اطبع هذه الصفحة


قصة (أنا سأعود دائما) للأطفال

لجين بنت إبراهيم غازي - السعودية


كثيرا ما تشتكي الأم من اليوم الأول لطفلها في الروضة ، وقد قرأتُ قصة بعنوان " أنا سأعود دائما " للكاتب: ستيف متزغر ، ورسوم: جوي ألن ، التي نشرتها: Scholastic .

أعجبتني لأنها تتبعَتْ يوميات طفلة في الروضة ، منذ دخولها إليها ، حيث تقف الأم أمام باب الفصل تودعها ، وتتسلسل الأحداث بنفس الفترات التي يمر بها الطفل في الروضة ( حلقة ، لعب في الخارج ، وجبة ، لعب في الأركان ، لقاء أخير) مع التفسير التعريفي الموجز الصريح بماذا ستفعل الطفلة في كل فترة ، والشوق الدائم المصاحب للأم في وقت غياب ابنتها عنها ، إلى حين وقت المغادرة حيث تأتي الأم وتصطحبها للعودة .

القصة موجهة للطفل المبتدئ في عمر الثلاث سنوات ، وهي مكونة من ثلاثة عشر صفحة .

كلماتها مكتوبة بخط كبير و واضح ، ومشكولة أيضا ، كي يتمكن الطفل من قراءتها متى أحب ، إضافة إلى أن عدد الكلمات في الصفحات العشر الأولى أقل من 10 كلمات في كل صفحة ولا تزيد ، ثم في الخمس صفحات الأخيرة زاد عددها إلى 15 كلمة ، وهذا الأسلوب ممتاز في زيادة مفردات الطفل بالتدريج المخفي، كي لا يشعر الطفل بالملل من قلة الكلمات وتكرارها أمامه، ولا يصاب بالإحباط من كثرة الكلمات والرموز التي عليه فكها وقراءتها منذ الوهلة الأولى .

الصوتُ هو صوتُ الأم، فالقصة كلها تُحْكى على لسان أمٍ تتحدث مع طفلتها التي ستذهب إلى الروضة، وعلى مدار القصة تتعانق العبارات مع الرسوم في نمذجة المشاعر الجياشة، مرةً بتصوير إشتياق الأم لطفلتها، ومرةً بسعادة الطفلة في فصلها.

قامت برسم القصة جوي آلن، وقد برعت بحق في تصوير إشتياق الأم، وسعادة الأطفال على مدار اليوم، وفي كل الفترات، بالرسم المتقن البسيط والألوان المختارة بعناية.
ظهور المشاعر بهذا الشكل يعطي إنطباعا جيدا، وحافزا قويا للطفل كي يستعد لما ينتظره من مفاجآت، ويبعث في نفسه الطمأنينة بدل الخوف من المجهول الذي يزلزل كيانه.

وجدتُ في القصة توجيهًا للأم ومساعدة لها في مهمتها الشاقة و مساعدة للطفل وإجابة على كل أسئلته في آن واحد. التوجيه واضح من العبارة الأولى: ( سوف ننطلق إلى المدرسة ، ونقول وداعا عند الباب).
من المهم أن يعرف الطفل إلى أين هو ذاهب، وما هو اسم المكان الذي سيذهب إليه، وما الذي سيحدث فيه، وكم سيبقى من الوقت.
كثير من الأمهات تخفي الحقيقة، فتحمل طفلها إلى المدرسة ثم تشتكي من بكاءه عند الباب! يجب أن يعرف أنه ذاهب إلى المدرسة ، ويجب أن يعرف أنكِ ستذهبين ، فالصراحة هي الطريقة الوحيدة لراحة الأم وطفلها ، وفي المقدمة وفر الكاتب على الأم عناء هذه الخطوة .

ثم في تكرار عبارة ( سأعود دائما ) على مدار القصة، وربط أحداث الروضة بالأحداث المسائية المنزلية تأكيد كامل للطفل بعودة الوالدة، فكثيرًا ما يعتقد الأطفال بما أنهم أتوا بدون علم، إذن هم سيبقون ولن يعود أحد لهم، حتى أمهم التي يحبونها جدا، وإنهاء القصة بصورة الأم تصطحب إبنتها تأكيد أقوى على بطلان الفكرة .

وفي تكرار مشاعر حب الأم وشوقها لإبنتها طوال غيابها وربطها بالأحداث الدراسية تأكيد للطفل بأن غيابه في الروضة لا يسعد الأم ولا يفقده مكانته في قلبها ، بل حتى مع غيابه ما زالت تحبه، وهي في كامل الشوق إليه .

لو رأى الطفل صدق أمه وصراحتها معه بهذه الدرجة فلن يبكي بعد اليوم إن تركته من أجل أي مشوار آخر هي مضطرة له، ولن تكون مضطرة للكذب عليه بأنها ذاهبة إلى الطبيب في كل مشوار تخرجه، فهو على يقين بأنها مهما غابت، فإنها حتما ستعود.


بــقــلـمـي ( لجين غازي )
تحت إشراف ومتابعة : دكتورة نجود بنت مساعد السديري .


 

لجين بنت إبراهيم
  • مقالات
  • علوم القرآن
  • فقه العبادات
  • قصص
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط