اطبع هذه الصفحة


الدرس الثامن عشر من دروس فقه العبادات

لجين بنت إبراهيم غازي - السعودية

   

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أتممنا في الدروس السابقة - بحمدالله - كل الأمور التي يتعرض لها المسلم وما عليه من أحكام ، بالإضافة إلى الأمور التي على المسلم فعلها إستعدادا لأداء أعظم الشعائر وعامود الإسلام ( الصلاة ).

 

في درسنا هذا سنتحدث - بإذن الله - عن الصلاة ، الركن الثاني من أركان الإسلام.

 

أحب البدء بأول درس في باب الصلاة بالتعريف و التحدث عن:
كيف فرضت الصلاة على المسلمين؟

 

من الآيات المكية التي وقعت للرسول عليه الصلاة والسلام قبل الهجرة النبوية المشرفة حادثة الإسراء و المعراج التي هي من خصوصيات الحبيب عليه الصلاة والسلام .


والمتتبع للسيرة النبوية يرى أن ثمة أحوالا أليمة وحوادث سبقت الإسراء و المعراج ، فموت أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان حصنا له أمام كفار قريش وناصرا له ، وموت خديجة - رضي الله عنها - الزوجة الوفية الحبيبة لقلبه ، وهجرة أصحابه إلى الحبشة فرارا بدينهم ، وخروجه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف داعيا أهلها للإيمان بالله وما قابلوه به من الإهانة والتعذيب والرفض ، كلها أمور صعبة اجتمعت على الحبيب عليه الصلاة والسلام فأكرمه الله تعالى بالمعجزة الساطعة والمكرمة الناصعة : الإسراء و المعراج.

زمن حادثة الإسراء والمعراج:
من المهم أن نعرف بأنها حادثتين منفصلتين ، وقد اختلف العلماء في تحديد زمنها على أقوال شتى:
1- كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها بالنبوة (اختاره الطبري).
2- كان بعد البعثة بـ5 سنين ( رجح ذلك النووي و القرطبي).
3- كان ليلة الـ 27 من شهر رجب سنة 10 هـ ( اختاره العلامة المنصور فوري) .
4- قبل الهجرة النبوية بـ 16 شهر ، أي في شهر رمضان سنة 12 من النبوة.
5- قبل الهجرة النبوية بسنة وشهرين ، أي في شهر محرم سنة 13 من النبوة.
6- قبل الهجرة النبوية بسنة ، أي في الربيع الأول سنة 13 من النبوة .

 

سبب إختلاف العلماء في تحديد الزمن بدقة:
سبب الإختلاف في تحديد الزمن بدقة أنه لم يرد في تحديد تاريخ الإسراء و المعراج مستند يؤخذ به ، ولذلك كثر الخلاف في هذه المسألة ، وتعددت الأقوال فيها.

 

ما تستفيده الأمة المحمدية من إختلاف العلماء في تحديد زمن الحادثة:
يدلنا إختلاف علماء التاريخ وعلماء الفقه في تحديد زمن الإسراء و المعراج على أن ليلة الإسراء و المعراج ليست لها أفضلية على سائر الليالي في العمل المخصص والدعاء كما يفعل الناس ، فلا يجوز في تلك الليلة زيادة في العبادة سواء كانت العبادة صلاة أو عمرة أو صدقة ، لو كان لتلك الليلة أفضلية خاصة في العبادة أو كان فيها نفع للأمة - ولو بذرة - لبينها لنا رسولنا عليه الصلاة والسلام ، ووضحها لنا أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجميعن ، لكن لم يرد في فضل زيادة العمل فيها لا حديث صحيح ولا ضعيف.

 

وما يعتقده الناس من أن الإسراء كان في رجب فقد قال الشيخ الشنقيطي: لم يثبت من طريق صحيح ولا حسن أن الإسراء كان في رجب ، والوارد في ذلك لا أصل له .

 

المراجع:
1- كتاب الرحيق المختوم لـ صفي الرحمن المباركفوري.
2- كتاب فقه السيرة لـ د.زيد الزيد.

 

بذلك ينتهي درسنا ، وفي الدرس القادم نكمل بإذن الله تفاصيل رحلة الإسراء .

 

لأي سؤال أنا جاهزة
حياكم الله.

 

 

لجين بنت إبراهيم
  • مقالات
  • علوم القرآن
  • فقه العبادات
  • قصص
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط