اطبع هذه الصفحة


الدرس الرابع من دروس فقه العبادات

لجين بنت إبراهيم غازي - السعودية



كتاب الطهارة

بدأ البهوتي كتابه (( الرّوضُ المُرْبِعْ )) بباب الطهارة ، وكان مناسبا أن يبدأ بها لأنها مفتاح الصلاة التي هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين .

عادتنا سنتعرف أولا على معنى كلمة ( كتاب الطهارة
) .

 
تعريف الكتاب:
كتاب من المصادر السّيّالة ، أي التي توجد شيئا فشيئا .
لغة: من التجمع.
تقول العرب : تّـكَـتـَّبَ بنو فلان إذا إجتمعوا ، ومنه قيل لجماعة الخيل كَـتِـيبَة .

 

ونقول على الكتابة بالقلم (( كتابة )) لإجتماع الكلمات والحروف .

 

والمراد به هنا المكتوب ، أي هذا مكتوبٌ جامع لمسائل الطهارة كلها .

 تعريف الطهارة :
لغة: النظافة و النزاهة من الأقذار.
إصطلاحا: إرتفاع الحدث وما في معناه ، وزوال الخبث .

 

الفرق بين كلمة الحَـدَثْ - حاء مفتوحة ودال مفتوحة وثاء ساكنة - ، و الخَـبـَث - خاء مفتوحة و باء مفتوحة وثاء ساكنة - :
الحدث ليس نجاسة ، وإنما هو وصف قائم بالبدن ، يمنع من 3 أشياء: الصلاة و الطواف ومس المصحف.
الخبث معناه النجاسة .

أقسام الحَـدَث
:
حدث أصغر يرتفع ويزول بالوضوء ، وحدث أكبر يرتفع ويزول بالغسل .

أقسام الخَـبـَث ( أقسام النجاسة
) :
1- نجاسة عينية أو ذاتية
وهذه لا يمكن تطهيرها بأي حال من الأحوال مثل: البول ، الغائط ، الكلب ، الخنزير .
مثال: لو أخذ العالم الكيميائي كمية من البول وقال سأقوم بتطهيرها ، وبقي لأيام يدخلها من مكان ويخرجها من مكان إلى أن أحضرها لنا وقال إنتهيت من تنقيته ، أنقبلها؟ لا ، لأن البول نجس لا يمكن تطهيره بأي حال من الأحوال ، والغائط مثله .

 والكلب لو أخذه شخص وظل يحممه ويعطره وأعطاه التطعيمات وكل شيء ، وأحضره وقال هو الآن طاهر أنقبله؟ لا ، لأن الكلب نجس لا يمكن تطهيره بأي حال من الأحوال ، والخنزير مثله .


2-
نجاسة حُكْمية :
هي النجاسة الطارئة على محل طاهر .
مثل الثوب أصابه بول ، أو أرض وقع عليها دم فهذه نجاسة طارئة يمكن تطهيرها بأن تغسل فتعود طاهرة .
فالثوب الموجود عليه بول نقول عنه ( ثوب نجس حكما ) فلو غُسِل يعود الثوب طاهرا نظيفا لا مشكلة في إرتدائه بعد غسله .

 
أقسام المياه
:
ماء طهور ، ماء طاهر ، ماء نجس.

 

تعريف الماء الطهور
هو الماء الباقي على أصل خلقته إما حقيقة أو حكما.
حقيقة: بأن يبقى على ما خلق عليه من برودة أو حرارة أو ملوحة لا يتغير ، مثل البحر .
حكما : الماء المتغير بطول بقائه ، أو الماء المتغير بنمو الطحالب فيه ، أو الماء الذي سقط فيه شيء لا يسلب منه الطهورية كأن يسقط في البركة أوراق شجر ( هذه كلها تسمى مياه طهورة طهارة حُكمية ، يعني هي تأخذ حكم الطهور حتى مع هذه الأشياء التي حصلت لها ) .

 

شروط الماء الطهور:
لم يتغير لونه ، لم يتغير طعمه ، لم تتغير رائحته.
أي ماء يختل فيه شرط من هذه الشروط الثلاثة ، يخرج عن كونه طهور .

 

أنواع الأحكام الشرعية الفقهية :
حرام: لا يجوز عمله ، ويعاقب فاعله .
مكروه: لا بأس من العمل به والأفضل تركه.
مباح أو جائز: لا بأس من العمل به ولا عقاب لمن تركها .

 

يهمني جدا حفظ هذه المعاني ، ونعود للموضوع .

 

حالات يكره فيها إستعمال الماء الطهور : ما معنى يكره إستعماله؟ يعني الأفضل تركه ولو لم يجد غيره جاز له أن يستخدمها.
1- إن تغير الماء بشيء غير مُمَازِج ، يعني لا يختلط به ، يكره إستعماله لأن فيه دُهنية .
مثل: أن يسقط في الماء قطع كافور ، أو عود قمارى ، أو شمع ، أو زفت ، أو قطران أو دهن جامد ، هذه الأشياء لو سقطت في الماء لا تختلط به مثل الزيت تبقى طافية على سطح الماء ، ولو لم يجد الإنسان إلا هذه المياه جاز له إستخدامها في الطهارة .

معنى كلمة عود قمارى :
قمارى هي مدينة هندية ، يأتي منها أفضل وأجود أنواع العود على الإطلاق وهو ثخين ودهني ، والعود هو نوع من أنواع العطور ، وليس العود المستخدم في الغناء :d

 

2- إن تغير بملح مائي يكره إستعماله .
الملح الموجود الآن في الأسواق نوعان: ملح بحري ، وملح معدني.
الملح البحري أهل زمان كانوا يستخدموه بأن يأخذوا كمية من مياه البحر ويتركوها تحت الشمس لتجف فإذا جفت المياه بقي الملح فيأخذونه للإستعمال ، والملح المعدني هو الموجود الآن في البيوت وتستخدمه النساء في الطبخ .
فلو تغير الماء الطهور بملح بحري يكره إستعماله ، أما لو تغير بملح معدني يحرم إستعماله لأنه يسلب الطهورية بتغير لونه وطعمه.

 

3- لو سخن الماء الطهور بشيء نجس يكره إستعماله.
مثل: أن يكون الماء الطهور باردا ، فيجمع روث حمار بدلا من الفحم أو الحطب ويسخن به الماء ، هذا الماء يكره إستعماله لأنه لا يمكن أن يسلم من صعود أجزاء لطيفة إلى الماء مع الأبخرة .

 

قاعدة فقهية: ( البَـوْلُ وَ رَوَثُ مَأْكُولُ اللحْمِ طَاهِرْ )
البول واضح ، والرَّوَثْ هو غائط الحيوانات -أكرمكم الله- وضحته لأني لا أعرف هل الكل يعرف معنى الكلمة أو لا .
مثال: المصابون بمرض السرطان - عافاكم الله - يبحثون عن بول الإبل فهو شفاء ممتاز لهم بإذن الله ، وبعض النساء تستخدم بول الإبل على شعرها فهو ينعمه ويغزره ، فيأتِ شخص جاهل ويقول: البول حرام هذا خطأ وجهل كبير ، لأن القاعدة الفقهية تقول: البول وروث الحيوانات التي نأكل لحمها طاهرة .

 

أيضا لو لم يجد الإنسان إلا روث الغنم ليسخن به الماء البارد فعمله صحيح . لماذا ؟ لأن الغنم من الحيوانات التي نأكل لحمها وروثها غير نجس.

 

4- إذا استعمل الماء الطهور في طهارة مستحبة.
مثال: إذا كان أحمد وخالد في مكان الماء فيه قليل ، وإحتفظ أحمد بالماء المستخدم في الغسلة الثانية و الثالثة في الوضوء ، يجوز لخالد أن يستعمل هذا الماء من بعده مع الكراهة ، يعني الحكم في إستعمال هذا الماء مكروه .

 

الغسلة الأولى في الوضوء واجبة ، فلو توضأ أحمد وغسل أجزاءه مرة واحدة لا يجوز لخالد الوضوء بنفس الماء ، ولكن الغسلة الثانية والثالثة في الوضوء مستحب القيام بها .

 

كذلك الأمر في تجديد الوضوء ، أو إذا كان غسلا مستحبا مثل: غسل الجمعة وغسل العيدين.

 

يعني أحمد متوضأ فقط يريد أن يجدد وضوءه وإحتفظ بالماء لخالد ، يكون حكم استعمال الماء مكروه.

 

5- إذا إشتد حر الماء أو إشتد برده كره إستعماله.
لأن الإنسان الذي يتوضأ بماء شديد الحرارة أو شديد البرودة لم يتوضأ ويغسل أجزاءه بشكل كامل من الألم الذي يشعر به ، فإذا وجد ماء آخر كان أفضل له ، ولو لم يجد يجوز إستعماله مع الكراهة لأنه يمنع كمال الطهارة .

 

نتوقف إلى هنا ، لأن الدرس فيه معلومات كثيرة وأريد أن أتأكد من أن الجميع إستوعبها ولا شيء صعب بإذن الله ، وبعدها نكمل إن شاء الله.

 

 

لجين بنت إبراهيم
  • مقالات
  • علوم القرآن
  • فقه العبادات
  • قصص
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط