صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أوقفوا هذه القناة

د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

 
جحافل من الجيوش الجرارة تداهمنا، وتغزونا في عقر ديارنا، ونحن نقف أمامها مكتوفي الأيدي مسلوبي الإرادة، بل ومغيبين عن الوعي، وكأنما نوّمنا مغناطيسياً نُؤمر فنطيع ونُنهى فنستسلم دون أن يكون لدينا أي موقف إيجابي لصالحنا أو سلبي ضد عدونا.
وهذه الجيوش تكاد تفوق في بطشها وجبروتها ورغبتها في تدميرنا - عمداً وإصراراً - أقوى الجيوش الأرضية وأشدها عداء لنا، إنها جيوش الفضاء العاتية التي لم تأت من كوكب المريخ أو الزهرة، أو حتى من خارج مجرتنا الفضائية، بل انها جيوش (القنوات الفضائية) التي لا تمتلك الا الغثاء والتفاهة والتكرار الممل والاتكاء على اغراء الوجوه والاجساد التي اكتست حسنها من عمليات التجميل الزائفة المؤقتة أو الدائمة، والعيون البلهاء تتابعها بانبهار القطيع الهائم التابع المقلد.

ولكن - وهذا هو المهم - ليت الأمر توقف عند هذا الطوفان المهلك الذي تسرّب إلى كل مكان في حياتنا، فقد ظهر ما هو أنكى وأدهى، لأن الخطْب تنوع وازداد، حيث ظهرت القنوات الفضائية ذوات التخصصات العجيبة، مثل قنوات (الدجل والشعوذة والخرافات) كالتي تعتمد على قراءة الأبراج ومعرفة الحظ وادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه ولن يعلمه إلا مدبر الكون سبحانه، مستغلين السذج الذين يمرون بمراحل ضعف حياتية، ويمزجون كلامهم الخرافي بشيء من القرآن الكريم للضحك على الذقون، إذ كيف يجتمع الحلال مع الحرام؟! بل يخطئون أخطاء مكشوفة تثير سخرية كل من يمتلك ذرة من عقل، والعجيب ان كل من اتصل بهم نال كرامة بُشراهم بشفائه القريب من جميع أسقامه ومصائبه، وهناك من ينخدع ويصدق، فمعظم زبائنهم المتواصلين معهم من (شعوب الخليج العربي)! الذين كان حريّاً بهم وهم القريبون من أرض القداسات ان يفرقوا بين الحق والباطل حتى لو كان هذا الباطل متقنا، فكيف وهو عبارة عن استغفال فج مكشوف متدن؟!.

أما التوجه الثالث لذلك الغزو الفضائي وهو التوجه الأخطر فإن ذلك الذي جعل همه الأكبر (مهاجمة الدين الإسلامي) سواء أكان بأسلوب مباشر أو غير مباشر، حيث نرى بعض تلك الفضائيات تهاجم خيرة رجالات الإسلام وفي مقدمتهم صحابة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وتفرد برامج كاملة لذلك، وقد سلم منهم أبا جهل وأبا لهب ولم يسلم منهم من بشر بالجنة وسارع لنصرة الدين ونشره في بقاع الأرض!، وسلمت من ألسنتهم القاذفة: المومسات والغانيات والراقصات ولم تسلم منهم زوجات رسول الله وأمهات المؤمنين قدوة البشر في كل زمان ومكان، وسلم من وقاحاتهم وتفنيداتهم: اليهود والصليبيين، ولكن لم يسلم من شرورهم علماء إحياء السنة النبوية الأفاضل حيّهم وميتهم!

وأما الطامة الكبرى التي تجاوزت كل الحدود والتي لم يعد ينفع معها السكوت والتواني، فهي وجود (قناة نصرانية متخصصة) للتبشير بالمسيحية باللغة العربية، بكافة الوسائل الصحيحة (وغير الصحيحة)، إلا اننا لا نملك لهم دفعا أو منعا في ظل ادعاء حرية الاديان، ولكن الذي نملكه والذي (يتحتم علينا ايقافه فورا وبكل الوسائل) هو برنامج ظالم فاجر فيها تخصص مقدمه في سب الدين الإسلامي باسلوب واضح مكشوف، وقذف نبيه الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم بكافة أنواع القذف وأوقح ألفاظ القدح التي فاق فيها كل من اعترض عليهم المسلمون سابقاً.

بل سخر هذا الشخص كل قدراته (لنقض القرآن الكريم) بحيل إجرامية على نمط من يبتر آية (ولا تقربوا الصلاة..)، وآية (ويل للمصلين...) مبديا استغرابه من ذلك التناقض بين هاتين الآيتين القرآنيتين وبين كون الصلاة فريضة إسلامية، كما يستغل بمكر بعض الآراء الخلافية بين الفرق الإسلامية الخارجة على فرق الجماعة لكي يطعن في الدين طعن المطمئن، وذلك في (برنامج يومي) يذاع في منتصف الليل تقريباً ويعاد لاحقاً، والغريب ان عنوانه هو: (قضايا ايمانية)، وهذا المدعي الجائر اسمه: (القمص زكريا بطرس)، واسم القناة (الحياة) تبث برامجها من قبرص على القمر الصناعي (Hotbird)

لقد هب المسلمون لنصرة الدين حينما أخطأ (باباهم) وتجرأت (دنماركهم) ولو مرة واحدة، فكيف بمرات عديدة ولازالت مستمرة وبأسلوب أشد جرأة وظلما؟
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
جواهر آل الشيخ
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط