اطبع هذه الصفحة


بأي حال عدت يا عيد؟

هيا الرشيد

 
بسم الله الرحمن الرحيم


تتوالى علينا نعم المولى عز وجل في كل زمان ومكان، والشكر والثناء للمنعم هو أقل ما نفعله تجاهه سبحانه وتعالى، ومن هذه النعم تتابع مواسم الخيرات علينا ونحن نعيش في أرغد عيش وأحسنه، ونرى الأمن والاستقرار يحيطان بحياتنا، والنساء في هذه الأيام يترصدن محلات الملبوسات لجلب ملابس جديدة للعيد لهن ولأبنائهن، ولكن من بين ثنايا أعماقنا تلوح في الأفق خاطرة حزينة بل هي أعمق من مجرد الحزن وذلك عندما نتذكر أخوات لنا في مناطق أخرى من العالم الكبير، وهن يعشن الكفاف أو يرتضين بدونه، وأخريات يشعرن بالخوف في كل لحظة من هدم بيت، أو اعتقال ابن أو زوج، وغيرهن ممن يتنقلن من منطقة إلى أخرى وتحين منهن التفاتة بين اللحظة والأخرى خوفاً من مترصد لشرفهن، أو عدو يريد القضاء عليهن، وقد يصل التفكير مداه عندما ترد إلى العقل خاطرة بسيطة عن ترقب نساء عربيات مسلمات في دولة عربية مسلمة لمجريات الأحداث، وجهلهن التام بالمصير المجهول الذي ينتظرهن، وينتظر كامل أفراد أسرهن.
العيد على الأبواب، وللعيد فرحة، ولكن للأحبة في دول العالم الإسلامي مكانة لا تتغير، ومساحة واسعة تسيطر على عقولنا ونحن نفكر فيهم ليل نهار، فيا ترى ما هي استعداداتهم للعيد؟ وفيم ينصب تفكيرهم في هذه اللحظات؟ وما هي توقعاتهم المستقبلية؟ وما هي آمالهم وطموحاتهم؟ وماذا يحاك بشأنهم ومن خلف ظهورهم؟
قد يقول قائل بأننا مقبلون على العيد، ولا نملك لإخوتنا وأخواتنا شيء، وحمايتهم وتدبير شؤونهم بيد الله عز وجل، وهو القادر وحده على تغيير ظروفهم وواقعهم، ولا نملك أن نقول إزاء كل ذلك إلا بأنه حقيقة واقعة وماثلة للعيان، ولكن يبقى بأيدينا شيء لمساندتهم، فمن تصل إليه المعونات المادية ندعمه بمالنا، ومن يحتاج إلى تعليم وتبصير في أمور الدين فهاهي دور النشر تصل بإصداراتها إلى شتى بقاع الأرض، ومن وقفت الحواجز بيننا وبينهم ولا يصلهم دعمنا المادي مهما تكن الأسباب، فهناك أسلوب فعّال يتعدى الحدود، ولا يأبه بأي حواجز أو قوانين بشرية، إنه الدعاء، نعم الدعاء لهم في كل وقت وحين، الدعاء لهم بالصبر والثبات، والنصر في أقرب وقت ممكن، والدعاء على من عاداهم وآذاهم بالهزيمة والخذلان، فالدعاء في كل وقت وحين سلاح فعَّال، والتركيز على الأوقات التي نتحرى فيها قبول الدعاء، فأسوأ شيء في ظل هذه الظروف الحالكة السواد أن نبادرهم بالخذلان، أو نقابل حزنهم وحاجتهم باللا مبالاة.
أختي قارئة هذه السطور. .
فكري في نفسك، وتمعني جيداً في إمكاناتك، وتأكدي أنه بإمكانك عمل كثير من الأشياء، فكري الآن وقرري، ما الذي تستطيعينه بشأن أخواتك المسلمات المحتاجات إلى عونك بعد الله في أي بقعة من بقاع الأرض؟ وبادري بأدائه مهما كان في نظرك بسيطاً وقليلاً، وليكن معلوماً لديك أننا إنْ لم نبادر أنا وأنت وغيرنا لنصرة أخواتنا؛ فإن هناك من يتربص بهن لنصرتهن في الظاهر، من خلال مساومتهن على دينهن.
 

 
 

هيا الرشيد
  • الأسرة والمجتمع
  • الفكر والثقافة
  • القصص
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط