اطبع هذه الصفحة


هل تعانين الفراغ ؟؟

هيا الرشيد

 
بسم الله الرحمن الرحيم


تعاني أغلب الفئات من مشكلة الفراغ، وخاصة فئة الفتيات، مما يسبب لهن الكثير من الحيرة الضيق ، الحيرة من طريقة استغلال الوقت، والضيق من الملل الذي يصاحب أوقات الفراغ .
أوقات الفراغ لا ترتبط بالإجازات فقط ، بل للفتاة نصيب وافرمنها حتى في فترات الدراسة ؛ ففي العام الدراسي تكون الفترة المسائية عبئاً ثقيلاً عند أغلب الفتيات بعد انتهائهن من واجباتهن اليومية، حيث يتبقى كثير من الساعات قبل فترة النوم، تحتار الفتيات كيف يقضينها ، وتكون الإجازات اشد وطأة، وأكثر ضيقاً إلى درجة أن بعض الفتيات يرغبن في تمضية أوقات الفراغ في أي شيئ مفيدا كان أو غير مفيد !!
ولعل مناقشة الأسلوب الذي تمضي فيه الفتاة وقت فراغها أهم من نوعية العمل الذي تقوم به، فمن الضروري أن تقتنع كل فتاة بأن الوقت شيء ثمين ، وأن عليها أياً كانت ظروفها وعمرها أن تستغله فيما ينفعها وينفع المجتمع من حولها، فإهدار الوقت فيما لا ينفع من أكبر الأخطاء التي قد ترتكبها كثير من الفتيات ولا يدركن ذلك إلا بعد أن تتسرب لحظات العمر الثمينة من بين أيديهن ويفوت الأوان لاستغلالها كما ينبغي .
من المهم أن تعرف فتياتنا أن إهدار الوقت في متابعة الصحف والمجلات الهابطة، أو ملاحقة القنوات ببرامجها الهدامة، أو الحرص على المكالمات التليفونية الطويلة، كلها طرق خاطئة وأساليب ضارة، ويتبع هذا الأسلوب الخاطئ التسكع في الأسواق أو ضرب مواعيد مع الصديقات في المدن الترفيهية، أو حتى كثرة الزيارات غير الهادفة بين الفتيات ، ففكرة إضاعة الأوقات عبثاً هي الخطأ بعينه، ولا يدخل بطبيعة الحال ضمن ذلك الترفيه المؤقت والذي يخضع لضوابط شرعية واجتماعية مناسبة لكل فتاة .
فاعلمي يا فتاتي إن فرص القيام بأعمال مفيدة لتمضية وقت الفراغ كثيرة جداً، حيث كثرت المؤسسات الخيرية التي تركز على هذه الجانب وما على الفتاة إلا أن تبادري بالالتحاق بها واختيار ما يناسبك من النشاطات كالالتحاق بدورات لحفظ القرآن الكريم وتعلم التجويد،أو التدريب على برامج الحاسب الآلي، أو الإلقاء والخطابة، وغيرها الكثير من المجالات .
ومن المعروف أن العمل في بعض المجالات الخيرية لا يتطلب كثيرا من الشروط، فالمشاركة بالأنشطة قد يتطلب الرغبة والاستعداد فقط، أما العمل في مجال التعليم بهذه المؤسسات فالدورات هي الأساس ، فعدة دورات في إحدى المجالات كافية للانخراط في المجال العملي بها، وكم سعدنا بفتيات صغيرات في الثالثة عشر والخامسة عشر من العمر وقد عالجن أوقات فراغهن بخدمة الدين والمجتمع وذلك بتسلمهن زمام بعض الأعمال الهامة في بعض المؤسسات الخيرية وإجادتهن لهذه الأعمال .
قد تشعرين في البداية برهبة من فكرة الارتباط بدراسة أو عمل مسائي في هذه الفترة ، وتعتقدين بأن ذلك قد يشكل عبئاً نفسياً آخر على حياتك ، ولكن ربما يقلل هذه الرهبة سؤال الفتيات اللاتي خضن التجربة سابقاً،وقد تكون الزيارة المبدئية للمؤسسات الخيرية في بعض المناسبات عاملا مفيدا لكسر حاجز الرهبة وتكوين فكرة عن نوعية هذه الأعمال وعن النساء والفتيات اللاتي يعملن وطريقة معايشتهن لمثل هذه التجارب المفيدة .
قد يخطر ببال البعض أنه من الممكن استغلال أوقات الفراغ بأعمال مفيدة في البيت، وهذا ممكن بطبيعة الحال لمن تحسن ذلك ، ولكن هناك من تجد صعوبة في المواظبة على المفيد من الأعمال في البيت ، بالإضافة إلى أن للمؤسسات المعنية ميزة تشجع الفتيات للعمل بها وهي وجود الرفقة الصالحة - إن شاء الله –التي تساعد الفتاة في قضاء أوقات جميلة ومفيدة وممتعة .


 

هيا الرشيد
  • الأسرة والمجتمع
  • الفكر والثقافة
  • القصص
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط