اطبع هذه الصفحة


زمان اضطربت فيه العلاقة مع الله ثم مع اللآخرين

خيرية الحارثي

 
إن المتأمل في واقع المسلمات اليوم يحتاج إلى مجلدات من الإرشاد والتوجيه ، ففي هذا الزمن زمن اللامبالاة ، زمن اضطربت فيه العلاقة مع الله ثم مع الآخرين ، فهناك أمر عظيم واضح وجلي الزم الله المسلمة به إلزاما جادا حقيقيا وهو حق الزوج .
فما بقي للمرأة العصرية في أيامنا هذه من مهام الحياة وأعباؤها إلا القليل حيث قامت بنات " أندس " بتحمل الكثير فربما قد تكون هذه فرصة لتتيح للزوجة القيام بحق زوجها على أكمل وجه . وفيما روي عن عائشة  رضي الله عنها أنها قالت : { سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟ قال : زوجها ، قالت : فأي الناس أعظم حقا على الرجل ؟ قال : أمه } ويؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحق فيقول : { لو أمرن أحدا أن يسجد لأحد ، لأمرن المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها } رواه الترمذي وابن ماجه .

فتأملي أختي المسلمة عظم حق الزوج الذي كاد أن ينقرض ، فالمرأة اليوم تتعامل مع الرجل بمبدأ المساواة لا بمبدأ القوامة التي جعلها الله من خصائص الرجال ، وأعلمي أن أكثر ما يدخل المرأة النار عصيانها لزوجها وكفرانها إحسانه إليها ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { اطلعت في النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن العشير ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط } رواه البخاري

وهناك نماذج من الزوجات تجدينها تصلي وتصوم وتتصدق ولكنها عاصية لزوجها ، لا تنفذ له طلبا ، ولا تلبي له رغبة ، إن حاورها جادلته ، وإن ناقشها رفعت صوتها وتطاولت عليه ، عابسة في وجهه ، عاقدة للحاجبين ، مهملة في بيتها وأولادها ، نوامة ، صخابة بالأسواق دواجة ـ لا تكف عن كلمة هات وإن منعها أقامت الدنيا وأقعدتها ، تجدينها دائما بثوب البيت وإذا أرادت الخروج لبست أحسن الثياب ، أما الزوج المسكين فليس له نصيب في ذلك ، وانظري إليها بين صويحباتها توزع الابتسامات هنا وهناك وللزوج النصيب الأكبر من التشاؤم والتشكي والاكتئاب ، وقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها } .

فكم من الأزواج يظلهم سقف واحد ويملأ رأس كل منهما أهداف متنافرة ، انعدمت الثقة بينهما فلا تفاهم ولا ود ولا تسامح ، وأعلمي يا أختاه أن من أسباب السعادة تنفيذ أوامر الله عز وجل في كل أمر ، ليس أن تختاري ما يوافق هواك وتدعين الباقي . ولا تلقي اللوم على زوجك ، فبيدك أنت بعد أمر الله مفتاح السعادة ، كوني له أمة يصير لك عبدا ، وكوني له أرضا يكون لك سماء ، واختم مقالتي لك بحديث روته أم سلمة  رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضي دخلت الجنة } فعليك بمعرفة الله فمعرفته تستوجب حبه ، وحبه يستوجب طاعته .

 

خيرية الحارثي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط