدانِ مُخَضَّبـهْ!

أَوَمـا  تُرِيـدُ  لِعَقـْلـِكَ  الموقـوفِ  أنْ     ---     يزدادَ  في درجـاتِ عِلْمٍ  مَرْتبـهْ؟!

إنَّ  المـؤلـِّـفَ   جـالَ  في  بسـْتـانـِـهِ     ---     واختـارَ زهـرًا عاطِـرًا كي يكتُبـَهْ

بلْ  صـادَ  بيْـتًـا   ثائــرًا   مُتـَمـَـرِّدًا     ---     كالمـَوْجِ، مِنْ شِعْـرِ الحياةِ وأعْرَبَـهْ

إنـِّي   لمَسْكَنـُهُ،    يَعيـشُ  بِداخلــي     ---     وأنا  لِكـُلِّ  صِـحابـِـهِ  مُسْتـَوْعِـبــهْ

إنـِّي   لمَـرْآةُ  الحيـاةِ،  عصـورُهــا    ---     - عبْرَ الزمانِ -  على  يَدَيَّ  مُذَهَّبهْ

إنــِّي   مـَنـَـارٌ  للأنـــامِ   ومَـــوْرِدٌ     ---      مِنْ نبـْعِـهِ  لُغَـةُ  الحِجـا  مُتَشَــرِّبـهْ

آهٍ ..  متى  أَجِدُ  الأريبَ   بِرِفْقَتي؟!     ---     وأراهُ ذا مـِنْ بَعْـدِ غفلتـِـهِ  انْتَبـهْ؟!

 

شعر: هاجر بنت عثمان بن عبدالله الجغيمان عام 1428هـ


 

 
  • المقالات
  • قصائد
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط